مدونة د. أسماء صالح العامر


معالم مكة التاريخية والأثرية - أجياد-الأحث

د. أسماء صالح العامر | Asma saleh Al amer


18/12/2023 القراءات: 135  


أجيَاد: كَأنه جمع جواد، والناس تقول (جيَاد) كان الاسم يطلق على شعبين كبيرين من شعاب مكة، يأتي أحدهما من الجنوب، يقاسم خُمَّاً الماء فيتجه شمالاً، والآخر يأتي من الشرق من جبل الأعرف، ثم يجتمعان أمام المسجد الحرام من الجنوب فيدفعان في وادي ابراهيم. وقد أصبحا اليوم مأهولين بأحياء عديدة من أحياء مكة، أشهرها: حي جياد، والمصافي، وبئر بليلة. ومن جياد الكبير طريق يفرع ريع بخش -رأس جياد- ثم ينحدر في (خُمّ) فإلى بطحاء قُريش فثوْر جنوباً. قال ميمون بن قيس (الأعشى) (1):
فما أنت من أهل الحُجُون ولا الصفا ... ولا لك حق الشرب من ماء زمزم
وما جَعَل الرحمنُ بيتَك في العُلا ... بأجْيادِ غربيّ الصفا والمُحَرَّم
وقال عمر بن أبي ربيعة: (2)
هيهات من أمَة الوهاب منزلنا (3) ... لما نزلنا بسيف البحر من عدن
وحَلّ أهلُك أجْياداً فليس لنا ... إلاّ التَّذَكُر، أو حَظّ من الحزن وله ذكر كثير في كتب المتقدمين وأشعارهم.
وقال بشر بن أبي حازم: (1):
حلفت برب الداميات نحورها
... وما ضَمّ أجياد المُصلىَّ ومَذهبُ
لئن شبت الحرب العوانُ التي أرى ... وقد طال إبعاد بها وترهبُ
لتحتملَنْ بالليل منكم ظعينةٌ ... إلى غير موثوق من العز تهربُ
وقال أبو بكر العبدي العدني: (2)
يا مُحيَّا نُور الصَّباح البادي ... ونسيمَ الرِّياحِ غِبّ الغوادي
حي أحبابنا بمكة ما بين ... الصَّفا وبين جِيادِ

الأحَثُّ: بفتح الهمزة والحاء المهملة المفتوحة أيضا والثاء المثلثة المشددة: قال أبو قُلاَبة الهُذَلي: (3)
يا دار أعرفُها وحشاً منازلهُا ... بين القوائم من رَهطٍ فألْبَان
قدمنة من رُحَيَّات الأحثِّ إلى ... ضَوجي دفَاقٍ كسحقِ الملبس الفاني
في هذا الشعر:
أ- القوائم: يعتقد أنها تلك الهضاب المناصيب التي تُكوِّن
مضيق وادي ضِيْم عندما يقارب اجتماعه بوادي دفاق وكلاهما من روافد ملكان جنوب مكة على قرابة "45" كيلاً.
ب- ألْبَان: جمع لَبَن وهي كثيرة في ديار هذيل منها: جبلا لَبَن اللَّذَيْن يشرفان على الشرائع من الجنوب وعليهما المثل (لبن لبنين يا شريف) له قصة طريفة.
ولبنان: جبلان على "50" كيلاً جنوب مكة بين وادي البيضاء ووادي مَلْكان، يسمى أحدهما لَبَن الأبيض والآخر لبن الأسود، وهما ودفاق والأحثّ، والقوائم المتقدمة تتراءى.
ولبن آخر: ذكر من حدود الحرم الجنوبية وهو ما يعرف اليوم باسم لُبَين، تراه من المسفلة جنوباً وهو حد الحرم من جهة اليمن.
قال تأبَّط شراً:
هلا سألت عميراً عن مصاولتي ... قوماً منازلهم بالصيف ألْبَانُ
ب- الأحَثُّ: وقد تقدم ضبطه: ريع في ديار هذيل يصل بين وادي دفاق وبين المراخ في إدام تشرف عليه من مطلع الشمس جبال "راية" الجميلة الشهيرة هناك.
ورواه البكري بالتاء المثناة فوق في آخره، وهو خطأ، ثم أورد لأبي قُلاَبة:
فيأسكِ من صديقكِ ثم يأس ... ضُحَى يوم الأحثِّ من الإيابِ
وروى هذا الشعر ياقوت، لأبي قُلابة أيضاً هكذا:يئست من الحِذيَّة أمَّ عمرو ... غداة إذ انتحوني بالجناب
فيأسكِ من صديقكِ، ثم يأساً ... ضحى يوم الأحثِّ من الإياب
د- دُفَاق: بضم الدال المهملة وتخفيف الفاء ثم قاف وادٍ لهُذَيل يسيل من السراة قرب شفا بني سِفْيان ثم ينحدر غرباً مع ميل إلى الشمال حتى يصب في ملكان بعد ضِيْم على "32" كيلاً جنوب مكة. وسيأتي في بابه.


مكة- معالمها


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع