مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (263)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


16/01/2025 القراءات: 6  


-طريقة تقويم الكتب:
من الطرق المختصرة في تقويم الكتب الكشفُ عن المواضع المعضلة والمشكلة، وفي هذا يقول الشيخ محمد أشرف علي التهانوي في تقريظه لـ " بذل المجهود في حل سنن أبي داود" للشيخ خليل أحمد السهارنفوري (13/ 668): " قد سرحتُ النظر في بعض المقامات المهمة من هذا التعليق المحمود...".
ويفيد هذا في فحص المؤلفات، أي قد يُكتفى باختيار المواضع المهمة ليُرى كيف تصرّف المؤلف فيها.
وحمدَ اللهَ تعالى الشيخُ حسين أحمد أنْ وجَّه الله تعالى الشيخ خليل أحمد مؤلِّف "بذل المجهود" إلى أن يزيح عن الطلاب "مشكلات الآثار التي زلّتْ فيها الأقدام والأفكار، لشيوخ السُّنن ومستمعي الأخبار، سيما المُعضلات التي لا تكاد أن تنحلَّ مِن معاقد أبي داود، كيف لا وقد تحيّرَ لديها مهرة الفحول وحلالو العقود". (13/ 671).
***
-استكمال عنوان في "مختصر الترغيب والترهيب":
جاء في "مختصر الترغيب والترهيب" للحافظ ابن حجر العسقلاني (ص: 74) -بتحقيق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي، مكتبة الغزالي، دمشق 1401-1981: "الترغيب في صلاة الاستخارة، وما جاء في تركها". ولم يُذكر شيء في تركها، وقد جاء في الأصل للمنذري (1/ 479):
«عن سعد بن أبي وقاصٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سعادةِ ابن آدم: استخارته الله عز وجل. رواه أحمد، وأبو يعلى، والحاكم، وزاد: ومن شقوةِ ابن آدم: تركه استخارة الله. وقال: صحيح الإسناد كذا قال.
ورواه الترمذي، ولفظه: من سعادة ابن آدم: كثرة استخارة الله تعالى، ورضاه بما قضى الله له، ومن شقاوة ابن آدم: تركه استخارة الله تعالى وسخطه بما قضى الله له. وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن أبي حميد، وليس بالقوي عند أهل الحديث.
ورواه البزار، ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من سعادة المرء: استخارته ربه، ورضاه بما قضى، ومن شقاء المرء: تركه الاستخارة، وسخطه بعد القضاء.
ورواه أبو الشيخ ابنُ حبان [كذا والصواب: حيّان] في كتاب "الثواب".
والأصبهاني بنحو البزّار».
***
-مسجديات:
-جنِّب الأعين رؤيةَ ملابسك الداخلية.
-لا تهدرْ الماء في الميضأة العامة.
-لا تهجرْ مسجد الحيّ، فذلك يسبِّبُ سوء الظن بك.
-إذا خرج رجلٌ من الصفّ فالأولى به مَنْ كان خلفه.
-حُسن الصوت والحفظ لا يعني القدرةَ على إلقاء درس.
-إذا رأيتَ أذى أو قذى في المسجد فارفعْه وشاركْ في نظافته فإنه بيت الله تعالى.
-مِن حُسن ثقافة الإمام قراءةُ الكتب المتعلقة بأحكام المساجد.
-مكبِّر الصوت للمصلّين في داخل المسجد، وليس للمارة، والباعة، وأهل الحي. وإنْ كان لا بد مِن فتحه فليكن بمستوى معقول.
-يجبُ تنويع دروس المساجد، ومِن أهم الدروس دُروس الفقه، لتصحيح العبادات والمعاملات.
-من المهم وضعُ عازلٍ في أرض الميضأة تجنبًا لانزلاق المتؤضين.
-حبذا تأليف كتاب بعنوان: "دليل الإمام والخطيب" يكون مرشدًا له في مهمته.
-المصلّون إخوانُك فعاملهم باللين والمحبة والنصح.
-ابتداءُ الإمام القراءة يحتاج إلى علم وفهم، وبعضُ الأئمة يقرأ سورًا يحفظها ولا يبالي أين يبدأ وأين يقف، فيظل المصلّي وراءه في حيرةٍ ولا يتفاعل معه.
-سمعتُ بعضَ الأئمة يقرأ: (إياك) مِن غير تشديد الياء!
-قال لي السيد ناجي الراوي الرفاعي حفظه الله: روينا عن أهلنا هذه الوصايا الثلاث: "إذا فرغتَ من الفريضة وقمتَ لصلاة السُّنة فتقدمْ ولا تتأخرْ، وإذا أردتَ الوقوف عن التلاوة في الصلاة فقفْ عند آية رحمة. ولا تدخلْ بيتَ الماء مكشوفَ الرأس".
***
-امرأة في مجلس الشافعي:
قال السيوطي في «حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة» (1/ 399):
«أخت المُزني، كانت تحضر مجلس الشافعي، ونَقلَ عنها الرافعي في الزكاة، وذكرَها ابنُ السبكي، والإسنوي في "الطبقات" [1/ 32]».
وقال الإسنوي في «المهمات في شرح الروضة والرافعي» (1/ 150):
«أخت ‌المُزني رضي الله عنهما صاحبِ الشافعي، نَقل عنها الرافعي في زكاة المعدن، فإنه صحَّح أن الحول فيه لا يشترط، ثم قال: وفيه قول: إنه يشترط، نقله البويطي، إنما رواه المزني في "المختصر" عمن يثقُ به عن الشافعي واختارَه، قال: وذَكر بعضُ الشارحين أن أخته روتْ له ذلك، فلم يحبّ تسميتها، لا أعلمُ تاريخَ وفاتها».
ويظهر أنها هي أمُّ الإمام الطحاوي.
***
-طرائف قلاشية:
أنشدني الدكتور عبدالكريم مدلج قال: أنشدنا الشيخ أحمد القلاش في الخسروية (الثانوية الشرعية) بحلب لنفسه سنة (1968م):
بكى الخنفوسُ لمّا جندوهُ ... وساقوهُ إلى ساح الجهادِ
وأضحى يلطمُ الخدين حزنًا ... كأرملةٍ أقامتْ في الحدادِ
إذا دقتْ طبولُ الحرب يومًا ... ولبينا نداءً للمُنادي
فأعطِ الخنفسَ المخبولَ مشطًا ... ومرآةً يخافُ من الزنادِ
حرامٌ قتلُك الحشرات ظلمًا ... وآلافُ الخنافسِ في البلادِ
وأنشدني الشيخ عثمان عمر المحمد يوم الأحد (28 من ذي الحجة سنة 1428هـ) قال: أنشدني الشيخ أحمد القلاش في المدينة المنورة سنة (1404 - 1984):
لي حبيبٌ هو جحشُ ... ذاك مدحٌ ليس فحشُ
مِن معاني الجحش (ظبيٌ) ... هو في "القاموس" مَحْشو
قام بالإلغاز شيخٌ ... دأبُه مزحٌ وقلشُ
(والبيتان الأولان أوردهما الشيخ محمد زكريا المسعود في أحد أجزاء كتابه "السيرة النبوية الميسرة للأطفال"، الفتنة أكبر من القتل، برقم (37) (ص: 10) ونصُّه: هذا القول ليس فحش. ولا يصح وزنًا).
وأنشدني الشيخ عثمان عن الشيخ أيضًا:
يا حبيبي أنت تيسٌ ... ليس مقصودي هجاؤُك
مِنْ معاني التيس (ظبيٌ) ... فمتى يدنو لقاؤُك؟
وحدثني الشيخ عثمان قال: أُجريتْ لي عمليةٌ للبواسير وأنا في المدينة المنورة بعد زواجي بمدةٍ قريبةٍ، فزارني الشيخ أحمد القلاش في المستشفى، وهمس في أذني مازحًا: قد يُؤخذ الجار بذنب الجار...
***
-الوفا بفضائل المصطفى صلى الله عليه وسلم:
يوجد خللٌ في ترقيم فقرات هذا الكتاب -طبعة البحرين المسندة المحققة- يبدأ من (3/ 384) إلى (4/ 22).
جاء في (3/ 384) رقم الفقرة: (987)، والصواب أن يكون الرقم: (1100)، وهكذا إلى أن تتسق الأرقام في (4/ 22).
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع