مدونة احمد عمر احمد عمر سالم غلاب


ما هي فوائد القراءة وعلاقتها بالقارئ؟

احمد عمر احمد عمر سالم غلاب | ahmed omar ahmed omar salem


09/02/2024 القراءات: 402  



ليس سؤالاً بسيطاً، على الرغم من الأجوبة التقليدية الجاهزة حول توسيع الآفاق والمدارك واكتساب المعارف وتنمية الذات، فضلاً عن الكلمات الشاعرية عن رائحة الورق ولونه وما إلى هنالك، إلَّا أن تحديد فوائد القراءة مهمة شاقة، ذلك ببساطة أن القراءة المجردة بحد ذاتها لا يمكن أن تكون مفيدة بأي شكل من الأشكال إلَّا لتقوية اللغة والتمكن من أدواتها، أما ما تبقى من مميزات القراءة وفوائدها فيرتبط ارتباطاً لازماً بشخص القارئ وهدفه من القراءة.
بمعنى أن الكتاب كمجموعة مطبوعة من الأوراق لا يمتلك أي فائدة سحرية تتحقق بمجرد قراءته، وإنما هدف القارئ من هذه القراءة هو ما يجعل منها فعلاً مفيداً وذا قيمة.
بالتالي وبناءً على هذا الاعتقاد يمكن أن نتعرف على فائدة القراءة من خلال النظر في أصناف القارئين وطبائعهم، وتحليل أهداف القراءة الشائعة،
القراءة للمتعة
لا شك أن القراءة تجربة ممتعة، خاصة قراءة الكتب التي تحتوي على تجارب إنسانية غنية مثل الروايات والقصص والسيرة الذاتية، وأن تقرأ بهدف المتعة لا يعني بالضرورة ألا تحصل على فوائد أخرى من القراءة، لكن المتعة هي ما تبحث عنه أنت، وستكون المتعة هي المعيار الذي تحكم بواسطته على الكتاب الذي تقرأ إن كان قد حقق ما تنشده منه أم لا.
القراءة للبحث والدراسة
أيضاً تعتبر القراءة المصدر الأول للبحث والدراسة، فعلى الرغم من تطور أساليب التعليم مع وجود التقنيات الحديثة إلا أن القراءة ما تزال المرجع الأول بالنسبة للباحثين والدارسين أو الراغبين في الحصول على معلومات موثوقة وكافية عن موضوع بعينه.
فإذا كنت تبحث مثلاً عن تطور الشعر العربي وتريد معلومات سريعة ومكثفة، قد تتابع مقطع على يوتيوب عن هذا الموضوع، وربما تلجأ لمشاهدة برنامج وثائقي، أما إذا كنت تبحث عن معلومات دقيقة وتفصيلية وموثوقة، سيكون من الأفضل أن تقرأ الجمهرة للشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري، وتاريخ الأدب العربي لحنا الفاخوري وغيرها من الكتب الموسوعية.
القراءة لتتعلم الكتابة
تعتبر القراءة من أهم العوامل التي تصنع كاتباً محترفاً وجيداً، ويبدو أن كل من يقرأ يحاول ولو لمرة واحدة أن يكتب، لأن في القراءة ما يحفزك على تجريب تقنية الكتابة في التعبير عن الأفكار والخواطر.
ومن يجد في نفسه موهبة الكتابة لا بد له أن يقرأ ويتعرف أكثر على تجارب الكتاب الآخرين ليتمكن من تقديم إضافة مميزة إلى المكتبة الإنسانية.
بريستيج القراءة
نعتقد أن ظاهرة بريستيج القراءة ظاهرة حديثة نوعاً ما، أو على الأقل لم تكن القراءة للبريستيج أمراً شائعاً قبل ثورة الاتصالات، فهناك الكثير من القراء الذين يقرأون ليراهم الناس وهم يقرأون ليس إلا!.
القارئ المتفاخر هذا نادراً ما يهتم بقيمة ما يقرأ مقابل شهرته، وغالباً ما يبحث عن اقتباسات قصيرة رنانة أكثر مما يبحث عن الفكرة وقيمتها، وستجده مصمماً دائماً على وضع اسم الكتاب الذي يقرأه على فيسبوك أو تويتر مع اقتباسات لا تنتهي، كما ستجده مهتماً أيضاً بالوقت الذي استغرقته القراءة، فجزء من البريستيج أن تقرأ كتاباً في يومين!.
المهم في الموضوع؛ أن القارئ للبريستيج قد يعثر بالصدفة على كتاب أو حتى مقال يغير وجهة نظره بالقراءة، ويجعله أقرب إلى الاستفادة من سلوك القراءة استفادة حقيقية وفعالة.
القراءة بوصفها إدماناً
بعيداً عن تحديد فوائد القراءة، تعتبر القراءة إدماناً حقيقياً، فالذي يعتاد القراءة يتوقف عن السؤال (ماذا سأستفيد من القراءة؟)، وتصبح القراءة فعلاً روتينياً، يشبه إلى حد بعيد الطعام والشراب، وكما تقوم المعدة والأمعاء باستخلاص الفوائد من الطعام روتينياً والتخلص من الزوائد والسموم، كذلك يفعل العقل مع القراءة.
وكما أن الجسد قد يخذلنا أحياناً ويتخلص مما هو مفيد أو يبقي على ما هو غير مفيد، كذلك تفعل عقولنا مع ما نقرأه أحياناً.
فوائد إجبارية للقراءة
وبعيداً عن هدف القارئ من القراءة هناك بعض الفوائد التي يحصل عليها القارئ مرغماً، على رأس هذه الفوائد اللغة وفنونها، فمن الثابت أن من يقرأ باستمرار يتمكن من إدراك أدوات اللغة بشكل أفضل، ويتعرف على فن التعبير باللغة ويقترب أكثر من جماليات اللغة، كما يستطيع أن يميز بين لغة الخطاب المستخدمة في كل مجال من مجالات الكتابة.


القراءة وفوائدها


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع