مدونة د.نعيمة ابو حسنة


السلوك القيادي Leadership behavior

د.نعيمة ابو حسنة | DR.NAEMA ABO HASNA


14/02/2024 القراءات: 110  


تعد القيادة ظاهرة بالغة الأهمية في حياة المجتمعات ومن هنا فقد كان لازما لكل جماعة تعمل لتحقيق هدف او أهداف مشتركة ان تكون مهمتها الاولى توجيه وتنسيق العمل الجمعي وتسديد خطاءه نحو أهدافها المنشودة ، وهذا لايمكن ان يتم من دون وجود شخص . جرى العرف على تسميته بالقائد (احمد ، 1985 ، : 33-34) . ان في كل المنظمات وميادين العمل قادة وهناك اتباع ويتوقف الانتاج والنجاح والتقدم على نوع وكفاية القيادة ومن هنا فان القيادة نلمسها في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والتربوية والاجتماعية وهي جوهر العملية الادارية (حسان ، 1986،97) .وهي ظاهرة لايمكن التعامل معها على انها سمة منفصلة عن الجماعة (leithwood , K & Druke , 1998 , 32) . فالقيادة هي القوة التي تتدفق بين القادة والافراد بطريقة مهمة يترتب عليها توجيه طاقات الافراد باسلوب متناسق ومتناغم باتجاه الاهداف التي حددها القادة وهي توظيف للمباديء والوسائل والاساليب من اجل غايات واضحة وعلى نحو محدد ومنسق (الطالب،2003،2) .
والقيادة عملية انسانية تحفز الافراد نحو تحقيق اهداف التنظيم والقائد الناجح هو الذي يستطيع كسب تعاون وتفاهم افراد مجموعته واقناعهم بان تحقيق اهداف التنظيم هو نجاح لهم ويحقق اهدافهم الشخصية فضلا عن احداث تأثير ايجابي في الروح المعنوية للافراد وانتاجيتهم (نشوان ، وجميل ، 2004، 33) .
ان جوهر القيادة القيام بهندسة الافراد والوصول الى تحقيق الاهداف وتحريك المشاعر وارشاد الافراد والجماعات وموازنة العوامل الشخصية والاجتماعية والتنظيمية يؤدي هذا المجهود الى تحقيق اهداف الجماعة (دسوقي ، د.ت ، 327) .وان القائد غالبا ما تكون له قدرة تأثيرية في سلوك مرؤوسيه سواء اكانوا افرادا ام جماعات (Gonzales & Short , 1996 : 72). اذ ان دوره في الجماعة يقوم على اساس تسهيل عملية اندماج مرؤوسيه على جميع المستويات التنظيمية (lashway , 1995., 7) . وعلى هذا الاساس فأن كثيرا من نجاح وفاعلية القيادة يعتمد على قدرة القائد التأثيرية وفاعليته في تحقيق اهداف المنظمة ، فبدون هذا التأثير لايمكن ضمان تحقيق الاهداف بالشكل الفعال والجودة المطلوبة (الحمد والحمود ، 1995 ، 50) ولا يمكن ان يأتي هذا التأثير الا من خلال السلوك القيادي الذي يمارسه ان للسلوك القيادي دروا مهما في نجاح المنظمات على اختلاف انواعها .
ان للسلوك القيادي دورا حيويا في نجاح المنظمات كما في هذا النجاح لان العلاقة بينهما تقوم على الاعتماد المتبادل فكما يحتاج العاملون الى دعم قائدهم وتوجيهه فأن القائد يمكن ان يعتمد على العاملين في الحصول على افكار جديدة والتعاون لانجاز المهام الصعبة وتحقيق اهداف المنظمة (الفاعوري ، 2002، 136) .وان تحليل السلوك القيادي في المنظمات وتغير طبيعته والكشف عن محدداته، يعد ضرورة لفهم الاداء التنظيمي وتفسيره ، ليس هذا حسب بل ان اساليب ادارة العنصر البشري كافة وحل المشكلات الناجمة عن استخدامه لايكتب لها النجاح مالم تكن مبنية على معرفة طبيعة السلوك البشري وطبيعة العوامل المحددة له (الخياط ، 2001 ، 6) .لذا فقد اعطي السلوك القيادي التربوي اهتماما متزايدا من الباحثين لغرض تفعيل دور المدرسة لتصبح وحدة تطوير حقيقة للعملية التربوية (سوالمة وشديفات ، 1995 ، 12) .لقد اصبح السلوك القيادي وانماطه محور اهتمام عدد كبير من الباحثين وخاصة المتخصصين في نفس القيادة وتم تصميم عدد من الاختبارات والمقاييس والاستبيانات للكشف عن انماط السولك القيادي (مهدي ، واخرون ، 1988 : 107) .
واجريت العديد من البحوث والدراسات التي توصلت الى وجود بعدين للسلوك القيادي هما :-
1- السلوك القيادي الذي يركز فيه القائد اهتمامه بالعمل .
2- السلوك القيادي الذي يركز فيه القائد اهتمامه بالعلاقات الانسانية (البياع،1985 :75).
وهنا نرى لابد من الاشارة الى بعض النظريات التي ظهرت واختلفت في تناولها للسلوك القيادي (سلام ،2003 : 73) منها :
*نظرية الرجل العظيم التي ركزت على ان القادة يولدون قادة (صبيح ،1981 :157) أي يمتلكون سمات قيادية فطرية وموروثة . (hollander,1990:179) ، الا ان هذه النظرية ايضا عجزت عن الوصول والاتفاق مع صفات تمييز بها القائد (hollander , 1992 : 71) نظرية السمات قد ركزت على التمييز بين دراسة مميزات القادة ومميزات مرؤوسيهم في النواحي الجسمية والعقلية والسمات الشخصية (عبد الباقي ، 2001 : 230) وهذه النظرية ايضا عجزت عن الوصول او الاتفاق على صفات يتميز بها القائد (محمد وحسون ، 1990 ،17) .
*اما النظرية الموقفية فرات ان أي قائد لا يمكن ان يظهر قائدا الا اذا تهيأت له ظروف مواتية لاستخدام مهاراته وان الموقف والسلوك الذي يبديه الانسان يحدد شخصية القائد ويتيح له فرصة استخدام مهاراته وامكاناته القيادية (عطيوي،2004 :82) ومن المآخذ على هذه النظرية ان القيادة يصعب ان تكون وقفا تاما على الموقف والظروف . (hersey & blanchard , 1977 ;22) .
*في حين جاءت النظرية التفاعلية مركزة على فكرة الامتزاج والتفاعل بين المتغيرات التي نادت بها النظريات الاخرى التي سبقتها (احمد ، 2003 : 92) .
واعطت اهمية كبيرة لادراك القائد لنفسه وادراك الاخرين له وادراك القائد للاخرين وبمعنى اخر ان هذه النظرية تتوقف على الشخصية وعلى المواقف وعلى الوظائف وعلى التفاعل بينها جميعاً (اللوزي ، 2001 :111) ومن الصعب الاتفاق على خصائص عامة للقائد نظرا لاختلاف ثقافات وايدولوجيات الدول (موسى ، 2005 : 39) .
*اما النظرية الوظيفية فقد ركزت على المهام والوظائف التي تقوم بها القيادة معتمدة على المعايير التي تتصل بالمهام الوظيفية التي يقوم بها القائد (ابو جادو ، 1998 :206) .
ويهتم اصحاب هذه النظرية بالسؤال عن كيفية توزيع الوظائف القيادية في الجماعة فقد يكون توزيع الوظائف القيادية على نطاق واسع وقد يكون ضيقا جدا تنحصر في شخص واحد هو القائد (قشطة ، 1981 : 75) . التي تعد من احدث النظريات والتي ما زالت البحوث والدراسات جارية حولها . (Craen & Schie mann, 1978 : 306-207) .


السلوك القيادي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع