مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (222)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


31/10/2024 القراءات: 223  


-ملخص نصب الراية:
اختصرَ شيخُنا الأستاذ الشيخ عبدالكريم الدَّبَان التكريتي "نصب الراية" للزيلعي واستخرج زبدتَه في (100) صفحة وقد تفضل بإطلاعي عليه فقلت له: يمكن أن يُسمّى هذا: "الغاية مِن نصب الراية". فأعجبه، وقال لي: لو كنتُ أميل إلى السجع لسمّيتُه به. ثم سمّاه: "ملخص نصب الراية".
***
-طريق القدح في الاستدلال:
قال السيوطي في كتابه "اللفظ الجوهري": "والقدح في الاستدلالات لا يحسنُ مِنْ كلّ أحد، إنما يحسن ممن أتقن العلوم، التي لها مدخل في ذلك، وهي علم الحديث والتفسير والعربية والأصول والبيان، فمَن أتقن هذه العلوم بأسرها إتقانًا بالغًا واطلع على أقوال أربابها وأبحاثهم وأساليبهم ومناظراتهم، وحفظ الأحاديث بطرقها واختلاف ألفاظها، ورأى استنباطات الأئمة، وكيف يستخرجون الأشياء الدقيقة من الآيات والحديث -وأين مَنْ هو بهذا الوصف؟- ساغ له حينذاك أنْ يقدح في الاستدلالات، ثم لا يُقبل منه القدح بمجرد قوله: هذا غلط، ولا بالسفه والغضب والحدّة والدفع باليد، بل إنما يُقبل منه بالطريق المعروفة في علم الأصول والجدل في باب القوادح، ثم يُنظر فيما أبداه من توجيهات القدح بتثبتٍ وتأملٍ، فإنْ وُجد صحيحًا قُبِلَ وشُكِرَ على ذلك، وإنْ وُجد فاسدًا رُدّ، ولا يُغضب من ذلك، فإنّما هو دين الله لك أو عليك، وأمّا الغضب من الرد والإساءة على ذلك فمِن أفعال الجبابرة لا العلماء، وقد وردَ في الحديث: "لا تكونوا جبابرة العلماء"، وفي حديث آخر: "ومن العلماء مَنْ يكون في علمه بمنزلة السلطان، فإن ردّ عليه شيء من قوله غضب، فذاك في الدرك الثاني من النار، ومِنَ العلماء من يستفزّه الزهو والعجب فإنْ وَعَظَ عنّف، وإنْ وُعِظَ أنِفَ، فذلك في الدرك الرابع من النار".
***
-من مصادر السيوطي في كتابه "البدور السافرة عن أمور الاخرة":
قال رحمه الله: "لما ألفتُ كتاب البعث وهو المسمّى (البدور السافرة عن أمور الآخرة) حررتُ فيه ما يتعلق بالرؤية تحريرًا بالغًا، وتتبعتُ جميع الأحاديث الواردة في الرؤية على اختلاف طرقها، ولخّصتُها من دواوين الحديث الموجودة: الكتب الستة، ومستدرك الحاكم، وصحيح ابن حبان، ومسند الإمام أحمد، وابن أبي شيبة، وأبي يعلى، والبزّار، وابن منيع، ومسدّد، والحميدي، وابن راهويه، وابن أبي أسامة، والأوزاعي، و"البعث والنشور" للبيهقي، و"الرؤية" له، و"الشريعة" للآجري، و"الرؤية" له، و"الزهد" لابن المبارك، و"الزهد" لهناد بن السري، و"الزهد" للإمام أحمد بن حنبل، و"السنّة" لللالكائي، و"السنّة" لابن أبي عاصم، و"السنّة" لابن شاهين، و"السنّة" لعثمان بن سعيد الدارمي، و"السنّن" لسعيد بن منصور.
وجملة من التفاسير المسندة كتفسير عبدالرزاق، و الفريابي، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن المنذر، وأبي الشيخ بن حيان، وابن مردويه.
و"الحلية" لأبي نعيم، و"صفة الجنّة" للضياء المقدسي، و"الطبقات" لابن سعد، و"الغيلانيّات"، و"الخِلَعِّيات"، و"الطيوريات".
ومن كتب كثيرة، وأجزاءٍ غريبة وشهيرة، بحيثُ اجتمع عندي من طرق أحاديث الرؤية ما لم يجتمعْ لأحدٍ إلا الفرد النادر ممّن له عناية بالحديث.
ثم نظرتُ متفرقات كلام الأئمة أرباب الكلام وأصول الدين، ونصوصهم في الرؤية، وما أجمعوا عليه واختلفوا فيه، وحرّرتُ أقوالهم في رؤية الملائكة، ورؤية النساء، ورؤية الجن تحريرًا لا مزيد عليه".
***
-مقدمة "بسط اليدين لإكرام الأبوين":
"بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان مَنْ تَقَدس عن التوالد والتناسل، وتنزه من [كذا] التشابه والتماثل، وأبدع الآباء والمواليد، بيده المفاتيح والمقاليد، جلَّ عن الأبناء والبنات، جعل الجنة تحت أقدام الأمهات.
اللهم صلِّ على مَن [هو] أوثق الذرائع، ناسخ الملل والشرائع، مزيل غياهب الشُّبه بنور العلم، محمد المزيح بلوامع السيف ظُلَم الظُلم، وعلى آله سابحي قواميس الدراية، وأصحابه مصابيح دياجير الهداية.
أما بعدُ، فيقول العاصي الخاطئ محمد غوث بن ناصر الدين محمد النائطي الشافعي الأركاتي، زينه الله تعالى بالفضل الذاتي، وتجاوز عن ذنوبه في الماضي والآتي:
هذه رسالة قليلة المباني، كثيرة المعاني، شملتْ على الأحاديث والآيات، الواردة في برِّ الوالدين والأمهات، استمددتُ فيها من الكتب المعتبرة، والزبر المشتهرة، ليستفيد بها [كذا] الخلان، ويغتنمها أهلُ الكرم والإحسان، وسمَّيتها: "بسط اليدين لإكرام الأبوين". ورتبتُها على مقدمة وفصلين، والله الموفق لخير الدارين".
***
-منام عبدالحميد العلوجي:
من اللطائف المستطرفة قصة للأستاذ عبدالحميد العَلَوجي مع "مفتاح العلوم" تحدث عنها في الجزء الرابع الذي خصص له من "موسوعة المفكرين والأدباء العراقيين" يقول: "طلبتُ من والدي أن يجلب لي من السوق كتاب "مفتاح العلوم" للسكاكي، فأفادني بأن هذا الكتاب مطبوع في استانبول، ولا وجود له في مكتبات بغداد والكاظمية وكربلاء والنجف، وأكد لي أنه أوصى بعض أصدقائه من التجار بجلبه من تركيا، وأنه سيكون في متناول يدي خلال شهر .. ويومئذ وزنتُ هذا الشهر بألف سنة، وبلوتُه أطول من ليل امرئ القيس، بل حسبتُ أية ساعة في أي يوم من أسابيعه جرحًا عميقًا في دماغي، فقد ملكني "مفتاح العلوم" واعيًا وغير واع.
وأقولُ صادقًا: إنني في إحدى الليالي، رأيتُ فيما يرى النائم أن ذلك الكتاب مفتوح أمامي، وأنا أقرأ مقدمته، وعندما استيقظتُ صباحًا وجدتُّني أحفظ عن ظهر قلب بعض ما قرأته في الحلم، ورأيتُ أن أفاجئ أبي بهذه الكرامة، فكتبتُ في ورقة صغيرة خمسة سطور مما علق في ذاكرتي، وقدمتُها إليه شارحًا ملابسات الموقف، فأخذها وقرأها، وبعد أن دسّها في جيبه قال ضاحكًا: إنها أضغاث أحلام، وفي اليوم الموعود استقر "مفتاح العلوم" في حوزتي، وحين قارن أبي ما في ورقتي بما جاء في مقدمة الكتاب .. أدهشه أن يكون طبق الأصل، وأنا اعتقدتُّ منذ زمن بعيد بأن ما حدث إنما هو ظاهرة (تلباثية) تعتمد على (التخاطر) الذي يؤكد انتقال العقل من مكان إلى مكان".
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع