مدونة ا.د سلوان كمال جميل العاني


اسهامات المرأة في المجالات العلمية

ا.د سلوان كمال جميل العاني | Prof.Salwan K.J.Al-Ani (Ph.D) FInstP


22/03/2023 القراءات: 399  


لقد كانت للمرأة مساهمات عظيمة في مختلف المجالات العلمية ومنذ العصور الأولى، حيث أثبتت المرأة على مر العصور قدرتها العلمية والمعرفية وإسهاماتها في مجال العلوم، وللمرأة اهمية في بناء المجتمعات ورقيها بالأخلاق والعلم والمعرفة ونستذكر قول الشاعر حافظ إبراهيم في قصيدته "العلم والأخلاق" : "الأم مدرسةً إذا أعددتَها.. أعددت شعباً طيّبَ الأعراق "
وقد نبغت في مختلف مراحل التاريخ الإسلامي الآلاف من العالمات المبرّزات والمتفوقات في أنواع العلوم وفروع المعرفة، وكان العرب يطلقون اسم الآسيات والأواسي على النساء العربيات اللائي يعملن في تضميد الجراح وتجبير العظـام، ومنهن رفيدة الأسلمية من جيل الصحابيات وأولُ الممرضات في الإسلام لمداواةِ المُصابين والجرحى في غزوات المسلمين، و أم الحسن بنت القاضي الطنجالي المختصة بعلوم الطب، و عائشة بنت محمد الجيار المُلّمة بأسرار الأدوية والعقاقير، أم عمر بنت أبي مروان بن زهر طبيبة النساء، وزينب الطبيبة و الخبيرة بعلاج آلام العين والجراحات.
وقد سجل التاريخ اسماء نساء عالمات في ميدان الرياضيات والعلوم الطبيعية والفلك ومنهن مريم العجلية الحلبية اشتهرت بمهارتها في صنع الأدوات والأجهزة الفلكية وصناعة الاسطرلاب، و فاطمة المجريطية التي عملت مع والدها عالم الفلك الأندلسي مسلمة المجريطي وقاما بتحرير وتصحيح الجداول الفلكية للخوارزمي، التي ما تزال موجودة إلى اليوم في مدريد، و لبنى القرطبية عالمة رياضيات ومدونة الخليفة، المتوفية في عام 984م التي كانت تجد حلولاً لأصعب العمليات الرياضية.
في العصر الحديث نجد تنوع عمل المرأة في المجال العلمي والتقني، وأصبحت هي المعلمة والقاضية والأديبة والمهندسة والطبيبة والمخترعة، والنشاط في مجال البحوث والدراسات العليا .
يحتفل العالم في الثامن من اذار / مارس باليوم العالمي للمرأة والذي اختار هذا العام 2023م ان يكون تحت شعار «الرقمنة للجميع: الابتكار والتكنولوجيا من أجل المساواة بين الجنسين»، للتركيز على النهوض بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في مجالات نظم الحماية الاجتماعية وإمكانية الحصول على الخدمات العامة والبنية التحتية المستدامة.
يحتفي العالم سنويًا باليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم في اليوم الـ 11 شباط/ فبراير برعاية منظمة اليونسكو لاستذكار انجازات عالمات برزن في مجال العلوم، وحققن إنجازات واختراعات علمية بارزة، وحصلن على جوائز مرموقة تقديراً لدورهن في ترقية وتطوير العلم كما يذكّرنا هذا اليوم بالدور المهم والحيوي الذي تقوم به المرأة العربية في ميادين العلوم والتكنولوجيا، وبأهمية تعزيز مشاركتهن لتحقيق السلام والتنمية المستدامة.
ومنذ ذلك الحين، دخلت العديد من النساء صناعة التكنولوجيا وغيّرن وجه عالمنا الحديث إلى الأبد، وبالمقابل لا يمكن لأحد أن يُنكر وجود نساء عربيّات ناجحات استطعن الوصول للعالمية بفضل إرادة صلبة وشخصية مميزة، وتعتبر المهندسة المعمارية زهاء حديد ( 1950-2016) أشهر عالمات العالم العربي ، والتي نفذّت أكثر من 950 مشروعاً في 44 دولة، ونالت العديد من الجوائز الرفيعة والميداليات والألقاب الشرفية في فنون العمارة، وكانت من أوائل النساء اللواتي حصلن على جائزة بريتزكر في الهندسة المعمارية عام 2004، وهي تعادل في قيمتها جائزة نوبل في الهندسة .
وهناك امثلة اخرى للنساء اللواتي اخترعن أو عملن على ابتكار التطورات التكنولوجية التي أصبحت الآن جزءا من حياتنا اليومية، حيث حصلت 40 امرأة على جائزة نوبل في الفترة الممتدة بين عامي 1901 و 2010 في الفيزياء والكيمياء والطب، ومنهن ماري كوري التي استكملت مع زوجها عالم الفيزياء هنري بيكريل، اكتشافهما حول عنصر اليورانيوم ، ويحصلا على جائزة نوبل في الفيزياء العام 1903.
وتابعت مدام كوري أبحاثها ودراساتها في مجالات مختلفة من العلوم لتنال جائزة نوبل في الكيمياء العام 1911، عن اكتشافها عنصرين جديدين، أطلقت على الأول اسم "الراديوم"، وأطلقت على الثاني اسم "البولونيوم"، نسبة إلى مسقط رأسها بولندا والتي كانت تُسمى "بولونيا" سابقاً.



العلوم ، الأخلاق، الاواسي، اليونسكو، الفيزياء، المعمارية، جائزة نوبل، مدام كوري، اليورانيوم


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع