رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (258)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
09/01/2025 القراءات: 8
-رب أدعوك يا قديم الوجود:
أنشدني الأخُ الكريمُ الأديب الأريب الشاعر الماهر الأستاذ عبدالله السالم المعلى وزير الثقافة في موريتانيا السابق، سلمه الله، وأدام عليه لذة نجواه. أنشدني مكاتبةً يومَ الأربعاء (8) من رجب سنة (1446) = (8/ 1/ 2025م):
ربِّ أدعوك يا قديمَ الوجودِ ... يا حقيقًا بكل فضلٍ وجودِ
فتفضلْ علي ربِّ وجدْ لي ... مِن ودادٍ بتحفة المودودِ
ربِّ أشكو إليك ما بفؤادي ... وبعيني مِنْ قسوة وجمودِ
لا تذدني يا ربِّ عن باب فضلٍ ... فاز مَن كان عنه غير مذودِ
أذهب السوء والسخافة عني ... ونعوت المحروم والمطرودِ
يا إلهي وسيدي وملاذي ... ومعاذي أقلْ عثار جدودي
ولربي فاجعل صلاتي ونسكي ... وركوعي لخالقي وسجودي
بك ربي أعوذ من ظاهر الإثـ ... م ومن باطن من الإثم مُودِ
فتداركْ بالفك أسرَ رهين... طالما لجَّ في اقتحام الحدودِ
طالما ظل سادرًا في هواه ... لا يبالي بيومه الموعودِ
رب قدني إلى الهدى بزمامٍ ... من ندى المحسن الكريم الودودِ
لا مسوقًا بسوط بلوى إليه ... ما مسوقٌ لمنحة كمقودِ
رب مِن غفلتي فسر بي لذكري ... وحضوري ومنهما لشهودي
وبشوقي إليك أبدلْ وتوقي ... ما نأى بي مِن جفوة وصدودِ
سيدي ضاقت المذاهبُ إلا ... ما إليك انتهى بجهد مؤودِ
أنت بي يا رب أعلمُ مني ... وبحالي في غيبتي وشهودي
كيف أجلو لعالم الغيب حالي... وهو مِن منه أستمدُّ وجودي
فتحننْ عليَّ وامننْ على حا ... لي بعطفٍ به سيخضر عودي
لا تكلني إلى سواك فما لي... يا إلهي سواك مِن معبودِ
أنت ربي وسيدي وملاذي ... ومعاذي مِن ضلتي وجحودي
برضاك اللهم عذتُ من السخـ ... ط ونار الجحيم ذات الوقودِ
بك يا رب منك عذتُ فمني ... لك خذني وفكَّ عني قيودي
أنت لا مَن سواك أرجو فما مِن ... سيدٍ أرتجي ولا من مسودِ
أنت يا ذا الجلال وحدك أدعو ... يا صريخَ المُثوِّب المَنجودِ
فافتح البابَ وارفع الحُجبَ عنه ... ليس باب الكريم بالمسدودِ
لا ترعه غدًا وأرخِ عليه ... كنفَ الستر إنْ إلى العَرض نُودي
وتول الخصومَ يا ربِّ عنه ... كم لهُ مِن خصمٍ هناكَ لدودِ
وارضَ عنه رضاكَ الاكبر واجعلْ ... ربِّ مثواهُ في جنان الخلودِ
وعن اَشياخنا وعن والدينا ... فارضَ في يوم جمعك المشهودِ
وصلاةً على الشفيع المقفّى ... ذي المقام المعظَّم المحمودِ
وسلامًا يعم آلًا وصحبًا ... بذلوا في رضاك أقصى الجهودِ
بهما نرتجي لقاه ونحظى ... بشرابٍ مِن حوضهِ المورودِ
***
-وصف كتابٍ في خزانة آل صوفان في نابلس:
هذه فقرة بهذا العنوان، كتبَها الأستاذُ محمد عزة دروزة (1305-1404هـ) -رحمه الله- في مقاله: "خزائن الكتب العربية"، المنشور في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق، المجلد الرابع، الجزء العاشر (ص: 456-457). وما بين معقوفين مني.
قال:
"وصف كتابٍ في خزانة آل صوفان في نابلس:
اسمُهُ: مناقب الإمام أحمد بن محمد بن حنبل. من تأليف الحافظ [ابن] الجوزي.
جاء في آخر الكتاب هذه العبارة: وافق الفراغ منه ضحى يوم الاثنين ثالث ذي القعدة سنة تسع وتسعين وخمس مئة. [أقول: توفي المؤلف سنة 597، فهذا تاريخ الفراغ من النسخ].
وعلى هامش له: قُوبل فصح بخطِّ مصنِّفه رحمه الله.
ولم يُذكر نصًّا اسمُ كاتب النسخة.
وجاء على الورقة الأولى من الكتاب: نظرَ في هذا الكتاب الراجي والخائف من شديد العقاب أبو عبدالرحمن البصري الحنبلي. بدون تاريخ.
وأيضًا جاء على هذه الورقة: مِن كتب مشيخة الشيخ الإمام علاّمة الزمان سيدي شمس الدين محمد ابن الشيخ إسماعيل الرمالي الحنبلي المقدسي. بدون تاريخ أيضًا.
الكتابُ ظاهرٌ عليه القدم في خطِّه وورقهِ. ورقُه صقيل.
مبوب في مئة باب، في ما يتعلق بالإمام الحنبلي، وما جرى له من المحن والحادثات مع الخلفاء العباسيين.
والباب المئة في ذكر أعيان أصحابه وتابعي مذهبه وطبقاتهم.
وفيه باب يترجم كثيرًا مِن علماء وعالمات الحديث الذين أخذ عنهم الإمام.
وقد خُرم من الكتاب ثلاثة عشر بابًا: من الباب الثمانين إلى الثالث والتسعين. وهذه الأبواب معقودة على ذكر وفاة الإمام وكراماته، وما جرى في وقت موته وبعد موته، ومَن أسلم بسبب جنازته ونحو ذلك.
في الصفحة الأخيرة من الكتاب وردَ هذا الشرح: "انتقل هذا الكتابُ من المولى الأجل الفاضل الكامل شمس الملة والدين محمد بن مجد الدين عيسى بن عمر العسقلاني بمحروسته حصن (أكل) ( = ) (آكل)؟ إلى أبي بكر بن أبي المنى بن نصر بن محمد الشيباني، بثمن قدره ومبلغه من الدراهم الغياثية المسعودية بدله عشرة دراهم، فصار له ومَلكه يتصرف فيه كما يريد ويختار، وذلك في شهر رجب المبارك من شهور سنة اثنتين وسبعين وست مئة، بشهادة مَن حضر على صحة البيع وقبض الثمن.
وبذلك شهدَ الحاجي مقداد بن فرج.
وبمثله شهدَ أبو ... الخطيب مسعود وكُتب بإذنه.
شهدَ به الرئيس محمد بن خضر بن عرقله وكُتب عنه بأمره.
وقد ذَكَرَ هذا الكتاب السيد الشطي في كتابه "مختصر طبقات الحنابلة" المطبوع.
نابلس. محمد عزة دروزة".
***
-يبكي دمًا:
قال الأبيوردي:
لها في مغاني ذلك الشِّعب منزلٌ … لئن أنكرته العينُ فالقلب عارفُ
وقفتُ به والدمع أكثرُه دمٌ … كأنيَ مِنْ جفني بنعمانَ راعفُ
وفيات الأعيان (4/ 447).
وقال أبو الحسن علي بن همام يرثي المعري:
إن كنتَ لم ترق الدماءَ زهادةً … فلقد أرقتَ اليوم مِن جفني دما
سيّرتَ ذكرك في البلاد كأنه … مسكٌ فسامعة يضمخ أو فما
وفيات الأعيان (1/ 115).
***
-هل العنوان هكذا:
رأيتُ في ثبت المصادر في كتاب "فتاوى ولي الدين العراقي" (ص: 471): "هدية العارفين في أسماء المؤلفين وآثار المصنفين من كشف الظنون". فهل العنوان هكذا؟
***
-طائر بلا جناحين:
قال البُستي:
يا ناظرَ العين قل: هل ناظرٌ عيني ... إليكَ يومًا وهل تدنو خُطى البَيْنِ؟
الله يعلمُ أني بعد فرقتهم ... كطائرٍ سلبوه مِن جَناحينِ
لو استطعتُ ركبتُ الريحَ نحوهمُ ... لأنَّ بُعديَ عنهم قد جنى حَيني
انظر ديوانه (ص: 201).
***
منوعات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة