مدونة عبدالحكيم الأنيس


إجازة الشيخ عبدالكريم الدَّبان التكريتي

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


08/03/2025 القراءات: 13  


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ الذي علَّمَ بالقلم، علَّمَ الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المصطفى، ورسول الله المُجتبى، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الهادين المهديين.
(وبعد) فيقولُ الفقيرُ عبدالكريم بن حمّادي الدبان التكريتي:
إنَّ العلم قدره مرفوع لا يُوضع، وأساس عزِّه موضوعٌ لا يُرفع، مَن اعتنى به لا يذل، ومَن كثر به لا يقل، ومَن سعد به لا يشقى، ومَن اشتهر به لا يخفى، طالبه مطلوب، وباذله مرغوب، و حامله محمود، وحاشده محسود.
وإنَّ ممَّن اهتدى بنور الله تعالى إلى الصعود في مدارج هذه المرتبة، والتحلّي بهذه المنقبة، العالم الفاضل، والشيخ الكامل، السيد عبدالحكيم محمد الأنيس الحلبي فتح الله عليه، وجعله من المقبولين لديه.
فإنه قد بذل شطرًا مِن أيام دهره، وصرفَ معظم ريعان عمره، لاقتناء فوائد العلوم النقلية، واقتناصِ شواردِ الرُّسومِ العقلية، فقرأ عليَّ وعلى كثيرٍ مِن علماء عصره، وفضلاء قطره ومصره، كتبًا معتبرة، مطولة ومختصرة، في العلوم الدينية، والمعارف اللغوية، والأدبية، قراءةَ تحقيقٍ وإتقان، وتقبَّلَ ما يليقُ منها تقبُّلَ تصديقٍ وإيقان، حتى تحقَّقَ لديَّ أنه من الفضل على جانبٍ عظيمٍ، وأنه حقيقٌ لأنْ يكون مِن آباء التعليم، فعاهدتُه على التوبة الخالصة، وعلى دوام ذكر الله تعالى، ومراقبته بظاهره وباطنه، وسرِّهِ وعلنهِ، وعلى القيام بقواعد الإسلام الخمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت إن استطاع إليه سبيلًا، وأن يكون من الأخلاق الكريمة في المحل الأسنى، ومن الأفعال الحميدة في المكان الأعلى، وأنْ لا یراه مولاهُ حيث نهاه، ولا يفقده حيث أمره، وأنْ لا يخلو من تدريس علوم الدين، وكتب الأئمة المجتهدين، رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، وأنْ يبالغَ في القيام بحقوق المسلمين، والعطفِ على الطلبة والتواضع للسائلين.
وأجزتُ له بتدريس العلوم النقلية والعقلية، والأبحاث اللغوية، وأن يروي عني كل ما يجوز لي وعني روايتُه، وسائر ما صح إليَّ عزوُه ونسبتُه، وأجزتُ له أن يجيز مَن رآه أهلًا للإجازة، كما أخذتُ جميعَ ذلك قراءة وسماعًا وحضورًا وإجازة عن الشيخين الكريمين، والعالمين الفاضلين:
أولهما: بقية السلف، وبركة الخلف، العالم بالمنقول والمعقول، والفروع والأصول، الشيخ السيد داود بن السيد سلمان التكريتي.
وثانيهما: العلامة الجليل، وأستاذ الجيل، الشيخ السيد عبدالوهاب بن السيد حسن البدري السامرائي، تغمدهما الله تعالى بواسع رحمته، وأسكنهما أعالي جنته.
وكان الأول -التكريتي- قد أجاز لي في غرة رجب من سنة أربع وخمسين وثلاث مئة وألف.
أمّا هو فقد أجيز له في سنة سبع عشرة وثلاث مئة وألف مِن شيخه بل شيخ علماء بغداد في وقته المدرِّس في مدرسة الحضرة القادرية عبدالسلام الشوّاف، وهو عن شيخه الكبير، والعلامة الشهير عيسى صفاء الدين البندنيجي، وهو عن علماء كثيرين، أولهم وأشهرهم علمًا وعملًا، وأطولهم باعًا وأقصرهم في الدنيا أملًا، الشيخ المُعمَّر حسين كمال الدين الكركوكي ثم البغدادي، وهو عن نتيجة المتقدِّمين، وخاتمة المتأخرين، ذي الاسم اللامع، والصيت الذائع، العلامة أحمد بن إبراهيم المعروف بصبغة الله الحيدري.
(ح) وكان شيخي الثاني -وهو السامرائي- قد أجاز لي في غرة ذي الحجة مِن سنة ثلاث وخمسين وثلاث مئة وألف.
أمّا هو فقد أجيز له في سنة عشرين وثلاث مئة وألف مِن شيخه الفاضل مدرِّس مدرسة الإمام الأعظم الشيخ محمد سعيد بن عبدالقادر النقشبندى، وهو عن مفتي بغداد وعلامة العراق الشيخ محمد فيضي الزهاوى، وهو عن شيخه الشيخ محمد الساوجبلاغي، وهو عن الشيخ صالح التلنباري، وهو عن العلامة إسماعيل، وهو عن صبغة الله الحيدري ، وهو عن والده إبراهيم بن حيدر، وهو عن والده حيدر بن أحمد، وهو عن والده صاحب "المحاكمات" في علم الكلام أحمد بن حيدر ، وهو عن والده العلامة حيدر الأول، وهو عن زين الدين البلاتي، وهو عن نصر الله الخلخالي، تلميذ حبيب الله ميرزا جان الشيرازي، تلميذ جمال الدين الشيرازي، تلميذ المحقق الكبير محمد بن أسعد الدواني ، وهو عن والده أسعد الدواني، وهو عن عمدة المحققين علي بن محمد المعروف بالسيد الشريف الجرجاني، وهو عن مبارك شاه البخاري، وهو عن محمد بن محمد المعروف بالقطب الرازي، وهو عن العلامة محمود الشيرازي، تلميذ الكاتبي القَزويني ، تلميذ الإمام فخر الدين الرازي، تلميذ والده عمر الرازي، تلميذ حُجة الإسلام محمد الغزالى، تلميذ عبدالملك بن عبدالله الجُويني المعروف بإمام الحرمين، وهو عن والده عبدالله الجويني ، تلميذ محمد بن علي المعروف بأبي بكر القفّال المَروزي، تلميذ إبراهيم بن أحمد المعروف بابن سُريج، وهو عن عثمان الأنماطي، وهو عن أبي إسحاق المُزَني، وهو عن الإمام المجتهد محمد بن إدريس الشافعي رضي الله تعالى عنه، وهو عن مسلم بن خالد الزنجي، وهو عن عبدالملك بن جُريج، وهو عن التابعي الجليل عطاء بن أبي رباح، وهو عن حبر الأمة عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما، وهو عن واسطة عقد الرسالة، خاتم النبيين، وإمام المتقين، المبعوث رحمة للعالمين، البشير النذير سيدنا ومولانا محمد المصطفى المختار، صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وعلى آله وأصحابه، وهو عن ربِّ العالمين بواسطة الروح الأمين جبريل عليه السلام.
اللهم اجعلْ هذه السلسلة متصلة بحبلك المتين الذي لا ينقطع، محصنةً بحصنك الحصين الذي لا ينصدع، واجعلْ هذا العهد مقرِّبًا إليك (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة).
اللهم اجمعنا على الكتاب والسُّنة، وبعِّدنا عن الضلال والبدعة، ووفقنا لنفع المسلمين، ونشر علوم الدين، إنك الجواد الكريم، والربُّ الرحيم....
قاله بفمه، وكتبه بقلمه، الفقيرُ عبدالكريم بن حمّادي الدبان التكريتي، وذلك في غرة شعبان من سنة خمس وأربع مئة وألف.
هذي الإجازةُ للذكي الفاضلِ ... عبدالحكيمِ المُستنيرِ الكاملِ
يا ربِّ يَسِّرْ أمرَهُ وارفقْ به ... والطفْ بعاجلِ شأنهِ والآجلِ


إجازة. شهادة. مناهج.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع