مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (264)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


20/01/2025 القراءات: 7  


-الماضي:
قال ابنُ الجوزي في كتابه "الخواتيم" (ص: 121): "يا أيامَ الشيب: إنما أنتِ بين داعٍ ووداعٍ، فهل لماضٍ من الزمانِ ارتجاع؟".
فقلتُ:
هل لماضٍ من الزمانِ ارتجاعُ ... أم مضى وانقضى وفات الوداعُ؟
لا تفوّتْ يا أيها المرء وقتًا ... إنما العمرُ ثروةٌ وانتفاعُ
كن هُمامًا ولا تضيِّعْ زمانًا ... فغدًا يُهلِكُ النفوسَ الضياعُ
***
-الشدائد:
رأيتُ في النوم ليلة الجمعة (27) من المحرّم سنة (1438) أني أقولُ لأناسٍ كانوا يشكون: الشدائد تربط القلب بالله.
***
-قال الشافعي:
جاء في «المجموع شرح المهذب» (1/ 13): «قال الشافعي: مَن سام بنفسه فوق ما يساوي ‌ردَّهُ ‌الله ‌إلى ‌قيمته».
فقلتُ:
كلُّ مَنْ سامَ بنفسٍ فوقَ ما ... كان في الواقع مِنْ رُتبتهِ
حكمُهُ ما قالَ فيه الشافعي: ... (ردَّهُ اللهُ إلى قيمتهِ)
دبي: السبت (18 من رجب سنة 1446 = 18/ 1/ 2025م).
***
-عادات:
-يُحكى أن الحريري صاحب "المقامات" كان مولعًا بالعبث بلحيته بحيث يتشوه بذلك، فنهاه الأميرُ وتوعده على ذلك، وكان كثير المجالسة له، فبقي كالمقيد لا يتجاسر أن يعبث بها! فتكلم في بعض الأيام عند الأمير بكلامٍ استحسنه منه، فقال له الأميرُ: سلني ما شئتَ حتى أعطيك، فقال له: أقطعني لحيتي، فقال له: قد فعلتُ .
-وكان ‌‌علي بن عيسى الربعي مبتلًى بقتل الكلاب، فيُحكى أنه اجتمع هو وأبو الفتح بن جني يمشيان في موضعٍ، فاجتاز على باب خربة، فرأى فيها كلبًا، فقال لابن جني: قفْ على الباب، ودخلَ، فلما رآه الكلب يريد أن يقتله هربَ وخرج، ولم يقدر ابنُ جني على منعه، فقال له الرَّبعي: ويلك يا ابن جني! مدبر في النحو، ومدبر في قتل الكلاب!
-وقال أبو اليمن زيد الكندي: كان أبو المكارم محمد بن عبدالملك بن أبي جرادة فسمع ببغداد الحديث معنا على، مشايخنا فسمعتُ بقراءته، ووردَ إلينا إلى دمشق بعد ذلك، وكنا نلقبه: «القاضي ‌بسعادتك»، وذلك أن القلانسي دعاه في وليمةٍ وكنتُ حاضرها، فجعل لا يسأله عن شيء فيخبر عنه بما سَرَّ أو ساءَ إلا وقال في عقبهِ: ‌بسعادتك، فإنْ قال له: ما فعل فلان؟ قال: مات ‌بسعادتك، وإنْ قال له: ما خبرُ الدار الفلانية؟ يقول: خربتْ ‌بسعادتك، فسمَّيناه: (القاضي ‌بسعادتك)، وكان يقولها لاعتياده إياها لا لجهلٍ كان فيه، وكان له أدبٌ وفضلٌ وفقهٌ وشعرٌ جيدٌ .
وبعضُ الناس يكرِّر: (أيوه)، وبعضُهم: (يعني)، وبعضُهم: (فهمتَ علي؟).
ولبعض الناس عادة أخرى، قلتُ فيها:
لبعضِ الناسِ همٌّ في المعالي ... فلا ينفكُّ نحوَ المجدِ سَيْرا
وبعضٍ ما له همٌّ سوى أنْ ... يُنظِّفَ أنفَهُ في اليومِ عَشْرا!
ولبعض الناس عاداتٌ قاهرةٌ في الطعام، والشراب، والمنام.
وهناك عاداتٌ جيدةٌ، ومنها تكرار المحفوظ:
وسُمِّي علي بن أبي زيد الفصيحي النحوي بـ (الفصيحي) لكثرة إعادته ودرسه كتاب "الفصيح". ويُحكى أنه دخل يومًا على مريضٍ، فقال: شفاه الله تعالى! وسبقَ على لسانه: "ما وأرخيت الستر" لاعتياده كثرة إعادته .
وقالوا: عادات السادات سادات العادات.
«وقالوا: ليس مِن ‌عادات ‌الكرام، سرعةُ الغضب والانتقام» .
وقال العماد الأصفهاني: أقام ملك النحاة ‌‌الحسن بن أبي الحسن صافي أبو نزار النحوي (ت: 568هـ) بالشام في رعاية نور الدين محمود بن زنكي، وكان مطبوعًا متناسب الأحوال والأفعال... وكان يضم يده على المئة والمئتين، ويمشي وهو منها صفر اليدين، مولعٌ باستعمال الحلاوات السُّكرية وإهدائها إلى جيرانه وإخوانه، مغرى بإحسانه إلى خلصانه وخلانه . وهذه عادات حسنة رحمه الله.
ومن الشعر الجميل:
وفي العيد ‌عاداتُ ‌الكرام لقد جرتْ … ببرِّ اليتامى وافتقاد الأراملِ
وها أنا محتاجٌ فلا تكُ قاطعاً … حبالَ رجائي منك يا خير واصلِ
فإنك أولى بالمكارم منهمُ … وأجدر بالإحسان مِن كل باذلِ
فحاشا ظنوني أنْ تُرد بخيبةٍ … وفي بابك المأمول حطَّتْ رواحلي
***
-تعريف بثلاثة كتب:
-(الكتاب والمرأة والمرأة والكتاب):
هو كتابٌ يهمُّ المرأة والرجل على حدٍّ سواء، ويمتعُ القراء، وينفعُ الباحثين، ويضيفُ لبنة سامقة إلى المكتبة الإسلامية المتعلقة بالمرأة، ويكشفُ للقراء أهميتَها، وعظم الجهود المبذولة في الدراسات والبحوث المتعلقة بها، ويدلهم -رجالًا ونساءً- على ما كُتب في هذا المجال الحيَوي.
-(الجذور التاريخية لحماية حقوق الملكية الفكرية):
هو كتابٌ أصيلٌ في هذا الموضوع، يبين ثراء تراثنا الإسلامي، وغوصَ العلماء في تناول الموضوعات الطريفة، التي تمتدُّ أهميتها إلى اليوم، وهو ما يولِّد فينا اعتزازًا بهذا التراث، ويعطينا تصورًا عن أفكار المؤلِّفين، ويبين مشاركتنا في صنع التقدُّم العلمي".
- (نظرات في التـكوين الأصولي):
هو كتابٌ يبينُ أن مِن أولى المهمات العناية بمنهج التكوين العلمي، ومَن لم يتبع في تكوينه منهجًا معتبرًا ضاع وتاه ولم يصل إلى غاية، وهذه النَظَرات في التكوين الأصولي، نافعةٌ جدًّا لمريد هذا التكوين، فاتحةٌ أمامه بابًا إلى طريق ممهد، مثيرةٌ له أفكارًا وخواطر تقرّبُ الطريق، وتحلُّ المشكلات.
***
-الترجمة عن قرب:
هناك عددٌ مِن كتب التراجم التي كُتبتْ عن معرفة وقرب ومداخلة، ولهذه ميزة واضحة، ومنها:
1-رجال عرفتُهم لعباس العقاد.
2-شذرات مِن مزايا رجال صحبتهم أو عرفتهم للشيخ عيادة الكبيسي. (لم يُطبع).
3-علماء ومفكرون ‌عرفتُهم لمحمد المجذوب.
4-كما عرفتُهم (فصول من سيرة ذاتية) لإسماعيل إسماعيل مروة.
5-كيف عرفتُ هؤلاء لمحمد رجب البيّومي.
6-من أعلام العصر لمحمد رجب البيّومي. (وهذا كنتُ كتبتُ حين قرأتُه: يحتاج هذا الكتاب إلى ترجمةٍ موجزةٍ للعلَم في صدر كل مقال، وضبطِ الكتاب لا سيما الشعر).
7-هكذا ‌عرفتُهم لجعفر الخليلي.
8-هؤلاء ‌عرفتُهم لعباس خضر.
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع