مدونة الدكتور/ معتز يوسف أحمد أبوعاقلة


دراسة المائة عام لجامعة ستانفورد عن الذكاء الاصطناعي

د. معتز يوسف أحمد أبوعاقلة | Dr. Mutaz Yousif Ahmed Abuagla


13/09/2023 القراءات: 203  


يعيش العالم مرحلة تطور وتقدم جديدة في تاريخ البشرية تسمى بالثورة الصناعية الرابعة وهي فترة استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي تعرف بأنها قدرة النظم الحاسوبية على استخدام الذكاء لتحسين نوعية وكفاءة النظم والعمليات الحاسوبية في قطاعات الصحة والتعليم و النقل والطاقة. ويعتقد كلاوس شواب مؤسس ومدير المنتدى الاقتصادي العالمي أن العالم يقف على حافة ثورة تكنولوجية من شأنها أن تحدث تغييرا جذريا في انماط الحياة التي نعيشها والعمل الذي نؤديه والطريقة التي نتعامل مع بعضنا البعض. وأجمعت لجنة الخبراء الأكاديميين والتكنولوجيين، الذين شاركوا في دراسة المائة عام لجامعة ستانفورد عن الذكاء الاصطناعي بحسب تقرير لموقع (Computer World) بقولهم “بحلول العام 2030م، سيكون الذكاء الاصطناعي قد غيّر الطريقة التي نذهب بها إلى العمل ، وطريقة اعتنائنا بصحتنا وطريقة تعليم أطفالنا”، وتركز هذه الدراسة على محاولة التنبؤ بالتطورات المقبلة للذكاء الاصطناعي، و التحديات الأخلاقية المصاحبه لها، وفي أول دراسة أصدرتها اللجنة، أشارت إلى أنه يجب البدء الآن في معرفة كيفية مساعدة الناس على التكيف مع التطورات الذكية لتأثيرها في الاقتصاد والوظائف الحالية التي سوف تنتهي وتولد بدلاً منها وظائف جديدة. من هنا نجد ان تقنيات “الذكاء الاصطناعي” باتت تؤثر على حياتنا على نحوٍ أكثر أهمية من أي وقت مضى؛ والسبب وراء بروز الذكاء الاصطناعي هو الثورة الصناعية الرابعة.
ويتلخص مفهوم “الثورة الصناعية الرابعة”، الذي انطلق من ألمانيا قبل سنوات قليلة، حول أتمتة الصناعة، والتقليل من عدد الأيدي العاملة فيها، بحيث ينحصر دور الانسان في الصناعة على الاشراف، وهذا يستلزم استخدام قدرات علمية لامتلاك بنية تقنية ورقمية متطورة. وستكون الثورة الجديدة، سلاحا ذو حدين: إيجابيات وسلبيات عديدة ستطال الجميع، بما في ذلك المجتمعات المتقدمة. ومن إيجابيات “الثورة الصناعية الرابعة” أنها ستعين الانسان على تحقيق نسب عالية من التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية عموماً، وذلك بتخفيضها كلف الإنتاج، وبالتالي تأمين خدمات ووسائل نقل واتصال تجمع بين الكفاءة العالية وتكلفة أقل. كما أنها ستساهم في تقديم رعاية صحية أفضل للإنسان، وستختصر الكثير من الوقت في عملية التطور، وتعميم منجزاتها على العالم . الا أنها ستفرض في الوقت نفسه تحديات غير مسبوقة على المجتمعات البشرية، لأن الثورة الصناعية الرابعة تشترط إعادة هيكلة اقتصادية شاملة، مقرونة بهيكلة اجتماعية وسياسية، سيرافقها تغيّر في القيم الثقافية والاجتماعية مما سيؤدي إلى اضمحلال دور الشركات المتوسطة والصغيرة في العملية الإنتاجية، وهيمنة الشركات الكبرى، حيث يؤدي ذلك إلى اشكاليات اجتماعية وسياسية واسعة، بسبب اتساع حالة الفقر، وتدهور الأوضاع المعيشية اضافة الى خطر عدم كفاية إجراءات المؤسسات الاقتصادية للحد من الهجمات الإلكترونية، مما يتطلب التعاون بين كل دول العالم.

المراجع والمصادر :
زهير محمد رشيد رضوان، الذكاء الاصطناعي وأثره على التنمية،2017.
https://multaqaasbar.com/issue-weeks





جامعة ستانفورد - الذكاء الاصطناعي - الثورة الرقمية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع