مدونة عبدالحكيم الأنيس


مغربيات (7)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


06/12/2024 القراءات: 255  


-المجموعة الثانية من مؤلفات الشيخ أحمد الغُماري:
قال الشيخُ المحققُ أبو عمر عدنان بن عبدالله زُهار وفقه الله تعالى:
"صدر لي قبل سنتين -بتوفيق الباري جلَّ في علاه- تحقيقُ المجموعة الأولى من أجزاء ورسائل الحافظ_أحمد_بن_الصديق الغماري، ولقيتْ الإقبال والقبول من أهل العلم شرقًا وغربًا، لما ضمته من رسائل نفيسة، في علوم الحديث رواية ودراية.
وكنتُ -في مقدمته- وعدتُّ القارئ الكريم بإخراج المجموعة الثانية، التي تضم رسائل أخرى لهذا العلامة الحافظ، مِن كتب الحديث والفقه والتاريخ وغيرها.
فمنَّ الله تعالى علي بالتوفيق والسداد للوفاء بالوعد، وها هي المجموعة الثانية من أجزائه الحديثية قد زُيِّنتْ بها رفوفُ المكتبات، بعد أن خرجتْ مطبوعة في حلة جميلة قشيبة بـ دار الرشاد الحديثة.
وتضم هذه المجموعة الثانية كتبًا وأجزاء ورسائل، رتبتها على ستة أقسام، كالآتي:
1-قسم التراجم والمشيخات، وفيه كتاب واحد وهو:
مناهج التحقيق في الكلام على سلسلة الطريق.
2-قسم فقه الحديث، ويضم الكتب التالية:
بيان الحكم المشروع بأن الركعة لا تدرك بالركوع.
الأجوبة الصارفة عن إشكال حديث الطائفة.
الإفضال والمنة برؤية النساء لله تعالى في الجنة.
فصل القضاء في تقديم ركعتي الفجر على الصبح عند القضاء.
الأخبار المسطورة في القراءة في الصلاة ببعض السورة.
3-قسم التصحيح، ويضم الأجزاء التالية:
الاستعاضة بحديث وضوء المستحاضة.
هدية الصغراء بتصحيح حديث التوسعة يوم عاشوراء.
قطع العروق الوردية من أصحاب البروق النجدية.
الزواجر المقلقة لمنكر التداوي بالصدقة.
العقد الثمين في الكلام على حديث "إن الله يبغض الحبر السمين".
4-قسم التحسين ويضم جزء:
نيل الحظوة بقيادة الأعمى أربعين خطوة.
5-قسم التضعيف، وفيه:
إظهار ما كان خفيا بنكارة حديث "لو كان العلم بالثريا".
6-قسم علل الحديث، وفيه كتابان نفيسان:
ليس كذلك في الاستدراك على الحفاظ.
الطرق المفصلة لحديث أنس في قراءة الفاتحة في الصلاة بالبسملة.
وكثير من هذه الأجزاء والرسائل سبق أنْ أخرجتُها مستقلة أو مجموعةً مع جزء أو اثنين، وحققتُ كثيرًا منها قبل أكثر من عشرين سنة؛ فرأيتُ إعادة تحقيقها اليوم تصحيحًا للأوهام والأخطاء التي وقعتْ لي في الطبعات الأولى، وجمعًا لشتاتها مِن جهة أخرى، ولنفاد نسخ بعضها من جهة ثالثة.
وقدَّمتُ لهذه المجموعة الثانية بمقدمةٍ استللتُ بعضها من مقدمة المجموعة الأولى لحِكَم وأغراض تراها في الكتاب إن شاء الله.
وذيلتُها بفهارس مفصلة لمحتويات المجموع.
ووقعتْ في مجلدين ضخمين".
***
-وفاة عالم تطواني معمَّر:
توفي صباح يوم الجمعة (4) من جُمادى الآخرة (1446)، الموافق (6) ديسمبر (2024م)، بمدينة تِطوان، الشيخ العلامة الجليل، الدكتور عبدالهادي الحسيسن، وهو من علماء المغرب الذين أمضوا حياتهم في التعلم والتعليم، فاستفاد منه الكثير من المشايخ والطلبة والباحثين.
كتبَ إليَّ بهذا الأخُ الكريمُ البحاثةُ المنقبُ الفاضلُ يوسف أبجيك السُّوسي. وأضاف قائلًا: "كنتُ زرتُه رفقة الأخ الدكتور عبدالعزيز بن سليمان السيد القَطري سنة (1440)، فأضافنا في بيته، وأكرمنا بمائدته، وأفادنا وأجازنا".
وقد رجوتُ من الشيخ يوسف أن يكتب تعريفًا به، فكتب الآتي:
(ولد الشيخ سيدي عبدالهادي أحمد الحسيسن سنة (1934)، بمدينة تِطْوانْ التي كانت حينها عاصمة لمنطقة الحماية الإسبانية شمال المغرب.
دَرس أولًا بمدينته إلى أنْ نال شهادة الابتدائية، ثم انتقل إلى مدينة فاس، فدرَس مدة قصيرة بالقرويين، ثم سافر ـ بتوجيه من السيد عبدالحي الكتاني ـ للدراسة بتونس، فأخذ هناك عن العلامة الطاهر بن عاشور وغيره.
ذكَر لنا ـ رحمه الله ـ أنه حين دخل تونس، واجتمع بالعلامة ابن عاشور وسلَّم عليه، سأله: هل تحفظ القرآن؟ فأجابه: نَعم، فقال له الشيخ: لا تُفكر في شيء، أنت في ضيافتنا. قال: فأدخلني مدرسة مع الطلبة.
وبعد أن نال نصيبه من العلوم بتونس، عاد لبلاده المغرب، فتوظف في فترة الاستعمار، وحج البيت الحرام وزار.
ثم التحق بدار الحديث الحسنية بالرباط، فنال بها سنة (1980) دبلوم الدراسات العليا، وعُين إثر ذلك أستاذًا بكلية أصول الدين بتطوان.
وفي سنة (2008) نال شهادة الدكتوراه بدار الحديث الحسنية، بميزة: حسن جدًّا.
مُصنفاته:
لم يترك الشيخُ عبدالهادي مصنفات كثيرة، فلا نعلم ألف سوى كتابين، هُما:
- "مظاهر النهضة الحديثية في عهد يعقوب المنصور المُوحدي"، طبع بتطوان سنة (1983) في جزأين. قدّم له الدكتور عبدالهادي التازي، ومما قاله عنه: "إنَّ الأستاذ الحسيسن دَرَس في كتابه هذا أهم فترة من فترات تاريخ نهضة المغرب العلمية، وخصوصًا الحديثية، فأزاح عنها الغطاء، وأعطاها ما تستحق من البحث والدراسة حسب الإمكان".
- "الحديث والمحدِّثون في العصر المَريني"، في (844) صفحة، نشرته الرابطة المحمدية للعلماء سنة (1437- 2016)، وقدم له الدكتور أحمد العبادي، ومما قاله عنه: "قد سعى مؤلف الكتاب العالِم الدكتور عبدالهادي الحسيسن حفظه الله، عضو المجلس الأكاديمي للرابطة المحمدية للعلماء، إلى رصد ملامح هذه النهضة الحديثية في العصر المَريني، وإبراز تجلياتها ومظاهرها، فكان التوفيق حليفه، إذ جاء الكتاب ـ بحمد الله ـ جامعًا لأشتات الموضوع، مُلمًّا به في مختلف جوانبه".
روايته للحديث:
يُعد الشيخ عبدالهادي من المُسندين، فقد أجيز من مشايخ كبار لهم عناية بالعلم الحديث رواية ودراية، ذكر لنا منهم: الشيخ عبدالله كنون، والشيخ عبدالحي الكتاني، والشيخ أحمد بن الصديق الغماري، والشيخ محمد بن المدني الحسني الرباطي، وحضر دروسه بضريح سيدي العربي بن السائح بالرباط، وقال عنه: "إنه لا يُعوّض"، والشيخ عبدالرحمن الغريسي، وهو من شيوخه بالقرويين.
لذلك كان قبلة لطلاب الحديث من مختلف الدول، يَقرأون عليه ويستجيزونه.
وله مشاركاتٌ في ملتقيات وندوات وطنية.
هذا ما جاد به القلم، وفيه معلومات مما قيدتُّها عنه في مذكرتي حين زرناه، ولم أعتمد سوى ترجمة مختصرة نشرِتْ آخر كتابه "الحديث والمحدِّثون في العصر المَريني").
***


المغرب. الرحلات. التراث.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع