مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (266)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


20/01/2025 القراءات: 5  


-زمن الغربة:
قال ابنُ الملقن في «المُعين على تفهم الأربعين ت دغش» (ص: 396): «أنبأني الحافظ فتح الدين اليعمري، عن شيخ الإسلام الإمام تقي الدين القشيري لنفسه رحمه الله تعالى:
قد عُرف المنكرُ واستُنكر الـ … ـمعروفُ في أيامنا الصعبهْ
وصار أهل العلم في وهدة … وصار أهل الجهل في رتبهْ
ساروا فما للجود فيما مضى … من الذين جاروا به نسبهْ [كذا]
فقلتُ ‌للأبرار أهل التقى … والدينِ لما اشتدت الكربهْ:
لا تنكروا أحوالَكم قد أتتْ … نوبتُكم في زمنِ الغربهْ».
***
-وصية ساجقلي زاده:
هذه وصية موجزة مؤثرة نشرها بتقديمٍ وتحقيقٍ وتعليقٍ الأخ الكريم المفضال المحقق الشيخ عادل العوضي سلمه الله، أقتصرُ هنا على نصِّها:
"بِسْمِ اللهِ وبِحَمْدِهِ
مِنْ مُحَمَّدٍ البائسِ الفقيرِ المُخلِّطِ المعروفِ بساجَقْلِي زَادَهْ إلى أَخيهِ في الدِّينِ إبراهيمَ البِيرَويِّ: السَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، باركَ اللهُ علينا وعليكم في دِينِنا ودِينِكم ودُنْيَانا ودُنْيَاكم، وحَسَّنَ خَوَاتِمَ أعمالِنا وخَوَاتِيمَ أعمالِكم، ورَضِيَ اللهُ عنَّا وعنكم.
أمّا بَعْدُ: فقد وَجَدْنَا الدُّنيا يَوْمًا وليلةً، أيام مَسَرَّتُها حَسْرَةٌ، فما أَعْقَلَ مَنْ قَلَّلَ الأَكْلَ، وخَفَّفَ النَّوْمَ، واعتزلَ إخوانَ الغفلةِ، واغْتَنَمَ الخَلْوَةَ، وتَضَرَّعَ إلى رَبِّهِ تَضَرُّعَ المَعْرُوضِ على السَّيْفِ بَيْنَ يَدَيِ المَلِكِ، وتَفَكَّرَ مَرْسَى السَّفينةِ؛ نَحْنُ في لُجَّةِ البَحْرِ على فَمِ الدَّرْدُورِ في سفينةٍ متمايلة، ثقيلةِ الحِمْلِ، في ليلةٍ مُظْلِمَةٍ مُمْطِرَةٍ بَيْنَ أمواجٍ مُتَلاطِمَةٍ، عليها سحابٌ أَسْوَدُ، فيه رَعْدٌ وبَرْقٌ، والنَّاسُ قِيَامٌ يَبْكُونَ ويَسْتَغِيثونَ، عَلَاهُم صُفْرَةُ الوَجَلِ، يَدْعُونَ الوَيْلَ، تارةً يقولونَ: رَبَّنَا، ظَلَمْنَا أَنْفُسَنا، وتارةً يقولونَ: يا وَيْلَنَا. أُولَئِكَ الأحياءُ، والذينَ يفرحونَ ويضحكونَ أولئكَ الأمواتُ وهم لا يشعرونَ".
الدَّرْدُورُ: موضع في وسط البحر يجيش ماؤه لا تكاد تسلم منه السفينة. انظر اللسان (درر).
***
-منثور الخطاب في مشهور الأبواب:
هذه رسالة للقشيري (ت: 465هـ)، فيها (51) بابًا، في كل باب خمسة تعاريف إلا في بابين زادهما تعريفين فبلغ العدد (257) تعريفًا. ويكون التعريف بجملتين مسجوعتين، إلا في مواضع قليلة كان التعريف بجملة واحدة.
وهو يزاوج بين جملتي التعريف كما زواج العنوان فقال: "منثور الخطاب في مشهور الأبواب".
ولغة الرسالة مفهومة في الغالب.
نشرَها قاسم السامرائي أولًا سنة (1389هـ - 1969م) في بغداد.
ثم نشرَها نزار حمادي سنة (1439هـ - 2018م) بعد خمسين سنة من نشرها الأول، وألحقها بكتاب آخر للقشيري هو: "المنتهى في نكت أولي النهى".
وصدرت عن المركز العربي للكتاب في الشارقة، وتقع في (ص: 89 – 155).
وقد علل إعادة نشرها بقوله (ص: 94): " عندما وقفتُ على بعض مخطوطاتها أحببتُ إعادة العناية بها، مجتهدًا في ضبط ألفاظها وحسن إخراجها".
وحبذا لو كان وصف المخطوطات التي وقفَ عليها وهل هي أفضل مما وقفَ عليه السامرائي وأين وقف عليها وعددها.
للرسالة نسخة ضمن مجموع في الأزهرية بمصر برقم (1002 مجاميع)، لم يذكرها المحقق هنا.
جاء (ص: 34) صورة من مخطوط كُتب أنها آخر "المنتهى". والصواب أنها أنموذج من "منثور الخطاب".
جاء (ص: 36): " مما اشتهر عن القشيري وتذكره كتب فهارس المؤلفات والمخطوطات ويحتاج إلى تأمل: منثور الخطاب في مشهور الأبواب ويعرف بالقصيدة الصوفية".
أقول: رسالة "منثور الخطاب" ثابتة النسبة إلى القشيري، وهي ليست بقصيدة!
هل لهذه الرسالة علاقة بالرسالة القشيرية؟
يقول المحقق (ص: 91): "يمكن القول بأنها تضمنتْ زبدة وصفوة ما في "الرسالة القشيرية" من تعريف الحقائق الصوفية بعبارات مختصرة رشيقة، وهي غير رسالته المسماة بعبارات الصوفية ومعانيها".
والهدفُ من ذكر أوصاف أهل الصفوة الاتصاف بها والتحقق بمعانيها.
وأقترحُ مقابلة هذه الأبواب المذكورة هنا بأبواب "الرسالة".
***
-أقوال دالة:
قال إبراهيم بن أدهم: ‌أورثتنا ‌تلك ‌الأكلة حزنًا طويلًا. «تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل» (1/ 82) (سورة البقرة: 36).
وقال بندار بن الحسين:
‌مَن ‌مشى ‌في ‌الظلمة ‌إلى ‌ذي النِّعم، أجلسَه على بساط الكرم.
ومَن قطع لسانه بشفرة السكوت، بُني له بيت في الملكوت.
ومَن واصل أهل الجهالة، ألبس ثوب البطالة.
ومَن أكثر ذكر الله تعالى شغله عن ذكر الناس.
ومَن هَرب من الذنوب، هُرب به من النار.
ومَن رجا شيئًا طلبَه. تبيين كذب المفتري (ص 179 - 180).
وقال الشيخ صالح فرفور: اجعلوا مع الفقه فكرًا، ومع الفكر فقرًا.
وقال لي د. جورج صليبا وكنا في مؤتمر في الإسكندرية: ليس هناك ذاكرة أمريكية.
وقال د. رشدي راشد هناك أيضًا: لا بد من العملِ والقسوةِ في العمل. وقال: لا مهادنة في القيم. وقال: الذي لا يَصلح عالميًّا لا يَصلح محليًّا. وقال: لا يمكن لأي عقل مهما كان ذكيًّا أنْ يتصور مدى الهزائم.
وقال لي الشيخ يحيى الرافعي في القاهرة: لقد ربيتُ أولادي للقرن الحادي والعشرين.
وذكرَ لي الشيخُ عبدالرحيم ابن الشيخ محمد متولي الشعراوي في القاهرة عن أبيه أنه قال: إللي عاوز يمشّي اللي في رأسه يعتمد على فاسه. وقال: أُريد أن أُحكم بالإسلام لا أنْ أَحكم أنا بالإسلام.
وقال لي الأخ الشيخ محيي الدين الأسنوي وكنا في الطائرة من القاهرة إلى دبي ليلة الخميس (1) من ذي القعدة سنة 1432هـ: قال الشيخ محمد زكي إبراهيم: رجلٌ بألفٍ، وألفٌ كأفٍّ.
وقال حمودة غرابة في "أبو الحسن الأشعري" ص 87: "إن العقل إذا تُرك وشأنَه اتبَعَ هواه، ولكنّه بالشرع يتبعُ هُداه".
***
-ليست للأشعري:
قالتْ د. فوقية حسين محمود في مقدمة "الإبانة عن أصول الديانة" عن رسالة "استحسان الخوض في علم الكلام" المطبوعة منسوبة إلى أبي الحسن الأشعري (ص: 6): "ظهر بالبحث أخيرًا أنها ليستْ للأشعري".
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع