رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (220)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
30/10/2024 القراءات: 201
-🌴 كيف...
الشوقُ يجري في الفؤاد وفي الدمِ ... لهفًا إلى البيتِ العتيق المُكرَمِ
وإلى زيارة أحمدٍ خير الورى ... وتبتّلٍ في روضهِ وتنعُّمِ
وتقولُ لي نفسي إذا احتدمَ الجوى: ... كيف السبيلُ إلى حصول المغنمِ؟
دبي (25 من يوليو 2018).
***
-أثر العلامة المختار السوسي في المدونات التاريخية: الأعلام للزركلي أنموذجًا.
تعددتْ جوانب العلم والأدب والمعرفة في شخصية العلامة الشيخ محمد المختار السوسي، وتنوعتْ مؤلفاته وآثاره وكتاباته نظرًا لتنوع مواهبه وقدراته، ومِن ذلك إسهامُه الكبير في البحوث والدراسات التاريخية، وجهدُه الواضح في تدوين ما لم يُدون، وحفظ ما لم يُحفظ، ونشر ما لم يُنشر. وقد أفاد منه المؤرخون والدارسون، في المغرب وخارجه ، ومنهم العلامة المؤرخ الكبير خير الدين الزركلي (المتوفى سنة 1396) في موسوعته المشهورة (الأعلام)، وظهر أثر الشيخ السوسي فيها في مواضع كثيرة. ومن المهم رصدُ هذا التأثير وإبرازه وتقويمه.
***
-ليس يمنيًّا:
جاء في كتاب «نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان»، "ألفه أبو التراب سيد بن حسين بن عبدالله العفاني، وقدم له: أبو بكر الجزائري ومحمد صفوت نور الدين ومحمد عبدالمقصود. توزيع: دار ماجد عسيري - جدة"، (3/ 373):
«يقول الشاعر اليمني عبدالعزيز الدريني:
أي شهر قد تولى … يا عباد الله عنّا ...».
أقول: ليس الشيخ عبدالعزيز الديريني يمنيًّا، إنما هو من أهل مصر، وهذا معروف مشهور.
والدريني كذا في النسخة التي في المكتبة الشاملة، والصواب: الديريني نسبة إلى مدينة ديرين في مصر.
***
-يا سائرين:
نشرتُ في (٣٠ /٨ / ٢٠١٧): 🌴 قلتُ مشطرُا هذين البيتين الجميلين:
(يا سائرين إلى البيتِ العَتيقِ لقد) ... سقيتمُ الروحَ مِنْ مرآكمُ راحا
البيتُ يجمعُنا والحالُ أنكمُ ... (سِرتمْ جسومًا وسِرنا نحنُ أرواحا)
(إنَّا أقمنا على عُذْرٍ وقد رَحَلوا) ... والدمعُ بالحبِّ والأشواقِ قد باحا
ونيةُ المرءِ قد تسري بصاحِبها ... (ومَنْ أقامَ على عُذْرٍ كمَنْ راحا)
وقد نقلهما عني بعضُ المحبين مع تغييرٍ فيهما، ممّا أبينه في موضع آخر إن شاء الله.
***
-الشمائل:
كتب إلي د. جمال عزون -وفقه الله- في (١٠ /١٠ / ٢٠١٧):
"رحمة الله على الإمام الترمذي لقد قرب الشمائل النبوية لقراء كتابه حتى لكأنما يرون النبي صلى الله عليه وسلم، لا جرم حظيَ الكتاب باهتمام العلماء قديمًا وحديثًا، ولم تخل مجالس السماع منه سماعًا وإسماعًا، ومعهم أزواجهم وذرياتهم لينهلوا من أعظم شمائل عرفتها البشرية، صلى الله وسلم على صاحبها خير البرية، ورزقنا التوفيق لتدثرها، لنحظى ـ بفضل الله ـ برؤيته ورؤيته وجه من أثنى عليها فقال: (وإنك لعلى خلق عظيم)".
***
-على باب الوهاب:
نشر الأخ الكريم عدي الغباري ممّا وجده في مخطوط:
"فائدة جليلة: كان الشيخ ابن عبدالسلام إذا قرأ عليه الطالبُ وانتهى إلى الباب يقول له: اقرأ من الباب الذي يليه ولو سطرًا واحدًا؛ فإني لا أحمد الوقوف على الباب. انتهى كما وجدتُّه بخط بعض الفضلاء".
قلتُ: لا يحمد الوقوف إلا على باب الله:
وقوفي على باب الكريم معزةٌ ... وكم قد رأيتُ الخير من ذلك البابِ
إذا أغلق الناسُ الطريق فلن ترى ... طريقَك مسدودًا إلى بابِ وهابِ
الأربعاء (27 من ربيع الآخر سنة 1446 = 30 من أكتوبر سنة 2024م).
***
-لقاء ومذاكرة في عرفة:
حَدَّثنا الأستاذ الشيخُ الفاضل إبراهيم ابن الشيخ محمد نور سيف مكاتبةً قال:
كنَّا مرة مع الوالد في الخيمة في عرفة، فجاء شيخ من تونس صلى معنا، وجرت مذاكرة بينهما، فذكر الشيخ الوالدُ هذا البيت:
إنَّ القلوبَ إذا تنافرَ وُدُّها ... مثلُ الزجاجةِ كَسْرُها لا يُجبَرُ
وعلق أنَّ التعميم ليس بجيِّد، وأن من الناس مَن تصفو نفوسهم، ويستأنفون التواصل.
فقال الشيخُ التونسي:
عندي تشطيرٌ للبيت؛ وهو:
(إنَّ القلوبَ إذا تنافرَ ودُّها) ... فصفاؤها عندَ الكرامِ مُيَسَّرُ
وهْيَ التي عندَ الألائمِ شَأنُها ... (مِثْلُ الزجاجةِ كَسْرُها لا يُجبَرُ!)
فأُعجِبَ به الوالد كثيرًا وكان يذكره وينشده.
ولعل القصة في موسم حج، بداية من ١٣٩٠ إلى ١٣٩٥، في هذه الحدود أو قبلها بقليل أو بعدها بقليل، لم أضبط ذلك، والله أعلم.
وهذان بيتان كذلك أنشدهما الشيخ التونسي رحمه الله في سياق الترحيب بالشيخ الوالد رحمه الله:
حمدًا وشكرًا على هاذي الملاقاةِ ... والحمد والشكر في الماضي وفي الآتي
أكرمْ بها من ملاقاة ينهنهها ... صفو المُدام وصفو الروح والذات
أرجحُ أنه قال: المُدام، وقد أبدلُ بها كلمة اللقاء تحاشيًا لذكر ما له صلة بالخمر، ومنهم مَن يستحسن ذلك لأنه أقوى دلالة على نشوة اللقاء وفرحته فهما مذهبان.
وحفظتُ هذه الكلمة (ينهنهها) لغرابتها، ولتُراجع.
***
-طعام السوق:
جاء في "المنثور من الحكايات والسؤالات" لابن طاهر المقدسي (ص: 34):
«كان أبو إسحاق الشيرازي [الإمام الشافعي المعروف] إذا بقي مدة لا يأكل شيئًا صعد إلى النصرية -محلة في أعلى بغداد- وكان له فيها صديقٌ باقلاني، فكان يثرد له رغيفًا، ويشربه بماء الباقلاء، فربما صعد إليه يكون قد فرغ من بيع الباقلاء وأغلق الباب، فيقف أبو إسحاق ويقرأ: {تلك إذاً كرةٌ خاسرةٌ} ويرجع».
***
-البُستي لا الرازي:
نشر في (وسائل التواصل):
قال أبو حاتم الرازي [كذا والصواب: البستي]، رحمه الله:
{العقل دواء القلوب ومطية المجتهدين وبذر حراثة الآخرة، وتاج المؤمن في الدنيا وعدته في وقوع النوائب، ومن عدم العقل لم يزده السلطان عزا ولا المال يرفعه قدرا، ولا عقل لمن أغفله عن أخراه ما يجد من لذة دنياه، فكما أن أشد الزمانة الجهل،كذلك أشد الفاقة عدم العقل}.
عن: (روضة العقلاء ونزهة الفضلاء، لابن حبان).
***
منوعات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة