مدونة دكتور هشام فخر الدين


الصحة النفسية واضطرابات الطيف التوحدى ...حلقة ١٢

الأستاذ الدكتور هشام فخر الدين | Prof.Dr.hesham fkhreldeen


06/06/2023 القراءات: 526  


مقال منشور لى اعتقد انه يهم كل أسرة
الصحة النفسية واضطرابات الطيف التوحدى… حلقة 12
بقلم: دكنور/ هشام فخر الدين
عندما نتحدث عن اضطرابات الطيف التوحدي ( ASD)، فإننا نشير إلى مجموعة من الإضطرابات التطورية التي تؤثر على النمو العصبي والاجتماعي والتواصل للأفراد المصابين بها، حيث يتم تشخيص اضطرابات الطيف التوحدي عادة في الطفولة المبكرة، وتتراوح حدتها من خفيفة إلى شديدة.
واضطراب طيف التوحد عبارة عن حالة ترتبط بنمو الدماغ وتؤثر على كيفية تمييز الشخص للآخرين والتعامل معهم على المستوى الاجتماعي، مما يتسبب في حدوث مشكلات في التفاعل والتواصل الاجتماعي. كما يتضمن الاضطراب أنماط محدودة ومتكررة من السلوك.
وتتميز اضطرابات الطيف التوحدي بوجود صعوبات في التواصل الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي، وتكرار الأنماط السلوكية والاهتمام المقيد، والحساسية الزائدة للمحيط الاجتماعى.
كما يعتقد أن هناك تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية في تطور اضطرابات الطيف التوحدي. وتشير بعض الأبحاث إلى وجود عوامل وراثية محددة قد تزيد من خطر الإصابة بهذه الاضطرابات، ومن الممكن أن تلعب العوامل البيئية دورًا في تفعيل هذه الجينات.
ويتطلب تشخيص اضطرابات الطيف التوحدي تقييماً شاملاً للتطور والتواصل والسلوك. ويتضمن ذلك الملاحظات والإستفسارات من قبل الأهل والمعلمين، والتقييمات السريرية والإختبارات الخاصة بالتطور والتواصل.
كما يتطلب الأمر تدخل متعدد التخصصات لمعالجة اضطرابات الطيف التوحدي، ويمكن أن تشمل العلاجات التوجيهية المعرفية والسلوكية، والعلاج النفسي والعائلي، والعلاج التواصلي والتطويري، والتعليم المبني على الدعم.
وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن هناك عدة عوامل تسهم في ظهور اضطرابات الطيف التوحدي، بما في ذلك التأثير الوراثي والبيئي. وتشير الدراسات الجينية إلى أن هناك تفاعلات معقدة بين مجموعة من الجينات التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالاضطرابات التوحدية. وبالإضافة إلى ذلك توضح الأبحاث الحديثة أن العوامل البيئية مثل التعرض للمواد الكيميائية الضارة والإجهاد النفسي التي قد تسهم في تطور الاضطرابات التوحدية.

ويتضمن اضطراب طيف التوحد حالات كانت تعتبر منفصلة في السابق عن التوحد ومتلازمة أسبرجر، واضطراب التحطم الطفولي، وأحد الأشكال غير المحددة للاضطراب النمائي الشامل.
ويبدأ اضطراب طيف التوحد في مرحلة الطفولة المبكرة ويتسبب في نهاية المطاف في حدوث مشكلات على مستوى الأداء الاجتماعي على الصعيد الاجتماعي، في المدرسة والعمل، فعلى سبيل المثال غالباً ما تظهر أعراض التوحد على الأطفال في غضون السنة الأولى. ويحدث النمو بصورة طبيعية على ما يبدو بالنسبة لعدد قليل من الأطفال في السنة الأولى، ثم يمرون بفترة من الإرتداد بين الشهرين الثامن عشر والرابع والعشرين من العمر عندما تظهر عليهم أعراض التوحد.
وتظهر بعض علامات اضطراب طيف التوحد على الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، مثل قلة الاتصال بالعين أو عدم الاستجابة لإسمهم أو عدم الإكتراث لمقدمي الرعاية. قد ينمو أطفال آخرون بشكل طبيعي خلال الأشهر أو السنوات القليلة الأولى من عمرهم، لكنهم يصبحون فجأة إنطوائيين أو عدوانين أو يفقدون المهارات اللغوية التي قد اكتسبوها بالفعل. وعادة ما تظهر العلامات عند عمر عامين. ومن المرجح أن يكون لكل طفل يعاني من اضطراب طيف التوحد نمطًا فريدًا من السلوك ومستوى الخطورة من الأداء المنخفض إلى الأداء العالي.
ويعاني بعض الأطفال الذين يعانون اضطراب طيف التوحد صعوبة في التعلم، وبعضهم لديه علامات أقل من الذكاء المعتاد، حيث يتراوح معدل ذكاء الأطفال الآخرون الذين يعانون هذا الاضطراب من طبيعي إلى مرتفع ،حيث إنهم يتعلمون بسرعة، إلا أن لديهم مشكلة في التواصل وتطبيق ما يعرفونه في الحياة اليومية والتكيف مع المواقف الاجتماعية.
في حين لا يوجد علاج لاضطراب طيف التوحد، إلا أن العلاج المكثف المبكر قد يؤدي إلى إحداث فارق كبير في حياة العديد من الأطفال. ويمكن تناول العوامل الوراثية المحتملة والعوامل المؤثرة الأخرى التي تلعب دوراً في تطور اضطرابات الطيف التوحدي.
بالإضافة إلى ذلك هناك العوامل البيئية المحتملة المرتبطة بتطور اضطرابات الطيف التوحدي، مثل التلوث البيئي والتعرض للمواد الكيميائية.  ويعتقد أن هناك تشوهات في تطور الجهاز العصبي قد تكون مسؤولة عن اضطرابات الطيف التوحدي، هذه التشوهات قد تؤثر على التواصل بين الخلايا العصبية ونقل المعلومات في الدماغ. ويعاني الأفراد المصابون بضمير توحدي من صعوبات في التواصل ومعالجة المعلومات الاجتماعية.كما أن هناك عوامل تتعلق بتشوهات في نظام التواصل العصبي قد تكون مسئولة عن ذلك.
 ويعاني الأفراد المصابون بضمير توحدي من تحديات في الحياة اليومية، ولكنهم يمتلكون أيضاً قدرات فريدة ومواهب خاصة، ويمكن أن يكون التركيز على تطوير هذه القدرات مفيداً لتحسين نوعية حياتهم.
ويعاني الأفراد المصابون بضمير توحدي من صعوبات في التواصل الاجتماعي، وفهم الإشارات غير اللفظية والعبور عن التواصل المعتاد كما يمكن استخدام التدخلات التواصلية المبنية على الدعم لتعزيز قدرات التواصل الاجتماعي لديهم.
كما يحتاج الأفراد المصابون بضمير توحدي إلى دعم شامل من الأسرة والمجتمع. كما يمكن تقديم الدعم العاطفي والتعليمات والموارد المتاحة للعائلات لمساعدتها في التعامل مع التحديات المرتبطة بالتوحد.
وهناك العديد من الدراسات والأبحاث المستمرة لفهم أسباب اضطرابات الطيف التوحدي بشكل أعمق وتحسين العلاج والتدخل، وتتركز بعض البحوث على التطورات الجينومية والعوامل البيئية وتأثيرها على التوحد.
بالإضافة إلى ذلك لا توجد وسيلة لمنع اضطراب طيف التوحد، ولكن هناك خيارات للعلاج، حيث يعتبر التشخيص والتدخل المبكر مفيداً للغاية ويمكنه تحسين السلوك والمهارات وتطوير اللغة. ومع ذلك فإن التدخل مفيد في أي سن، على الرغم من أن الأطفال لا يتخلصون عادة من أعراض اضطراب طيف التوحد، إلا أنهم قد يتعلمون الأداء بشكل جيد.
 
 
 
 
 
 
 


الصحة النفسية - اضطرابات الطيف التوحدى


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


هذا المقال يهتم بموضوع هام جدا جدا لكل أسرة سواء ليس فيها طفل مريض ام لا فهو علاجى ارشاردى للاكتشاف المبكر لهذا المرض