مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (269)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


25/01/2025 القراءات: 167  


-مسند الصحابة الذين ماتوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم:
قال السيوطي في «تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي» (2/ 935)، (5/ 635) من ط دار اليسر:
(النوع الثاني والتسعون): معرفة من أسند عنه من الصحابة الذين ماتوا في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذا النوع زدتُه أنا، وفائدة معرفة ذلك، الحكم بإرساله إذا كان الراوي عنه تابعيًّا، وأرجو أنْ أجمع لهم مسندًا.
من ذلك: أبو سلمة زوج أم سلمة، توفي مرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم من بدر، روت أم سلمة عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يصاب بمصيبة فيفزع إلى ما أمر الله به من قوله: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم عندك أحتسب مصيبتي فأجرني عليها إلا أعقبه الله خيرًا منها». رواه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه من طريق عمر بن أبي سلمة، عن أمه أم سلمة أن أبا سلمة أخبرها، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول، فذكره.
وجعفر بن أبي طالب: روى له أحمد في "مسنده" حديث الهجرة.
وحمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم: روى له الطبراني حديثًا في الحوض".
فهل تحقَّق للسيوطي جمعُ هذا المسند؟
الجواب: نعم، وهو جزء صغير، نسختُه في المكتبة الأزهرية برقم (132863)، وقد طُبع ضمن (مجموعة الحديث الشريف وعلومه) (5/ 455-465)، ط دار اللباب.
***
-المأمونية الحلبية:
هذه أبياتٌ قالها الشيخ مصطفى الزرقا -رحمه الله- في "المأمونية الحلبية: عناصرها، ومقاديرها، وطريقة صنعها:
إذا رمتَ مأمونيةً فقوامُها … ثلاثٌ من السِّينات والماءُ يَرْبَعُ
سَمِيذٌ بقدر السَّمْن حجمًا وسُكرَّ … بقدرهما، والماء كالكلّ يُوضَعُ
يُحَلُّ بهذا الماء سكّر قَطْرها … ويبقى سَخِينًا فوق نارٍ تَشَعْشَعُ
ويُحمَس بالسمن السَّميذُ وبعدها … يُصبُّ عليه القطر ثم يُقَبَّعُ
ويُترك مكمورًا كذا ربع ساعةٍ … وبالقِشْدة الغَرّاء بعدُ يُرَصَّعُ
ورُشّوا عليها القِرفَةَ الفخمة الشَّذا … كُلوها بجُبْنٍ بعدَ ذا وتمتَّعوا
-لأجلِ أهل نظام التخفيف من الوزن (الريجيم) يُقلل من السمن مقدار الثلث، ومن السكر مقدار الربع".
وأضفتُ أنا:
وإنْ كان فيها فستقٌ أخضر الرّؤى ... فذلك طعمٌ مدهشُ الذوق أروعُ
وقد حكى لي الشيخ أحمد عز الدين الويسي حفظه الله قال: حصلتْ بين الشيخ مصطفى وبين الشيخ محمد أبو زهرة مساجلة علمية قوية سنة ١٩٥٦ في كلية الشريعة في جامعة دمشق، وكان الحق فيها مع أبو زهرة في نظر جل العلماء المشاركين، وفي صباح اليوم التالي اجتمعا مع ثلة من العلماء على فطور مأمونية، وكان في المجلس مباسطات طيبة، ولا أدري إن كان الشيخ مصطفى هو مَن أشرف على طبخها أم غيره؟ فأهل دمشق لا يعرفون هذا اللون من الأطعمة.
***
-ن والقلم وما يسطرون:
(أهدى إليَّ في سنة (1985م) أخٌ كريمٌ (قلمًا)، فقلتُ هذه القصيدة مخاطبًا له)
أهديتَني قلمًا لأبقى ذاكرًا ... - أنّى كتبتُ به - جميلَك شاكرا
أكرمْ بذوقك إذ أتيتَ مخصِّصًا ... بهديةِ الأُدباءِ مثليَ شاعرا
واللهَ أسألُ أنْ يُعين على الهدى ... قلمي لتبصرَه يجولُ مثابرا
ولرُبما شطَّ الزمانُ بشملنا ... فبه نشدُّ جوانحًا وأواصرا
أهديتَني قلمًا فكنتَ كأنّما ... تُهدي إليَّ مكارمًا ومآثرا
هو طلبةٌ ما إنْ يعيشُ بدونها ... فكرٌ مقيمًا في الدُّنا ومسافرا
أرأيتَ إنْ جال القريضُ بخاطري ... فبما وَهبتَ أذيعُ ذاكَ الخاطرا
وبه أنظِّمُ كلَّ عقدٍ فاخرٍ ... وأروحُ في ألقِ الشعورِ مُفاخرا
إيهٍ - صديقي - والحياةُ كما ترى ... فاضتْ أسىً وغدتْ جحيمًا ثائرا
وتعذَّرتْ سبلُ الأمان فكلُّ ذي ... لُبٍّ مضى شبحًا بهيمًا حائرا
في صُحبةِ (الأقلام) باتوا يحملو ... ن العيشَ في دُنيا تعجُّ مرائرا
أهديتَني قلمًا لأكتبَ قصةً ... قد حطمتْ حُلمًا حبيبًا عامرا
لا بأسَ إمّا قد أقام مُخافِتًا ... هو عن قريبٍ سوف يصرخُ جاهرا
لمّا قدمتَ بهِ إليَّ وسافرتْ ... عيناي فيه حسبتُ سيفًا باترا
سيُذِلُّ فجارًا -نعم- ويُعزُّ أطـ ... ـهارًا وينشىءُ روضةً وأزاهرا
ويكونُ لي أُنسًا إذا وَجَلٌ دها ... نفسي، ونورًا إنْ شققتُ دياجرا
ومُرافِقًا أنّى أسيرُ مُوافِقًا ... ومُنادِمًا لي في الهوى ومُسامرا
ماذا أقولُ وكلُّ قولٍ دونه ... - أبدًا - أراه مقصِّرًا أو قاصرا؟
حسبي به في الوصف قولٌ جامعٌ: ... قلمٌ يَهزُّ أسرَّةً وسرائرا
إنْ شئتَه يومًا لسانًا كان أو ... ما رُمتَ صار فليس يُخلِف آمِرا
يهجو العدوَّ فلا يزالُ مُخذَّلا ... عنّا، ويخرجُ للأحبة ناصرا
أبدًا أراني للحقيقة صائبًا ... إنْ قلت عنهُ كاهنًا أو ساحرا
وهو الرسولُ إلى القلوبِ يبثُّها ... دفءَ المحبة شاعرًا أو ناثرا
شكرًا جزيلًا يا صديقي كُلّما ... قلمٌ تحرَّك واردًا أو صادرا
***
-سبعاويات:
أنشدني السيد الوالد -رحمه الله تعالى- مواويل كثيرة، والموال يُعرف في مدينة حلب بالسبعاوي، وفي العراق بالزهيري، ومِن ذلك هذا الموال وكان يعجبه ويكرره كثيرًا:
غاب القمر ما حصلْ بيدي خلاف النوى
وحجاز بالركب غنّي لي بيات ونوى
لو يبتدي المرءْ بالحسنى له ما نوى
الشر ما ظن أهلو في مراتبْ فرح
كان لي سعد لو صدف بلبل يغني فرح
كنت انشد الناس على العشرهْ وحال الفرح
صرت اخبر الخلق على الفرقه وجور النوى
ومنها:
عذب اللمى كالشهد بل والشهد كاللمى
يا مَن بسيف النوى لحشاشتى كلّما
هاتينْ يا مقلتي دمع الأسى كلما
هبب نسيم الصبا مِن أرض طيبه طوى
طاها لآي الرسل في معجزاتو طوى
موسى على الطور قد ناجا بوادي طوى
واحمد على العرش مِن فوق الحجب كَلّما
ومنها:
ما أنجبتْ هند مثلك لا ولا أسما
يا مَن بكَ الله علَّمْ آدم الأسما
مَنْ ذا لها في الحشر والموقف الأسما
إلا انت يا مصطفى يا ذا اللواء وراي
حيث الرسل صُمُتْ عن أدنى خطاب وراي
يا صاحب الحوض يا مروي العطاشى راي
وخلاف إسمك باسمو ما قرنْ اسما
وهذه الثلاثة -في غالب ظني- للشاعر صالح بن أحمد المارعي (1332- 1408هـ) = (1913- 1987م) رحمه الله.
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع