رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (274)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
13/03/2025 القراءات: 120
-الموقف من التاريخ:
دولُ الإسلام الماضية: الأموية، والعباسية، والأيوبية، والمملوكية، والعثمانية، وغيرها، مراحل تاريخية، لها ما لها، وعليها ما عليها.
ونحن ندرسها ولا ننتمي إليها.
انتماؤنا إنما هو إلى الإسلام، وليس إلى حقب التاريخ، واعتزاؤنا إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله علبه وسلم لا إلى أسرة حكمتْ ومضتْ.
ويجب ألا تتخذ تلك المراحل تكأة لإثارات خلافات، تضر ولا تنفع.
إن من المهم جدًّا خلع عباءة الماضي، وعدم جعل التاريخ دينًا يتدين به.
ما مضى فات، والمؤمل غيبٌ ... ولك الساعة التي أنت فيها
التجارب البشرية قد تثري إذا نظرنا إليها من هذه الزاوية.
والتاريخ العلمي منبع اعتزاز لنا جميعًا.
أمّا إحياء الخلافات والاصطفاف خلفها ومحاولة الانتصار لها فهي جهود ضائعة، تشدنا إلى الوراء، وتحجب عنا رؤية المستقبل.
إنني أدعو نفسي وأدعو جميع أهل العلم والفكر والثقافة إلى طيّ صفحات الماضي التي تفرقنا وتقلقنا وتؤرقنا.
التاريخ منتج بشري، وليس وحيًا.
وما مِن مرحلة إلا وفيها أخطاء، وخطايا.
ولن نكبل أنفسنا بمحاكاة ذلك الماضي، الذي تفصلنا عنه قرون وقرون.
إنَّ العودة إلى مصادر التشريع المعتمدة تبين لنا أن التاريخ ليس واحدًا منها.
وإنَّ النجاح أن تتفوق على ما سبق، لا أن تنغلق عليه، وتحترق به.
7 من رمضان المبارك 1446.
***
-دراسات عن النُّورسي:
صدرَ للأستاذ حازم ناظم فاضل: "الرسائل الجامعية: الدكتوراه والماجستير والليسانس في رسائل النور وبديع الزمان سعيد النُّوْرسي".
***
-الكتب نفائس:
(أتممتُ الآن قراءةَ هذا الكتاب: "المذكرات السياسية والعلمية" تأليف الشيخ عبدالحي الكتاني. أهداه إلي قبل أسبوع الدكتور حمزة الكتاني. وهو كتابٌ رائعٌ، ممتعٌ، وفوائدُه كثيرةٌ. وقال فيه (ص 229-230): "والكتبُ من النفائس، بل وأنفسُ النفائس عند قوم كثيرين، والنفيسُ مطلوبٌ ويتغرب وتُبذل فيه العجائب، وكلُّ قلب وما يهوى، والهواة كثيرون، ويلزم الذي يهوى الكتبَ أنْ يكون سخيًّا باذلًا، يقعُ عليها وعلى مواضيعها إمّا بإلهامٍ، أو بعلمٍ واسعٍ بها ولا بد إذا كان محظوظًا في ذلك الأمر، ولذلك كان يقول صديقُنا ابنُ زيدان: إنَّ الكتب كالأرزاق، كلٌّ وما قُسِم له، ومَنْ كُتِب له شيءٌ في الغيب لا بدَّ أنْ يناله").
يوسف أبجيك - الرباط.
***
-"محبة أهل حلب لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم":
(انتهيتُ قبل قليل من قراءة هذا الكتاب الجميل مِن تأليف الأستاذ الشيخ عبدالله مسعود جزاه الله خيرًا. وكان قد أهدانيه في رحلتي الأخيرة إلى المدينة النبوية المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام. وهو موضوع طريف ذكر فيه مؤلفُه مواقف ونماذج وصورًا من هذه المحبة.
مما لفت نظري في هذا الكتاب، ذكر صور من محبة النبي صلى الله عليه وسلم عند الحلبيين، من ذلك:
١- تخصيص بعض رجال الأعمال جزءًا من وقف أموالهم لأهل المدينة المنورة.
٢- جمع أموال الصدقات لإيصالها لفقراء المدينة المنورة والمجاورين فيها.
٣- تخصيص التجار قسطًا من أرباح تجارتهم لأهل المدينة المنورة.
٤- إقامة مجالس للصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم.
٥- أنشأ المحبُّ المحمدي الشيخ عيسى البيانوني رحمه الله جمعية سمّاها: عشاق المصطفى صلى الله عليه وسلم، يسجل فيها من يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ألف مرة في اليوم والليلة، وقد سمي هذا السجل (بدفتر الذهب).
قلت: والذي أراه: أنَّ أبرز مَنْ فجَّر هذا الحب للنبي صلى الله عليه وسلم بحاله وقاله ودموعه، ومواعظه وأشعاره، ومجالسه ودروسه، وأحبابه وأصحابه: شيخ شيوخنا العلامة الفقيه المحب المحمدي الشيخ عيسى البيانوني رحمه الله (١٢٩٠- ١٣٦٢) وكان نشاطه بذلك في القرن الرابع عشر الهجري، وظهر ذلك جليًّا في طلابه، ومن أبرزهم، العلماء الأجلاء: الشيخ عبدالله سراج الدين، والشيخ عبدالفتاح أبو غدة، والشيخ أحمد قلاش، والشيخ بكري رجب رحمهم الله تعالى، وغيرهم الكثير من علماء حلب.
وكان من آثار هذا الحب الذي حاول زرعه وسقيه وتنميته، هذه النهضة الحديثية المباركة في حلب الشهباء في النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري، والنصف الأول من القرن الخامس عشر الهجري.
وقد رصدَ ذلك الأخُ الشيخ محمد حمزة البيطار في رسالته: "الجهود المعاصرة لعلماء حلب في خدمة السُّنة النبوية (١٣٠١- ١٤٤٤)".
وفي كتابه الذي عنونه: "منادمة الجليس ببعض جهود الأستاذ الدكتور عبدالسميع الأنيس: جهوده المكتوبة في السنة النبوية المطهرة". فجزاه الله خيرًا.
أ.د.عبدالسميع الأنيس).
***
-من معجزات القرآن الكريم:
قال الإمام الخطّابي رحمه الله في كتاب "بيان إعجاز القرآن":
"قلتُ: في إعجاز القرآن وجهًا آخر، ذهب عنه الناسُ، فلا يكاد يعرفه إلا الشاذ من آحادهم، وذلك صنيعه بالقلوب، وتأثيره في النفوس
فإنك لا تسمع كلامًا غير القرآن، منظومًا ولا منثورًا، إذا قرع السمعَ خلص له إلى القلب من اللّذة والحلاوة في حال، ومن الروعة والمهابة في أخرى، ما يخلصُ منه إليه
تستبشرُ به النفوس، وتنشرحُ له الصدور، حتى إذا أخذتْ حظها منه، عادتْ إليه مرتاعة، قد عراها الوجيبُ والقلقُ، وتغشّاها الخوفُ والفَرَقُ، تقشعرُّ منه الجلود، وتنزعجُ له القلوب، يحول بين النفس وبين مضمراتها وعقائدها الراسخة فيها.
فكم مِن عدو للرسول صلى الله عليه وسلم مِن رجال العرب وفُتّاكها، أقبلوا يريدون اغتياله وقتله، فسمعوا آياتٍ من القرآن، فلم يلبثوا حين وقعتْ في مسامعهم، أنْ يتحولوا عن رأيهم الأول، وأنْ يركنوا إلى مسالمته، ويدخلوا في دينه، وصارتْ عداوتهم موالاة، وكفرهم إيمانًا".
خالد بن عمر الفقيه (13 / 9 / 1446).
***
-دعاء القنوت:
كتب إليَّ الأخ الشيخ شهاب الله بهادر المدني.
"وفي الهند في بعض مساجد أهل الحديث لا يرون تغيير ألفاظ الرسول صلى الله عليه في دعاء القنوت جماعيًّا فيقول الإمام في قنوت الوتر: اللهم اهدني فيمن هديتَ. والمؤتمون به يؤمنون عليه. كما أنَّ "جماعة أهل الحديث" كلهم لا يزيدون شيئًا على المأثور في دعاء القنوت".
***
منوعات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة