رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (234)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
14/12/2024 القراءات: 147
-أدب الزيارة:
روى أبو نُعيم في «حلية الأولياء» (7/ 352) عن عبادة بن كليب، قال: "قال رجلٌ لداود الطائي: لو أمرتَ بما في سقف البيت مِن نسيج العنكبوت فيُنظف؟ قال له: أما علمتَ أنه كان يُكره فضول النظر؟ ثم قال داود: نُبئتُ أن مجاهدًا كان مكث في داره ما يبصر سنين لم يشعر بها». كذا جاءت الجملة الأخيرة، وقد نقلها ابنُ الجوزي في كتابه «ذم الهوى» (ص: 87) عن "الحلية" هكذا:
«نُبئتُ أن مجاهدًا كانت في داره عُلية ثلاثين سنة لم يشعرْ بها».
***
-رحمة المسكين:
قال النضر بن شميل: «ما رأيتُ أرحم بمسكين مِن شعبة [بن الحجاج، تُوفي سنة 160]، وكان إذا رأى المسكين لا يزال ينظرُ إليه حتى يغيبَ عن وجهه». انظر: «مسند ابن الجعد» (ص:21).
واللفظ في «وفيات الأعيان» (2/ 470): «لا يزال ينظرُ إليه حتى يُعطى».
***
-الكلام الحسن يُرقص:
قال الثعالبي في «تحسين القبيح وتقبيح الحسن» (ص: 65):
«كان الشيخ أبو الطيب سهل بن أبي سهل الصعلوكي يقول: ما كنتُ أعرفُ سبب رقص الصوفية حتى سمعتُ قول أبي الفتح البستي الكاتب:
يقولون: ذكرُ المرءِ يحيا بنسلهِ … وما إنْ له ذكرٌ إذا لم يكن نسلُ
فقلتُ لهم: نسلي بدائعُ حكمتي … فإنْ فاتنا نسلٌ، فإنّا بها نسلو
فكدتُّ أرقص طربًا لحسنه، وعلمتُ أن الكلامَ الحسنَ يُرقصُ».
وفي «يتيمة الدهر» (4/ 380): «وليس له ذكرٌ إذا لم يكن نسلُ».
***
-هيبة المعلِّم:
قال إسحاق الشهيدي: «كنتُ أرى يحيى القطّان [ت: 198] يصلي العصر ثم يستند إلى أصل منارة مسجدهِ فيقف بين يديه علي بن المديني [ت: 234]، والشاذكوني [ت: 234]، وعمرو بن علي [الفلاس ت: 249]، وأحمد بن حنبل (ت: 241)، ويحيى بن معين [ت: 233] وغيرُهم؛ يسألونه عن الحديث، وهم قيامٌ على أرجلهم إلى أن تحين صلاة المغرب، لا يقول لواحدٍ منهم اجلسْ، ولا يجلسون هيبةً له وإعظامًا».
الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي (1/ 185).
***
-ما رآه حاجي خليفة من مؤلفات ابن الجوزي:
يذكر حاجي خليفة في "كشف الظنون" وصفًا لبعض الكتب التي يذكرها، بما يُفهم أنه رآها، وقد تتبعتُ هذا في مؤلفات ابن الجوزي، فبدا لي أنه رأى الكتب الآتية، أوردُها مع تعليقي عليها:
إحكام الإشعار. (أحكام النساء). (أعمار الأعيان). الإنصاف في مسائل الخلاف. (البازي الأشهب المنقض على مخالفي المذهب) [العنوان خطأ وحقيقة الكتاب: دفع التشبيه بأكف التنزيه]. (بستان الواعظين) [إن صحت النسبة]. (تحفة الواعظ). (تذكرة المنتبه). (تقويم اللسان). (تلبيس إبليس). (تلقيح فهوم أهل الأثر). (جامع المسانيد). (جواهر المواعظ) [ليس له]. (الحدائق لأهل الحقائق) [إن صحت النسبة]. (درياق الذنوب). (الرد على المتعصب العنيد). (روح الأرواح) [إن صحت النسبة]. (زاد المسير). (صبا نجد). (صفة الصفوة). عُجالة المنتظر في شرح حال الخضر. عجائب النساء [؟]. (عجب الخطب). (الفروسية) [هو لابن القيم]. (كشف مشكل الصحيحين). (اللآلئ في خطب المواعظ). (لفتة الكبد). (مختار لقط المنافع). (المجتبى). (المدهش). (المقلق). (مناقب عمر بن الخطاب). (المنتخب في النوب). (المنتظم). (المنثور). مثير الغرام لساكني الشام [هو أول مَن ذكره!]. (مدارج السالكين) [هو لابن القيم]. (منظومة في الحديث) [هي لابن الجزري]. (منهاج القاصدين). (الموضوعات). (نرجس القلوب) [لا تصح النسبة]. (نزهة الأعين النواظر). (نسيم السحر). (النطق المفهوم) [لا تصح النسبة]. (الوجوه النواضر في الوجوه والنظائر). (هادي [كذا والصواب: حادي] الأرواح إلى بلاد الأفراح) [هو لابن القيم]. (الوفا). (الياقوتة). (اليواقيت).
أقول: وكل ما كان بين هلالين فقد وصل إلينا، وهذا يعطي أملًا بظهور ما لم يظهر إلى اليوم، وهي:
-إحكام الإشعار في أحكام الأشعار. ونصُّه فيه (1/ 17-18): «مجلد. رتب على عشرة أبواب. فيما يدل على مدحه وكراهته، وما رُوي عن الأنبياء، وما سمعه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم منه، وما تمثل به الصحابة، وما رُوي عن الخلفاء، وعن العلماء، والعشاق، والزهاد، ومَن حفظه في المنام، وفي أبيات حكمية. وفرغ من تأليفه في ذي الحجة، سنة 575».
-الإنصاف، في مسائل الخلاف. ونصُّه فيه (1/ 182): "ذكر أنه: لم ير تعليقة في الخلاف، غير تعليقة القاضي، أبي يعلى، فصنف".
-عُجالة المنتظر في شرح حال الخضر. ونصُّه فيه (2/ 1125): «قال فيه: إن من قال: إنه موجود قائمًا [كذا والصوب: فإنما] قال ذلك لهواجس ووسواس. واستدل على عدم وجوده بقوله تعالى: (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد). أقول: وأجاب المخالفون: بأن الخلد هو بقاءٌ لا موت معه، وليس هو المدعى في الخضر عليه الصلاة والسلام. إنما المدعى طول إقامته، ثم يكون الموت بعدها، وأما: لو كان حيًّا لزارني، فلم يثبته أهلُ الحديث، وفيه نزاعٌ كثيرٌ، والناسُ على الطرفين كما ترى، والله سبحانه وتعالى أعلم بحقيقة الحال».
-عجائب النساء. ونصُّه فيه (2/ 1128): «ذكره صاحبُ "الرياض المستطابة"، أوله: (الحمد لله الذي كان قبل أن تكون الأكوان..)».
***
-ديوان الشيخ محمود الشقفة:
الشيخ محمود الشقفة من علماء حماة وصلحائها، وُلد في حماة سنة (1899م)، وطُعن بعد العصر من يوم الجمعة (10) من رمضان سنة (1399)، وتوفي يوم الأحد (12) من رمضان الموافق (5) من آب سنة (1979م)، وصُلي عليه بعد صلاة الظهر في الروضة الهدائية، ودُفن في حديقتها.
في هذا الديوان شعر لا بأس به، وفيه شعر فيه وقفة، كقوله في المدح النبوي (ص: 17):
فأنتَ لسرِّ الذات لا شك مظهرٌ .. وعن نورك الأشياء طرًّا تفرّعُ
وقوله (ص: 25):
بجاه طه شفيع الخلق سيدنا ... سرِّ الوجود ونورِ الله في القدمِ
ويبينُ هذا قوله (ص: 33): "اعلم أن العارفين مجمعون جميعهم على أن سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم هو أول خلق الله سبحانه على الإطلاق ...". والإشكال في آخرها.
وقوله (ص: 36) عن خَلْق النبي صلى الله عليه وسلم: "من النور الإلهي مباشرة، ولا يفضل على النور الإلهي شيء".
ومِن شعره الجيد (ص: 19. 30). ومن المشكل (ص: 31).
***
منوعات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة