مدونة د. أسماء صالح العامر


الصحابية الغميصاء بنت ملحان المكناة بأم سليم (الجزء الثالث)

د. أسماء صالح العامر | Asma saleh Al amer


30/12/2023 القراءات: 469  


ولقد كان من شأن أم سليم أنها أحبت رسول الله صلوات الله وسلامه عليه حبا خالط منها اللحم والعظم، وسكن في حبة القلب.
وقد بلغ من حبها له ما حدث عنه ابنها أنس قال:
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نائما في بيتنا ذات نهار؛ وكان الحر شديدا، فأخذ العرق يتصبب من جبينه، فجاءت أمي بقارورة، وجعلت تسلت فيها العرق فاستيقظ النبي عليه الصلاة والسلام وقال:
(ما هذا الذي تصنعين يا أم سليم؟!).
قالت: هذا عرقك أجمعه وأجعله في طيبنا، فيغدو أطيب الطيب.
ومن شواهد حبها لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه وهي كثيرة وفيرة، أن ابنها أنسا كانت له ذؤابة (1) تنوس (2) على جبينه، فرغب إليها زوجها أن تقصها له بعد أن طالت فأبت ذلك؛ لأن النبي صلوات الله وسلامه عليه كان كلما أقبل عليه أنس مسح رأسه بيده ومس ذؤابته المدلاة على جبينه.
****
ولم تقتصر خصائل أم سليم على أنها كانت مؤمنة راسخة الإيمان، عاقلة وافرة العقل، زوجا وأما من الطراز الأول ...
وإنما كانت فوق ذلك كله مجاهدة في سبيل الله.
فلكم ملأت رئتيها من غبار المعارك العبق بطيوب الجنة!!.
وخضبت أناملها من جراح المجاهدين، وهي تمسحها بيديها وتحكم عليها الضماد.
ولكم سكبت الماء في حلوق العطاش وهم يجودون بنفوسهم في سبيل الله ...
وحملت لهم الزاد ... وأصلحت السهام.
لقد شهدت «أحدا» هي وزوجها أبو طلحة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ودأبت هي وعائشة رضوان الله عليهما على نقل قرب الماء على ظهريهما وإفراغها في أفواه القوم.
كما شهدت «حنينا» أيضا، وقد اتخذت لنفسها يومذاك خنجرا وتمنطقت به، فلما رآه زوجها أبو طلحة قال: يا رسول الله، هذه أم سليم معها خنجر.
فقال لها النبي عليه الصلاة والسلام:
(ما هذا يا أم سليم؟!).
قالت: خنجر اتخذته حتى إذا دنا مني أحد من المشركين بقرت به بطنه ...
فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضحك سرورا بما قالت.
****
وبعد ...
أفتظن أن على ظهر الأرض امرأة أسعد سعادة وأزهى خاتمة من أم سليم بعد أن قال فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
(دخلت الجنة فسمعت فيها خشفة ...
فقلت: من هذا؟!.
قالوا:
الغميصاء بنت ملحان أم أنس بن مالك)


بنت ملحان- الصحابيات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع