على ضفاف القرآن (11)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
22/11/2024 القراءات: 290
-في الإعجاز البياني:
للعلماء -الصفدي والسبكي وغيرهما- بحوثٌ مهمةٌ في الحكمة من قوله تعالى: (فاستطعما أهلها) دون: "فاستطعماهم" مع أنه أخصر، تدخل في الإعجاز البياني، ومن النافع جمعُها ودراستُها ونشرُها.
***
-العمل والجزاء:
من الواضح المؤكد في القرآن الكريم ارتباطُ الجزاء بالأعمال، ويمكن كتابة بحثٍ مطولٍ في ذلك، وهو مهمٌّ في التشجيع على العمل، وعدم التفريط.
***
-مقترحات أخرى:
من ذلك أن يكتب "الأوبة والأوابون في القرآن"، وللأوبة إلى الله تعالى منزلة كبيرة، ولها درجة أثيرة.
ومنها كذلك دراسة: الاصطفاء في القرآن.
ومنها: توهم الناس الاستحقاق، كما في سورة مريم (77).
***
-إعراب الفاتحة:
-من الكتب القرآنية النحوية كتاب: "فاتحة الإعراب بإعراب الفاتحة"، ولكن المؤلِّف أطال كثيرًا، وجعل من الفاتحة محور درسٍ نحويٍّ موسعٍ، وكنتُ أفكرُ باستخلاص إعراب الفاتحة فحسب، وعسى أن يُقدر لي أو لغيري ذلك.
***
-استنباط بديع:
قال القاضي أبو بكر ابن العربي في كتابه «أحكام القرآن» (2/ 301)، في الكلام على قوله تعالى: {قوا أنفسكم وأهليكم نارًا} [التحريم: 6]:
"الأصل في ذلك كله أن المرء كما يُفترض عليه أن يُصلح نفسه باكتساب الخير فواجبٌ عليه أن يصلح غيره بالأمر به والدعاء إليه والحمل عليه، وهذه فائدة الصحبة، وثمرة المعاشرة، وبركة المخالطة، وحسن المجاورة؛ فإن حسَّن في ذلك كله كان معافى في الدنيا والآخرة، وإن قصَّر في ذلك كله كان معاقبًا في الدنيا والآخرة، فعليه أولًا إصلاح أهله وولده، ثم إصلاح خليطه وجاره، ثم سائر الناس بعده، بما بيّناه مِن أمرهم ودعائهم وحملهم؛ فإنْ فعلوا، وإلا استعان بالخليفة لله في الأرض عليهم، فهو يحملهم على ذلك قسرًا، ومتى أغفل الخلقُ هذا فسدتْ المصالح، وتشتت الأمر، واتسع الخرق، وفات الترقيع، وانتشر التدمير؛ ولذلك يروون أن عمر بن الخطاب كفَّل المُتهمين عشائرهم، وذلك بالتزامهم كفَّهم أو رفعهم إليه حتى ينظر فيهم، والله يتولى التوفيق برحمته".
***
-مسائل آية الوضوء:
قال ابن العربي في «أحكام القرآن» (2/ 47):
«قال بعضُ العلماء: إنَّ فيها ألف مسألة، واجتمع أصحابُنا بمدينة السلام [بغداد] فتتبعوها فبلغوها ثمان مئة مسألة، ولم يقدروا أن يبلغوها الألف، وهذا التتبعُ إنما يليق بمَن يريد تعريف طرق استخراج العلوم مِنْ خبايا الزوايا، والذي يليقُ الآن في هذه العُجالة مما نحن فيه الانتداب إلى انتزاع الجلي، وأن نتعرض لما يسنح خاصة من ظاهر مسائلها».
***
-أعلام مع القرآن:
للإمام تقي الدين السبكي مع القرآن أخبار جميلة: انظر طبقات الشافعية الكبرى (10/ 142. 142. 146. 157. 167).
وحبذا الاعتناء بهذا اللون من البحوث والكتابات، وكنتُ كتبتُ: "عمر بن الخطاب والقرآن"، ألقيتُه أولًا محاضرة في مكتبة الحاج حمدي الأعظمي في بغداد، ثم نشرته في رسالة.
***
-فضائل القرآن:
للشيخ أحمد بن الصديق الغُماري (ت: 1380): "رياض التنزيه في فضل القرآن وفضل حامليه"، فليُضف إلى قائمة المؤلفات في فضائل القرآن.
***
-مشيئة الله:
أقول في قوله تعالى: (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله) [التكوير: 29]: "مشيئة العبد تحت سلطان مشيئة الله تعالى؛ لئلا يظن في نفسه الانفلات أو الافتئات، ولا يعني السياقُ الجبر".
***
-رقائق قرآنية:
نجد في كُتب تراجم الصالحين من الصحابة والتابعين ومَن بعدهم إلى يومنا هذا رقائق لطيفة ودقائق ظريفة، جرتْ من قلوبهم على ألسنتهم، ومَنْ نظر في "حلية العلماء" وفروعه، وما كتب في هذا المجال -وهو كثير- ومِنْ ذلك: "أخبار الزهاد" لابن الساعي البغدادي، رأى الكثيرَ الطيبَ من تلك الرقائق والدقائق، ولو اعتنى استخراجها وجمعها وتصنيفها والتذكير بها معتنٍ لاستفاد وأفاد، وأمتع ونفع، فليبادرْ إلى هذا مبادرٌ هُمام، بحاثة مقدامٌ، والله يعينه ويوفقه ويسدده.
***
-الظلم في كتاب "الكياسة في أحكام السياسة":
هذا كتابٌ من كتب التراث السياسي، ألفه الإمام ابن المبرد، وطُبع من قريب، بعناية أخٍ مقدسيٍّ كريمٍ، وقد قرأتُه قراءة فاحصة، ونظرتُ فيه نظرًا متأملًا، فرأيتُ فيه تداخلًا بين الآيات التي تذكر الظلمَ المرادَ به الشرك، وبين الآيات التي تذكر الظلمَ مرادًا به الجور في العمل، وأردتُّ أن أكتب في ذلك مقالًا يفصل بين المعنيين، ويفرق بين الطائفتين، وأراني لا أفرغ له، وليتني بادرتُّ إلى تنفيذ الفكرة يوم قرأتُ الكتاب، وعسى أن يتناوله أحدٌ غيري في بحثٍ مُحْكَم مُحَكّم، ومن الله العون والتوفيق والسداد.
***
-إصدارات وزارة الأوقاف المغربية القرآنية:
لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب جهود مشكورة، ومساع مأجورة، وأياد مبرورة في خدمة التراث القرآني المخطوط، والبحث القرآني العصري، أكتبُ رأسَ القلم هذا لألفت نظر الباحثين والدارسين والمهتمين إلى ذلك، والكثير من تلك المنشورات والمطبوعات لا تُعرف في المشرق؛ لبُعد الشقة وقلة التعريف بها، وأرجو أنْ تُتاح فرصة للعودة إلى هذا الموضوع مرة أخرى.
***
-جهود ابن الجوزي القرآنية:
لابن الجوزي البغدادي جهودٌ قرآنيةٌ عظيمةٌ، ومؤلفاتُه في ذلك متنوعة، في التفسير الكلي، المُطول والمختصر والمتوسط، والتفسير الجزئي -تفسير الغريب-، والمتشابه، والوجوه والنظائر، وغير ذلك، وحبذا العناية بها والكتابة عنها وبيانها وإظهار خصائصها وقيمتها ومجالات الانتفاع بها، وهناك وجهٌ آخر من جهوده وهو ما نثره في مجالسه ومؤلفاته الوعظية، ومن أجلِّ ذلك وأجمله سياقاتُه وربطه وإلماحاته والتعليق على الآيات التي يذكرها بجمل بديعة رائعة، نفعنا الله تعالى بما قاله وكتبه، وألهم باحثًا جادًّا مُجودًا أن يتولى بيان ذلك وتبيانه.
***
القرآن. تدبر. تأمل. خواطر. بحوث
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة