مدونة عبدالحكيم الأنيس


نثار من فوائد وخواطر وأفكار (3)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


08/02/2025 القراءات: 6  


13-ما الفرق؟:
سأل رجل الشيخ أبا الطيب أحمد الحربلي -من أهل العلم والدين في مدينة حلب-، عن الطنبور، فقال: حرام. فقال الرجل: والدف؟ قال حلال. قال وما الفرق بينهما؟ فقال أبو الطيب: لا تسل. هذه أصبع للشهادة في الكف اليمنى، ومثلها في اليسرى للاستنجاء!
***
14-شهود أربع:
قال العلامة إبراهيم بن محمد الباجوري الشافعي في "التحفة الخيرية على الفوائد الشنشورية" (ص: 87): "أنشد الرضي في "شرح الشافية" لابن الحاجب:
لي في محبته شهودٌ أربعٌ ... وشهودُ كل قضية إثنانِ
خفقان قلب، واضطراب جوارح ... ونحول جسم، واعتقال لسانِ
والبيتان في "لطائف الإشارات" القشيري (ت: 465) باختلاف يسير في البيت الثاني. وهو عنده:
ذوبان جسمي وارتعاد مفاصلي ... وخفوق قلبي واعتقال لساني
***
15-وصية ابن سينا:
نقل الدميري في كتابه "حياة الحيوان" عن الرئيس أبي علي ابن سينا قوله:
اسمعْ بُنيّ وصيتي واعملْ بها ...فالطبُّ معقودٌ بنص كلامي
لا تشربنّ عقيب أكل عاجلًا ... فتقود نفسك للأذى بزمامِ
واجعلْ غذاءك كل يوم مرة ... واحذرْ طعامًا قبل هضم طعامِ
واحفظ منيَّك ما استطعتَ فإنه ... ماءُ الحياة يُراق في الأرحامِ
***
16-حكم عادل:
قال الشاعر خليد مولى العباس بن محمد كما في "شرح حماسة أبي تمام" للخطيب التبريزي (3 / 175-176).
أما والراقصاتِ بذاتِ عرقٍ ... ومَنْ صلّى بنعمان الأراكِ
لقد أضمرتُ حبك في فؤادي ... وما أضمرتُ حبًّا من سواكِ
أطعتِ الآمرين بصرم حبلي ... مُريهم في أحبتهم بذاكِ
فإنْ هم طاوعوكِ فطاوعيهم ... وإنْ عاصوكِ فاعصي مَن عصاكِ
***
17-من قبس النبوة:
جاء في "تذكرة ابن حمدون" (ص: 72):
"لا ‌مال ‌أعود من العقل، ولا وحدة أوحش من العجب، ولا عقل كالتدبير، ولا حزم كالتقوى، ولا قرين كحسن الخلق، ولا ميزان كالأدب، ولا فائدة كالتوفيق، ولا تجارة كالعمل الصالح، ولا ربح كثواب الله، ولا ورع كالوقوف عند الشّبهة، ولا زهد كالتّزهّد في الحرام، ولا علم كالتفكر، ولا عبادة كأداء الفرائض، ولا إيمان كالحياء والصبر، ولا حسب كالتواضع، ولا شرف كالعلم، ولا مظاهرة كالمشاورة، فاحفظ الرأس وما حوى، والبطنّ وما وعى، واذكر الموت وطول ‌البلى".
وفي (ص: 72-73): "ومن كلامه صلى الله عليه وسلم:
(1) ‌من ‌يزرع ‌الشرّ يحصد ندامة.
(2) من مشى منكم إلى طمع فليمش رويدًا.
(3) ثق بالناس رويدًا.
(4) دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.
(5) إياكم والظنّ فإنّ الظنّ أكذب الحديث.
(6) مداراة الناس صدقة.
(7) الاقتصاد نصف العيش، وحسن الخُلق نصف الدين.
(8) لا تظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك.
(9) لا تباغضوا ولا تدابروا ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانًا.
(10) عليكم بالرفق فإنه ما خالط شيئًا إلا زانه، ولا فارقه إلّا شانه".
وفي (ص: 73) أيضًا:
"ومن كلامه صلى الله عليه وسلم: مِن كنوز البرّ ‌كتمان المرض والمصائب والصدقة".
أقول: ولا بد لهذه الأحاديث من تخريج.
***
18-في الرمي:
حدثني الشيخ نعمان حبّوش قال: رأيتُ الشيخ عبدالله سراج الدين، والشيخ عبدالفتاح أبو غدة يرميان الجمار ثاني أيام التشريق بعد الفجر.
قلتُ: وأنا رأيتُ الشيخ الدكتور محمد زهير الناصر، والشيخ الدكتور عبدالمجيد المعاز، والشيخ محمد عوامة، والشيخ سعيد المصري، والشيخ ديب شهيد، وغيرهم.
غير أنَّ الشيخ محمد السلقيني لم يقبل بذلك إلى الآن [سنة 1405هـ].
قال العلامة رحمة الله السندي في "لباب المناسك": "وقت رمي الجمار الثلاث في اليوم الثاني والثالث من أيام الفجر بعد الزوال فلا يجوز قبله في المشهور.
وقيل: يجوز الرمي فيهما قبل الزوال".
وانظر الشرح "المسلك المقسط في المنسك المتوسط" للعلامة علي القاري، وحاشيته "إرشاد الساري" لحسين بن محمد المكي (ص: 158-161).
***
19-ليلة القدر:
قال الشوكاني في "نيل الأوطار" (4 / 372): "قيل: ‌إن ‌المطلع ‌على ‌ليلة ‌القدر يرى كل شيء ساجدًا، وقيل: يرى الأنوار ساطعة في كل مكان حتى في المواضع المظلمة".
وقال الأستاذ الشيخ عبدالكريم الدبان التكريتي حفظه الله [كتبتُ هذا سنة 1405، وتوفي سنة 1413هـ رحمه الله]: "قد حدثني ابن عم لي وكان ثقة صالحًا أنه رأى أنوارًا ساطعةً حتى رأى الأشياء البعيدة كما يراها في النهار، وقال: إنه أيقظ أمه وأخبرها بما يرى فقالت له: إنها لا ترى ذلك".
وقال بعضهم :
مِن فرط غرامٍ كامنٍ في الصدرِ ... لو قُدر لي رؤية ليل القدرِ
ناديتُ بها إلى مليك الأمرِ ... يا ربِّ أجرني مِن عذاب الهجرِ
ا.هـ "رسالتان فريدتان في عروض الدوبيت" لمالك بن المرحل، تحقيق: هلال ناجي (ص: 174).
***
20-تخاريج:
"شرح العقائد النسفية" للتفتازاني من الكتب المقررة للتدريس، وقد اطلعتُ في مكتبة الأوقاف العامة في بغداد على تخريج للأحاديث المذكورة فيه اسمه "فرائد القلائد على أحاديث شرح العقائد" للعلامة علي القاري (ت: 1014 في مكة المكرمة).
ثم اطلعتُ على تخريج للسيوطي مصور عن نسخة المكتبة الظاهرية في دمشق عند الأستاذ صبحي السامرائي.
وقرأت في "هدية العارفين" (1 / 830) أنَّ لقاسم بن قطلوبغا المصري تخريجًا لها سماه "بغية الراشد" ولم أره، لكني أقدر أنه أوسعها.
وقد خرج الأحاديث أيضًا كلود سلامة عندما حقق الشرح المذكور، ولكنه دلل على قصور شديد في ذلك.
***
21-كتاب حبيب:
قال الشاعر علي بن عبدالرحمن الصقلي كما في "ذيل ديوانه" الذي جمعه هلال ناجي (ص: 73-74):
وصل الكتاب وكان آنس واصلٍ ... عندي وأحسن قادم ألقاهُ
لا شيء أنفس منه مهدى جامعًا ... شملَ المنى إلا الذي أهداهُ
ففضضته وجعلتُ ألثم كل ما ... كتبته أو مرَّتْ عليه يداهُ
وفهمتُ مودعه فرحتُ بغبطةٍ ... جذلان مبتهجًا بما أداهُ
وعجبتُ من لفظٍ تناسق فيه ما ... أعلاه، ما أجلاه، ما أحلاهُ!
ولقد غُبطت عليه علق مضنة ... عدمتْ له الأشكال والأشباهُ
كالروض باكره الحيا فتفتحتْ ... أزهارُه وتضوعتْ رياهُ
كالعقد فُصِّل لؤلؤًا وزبرجدًا ... فتقابلتْ أولاه مع أخراهُ
در ترفع قدرُه عن قيمةٍ ... منظومة صغراه مع كبراهُ
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع