مدونة عبدالحكيم الأنيس


أخطاء المحققين في تراجم الأعلام (7)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


29/12/2022 القراءات: 688  


34. المعتمد [كتب على الغلاف: القول المعتمد وهو خطأ] في تفسير قل هو الله أحد لجمال الدين يوسف بن عبدالله الأرميوني الشافعي (ت: 958)، تحقيق: محمد خير رمضان يوسف، دار ابن حزم، بيروت، ط1(1418-1997).
جاء فيه (42): "قال ابن عطاء: معنى {قل هو الله أحد}: هو المنفرد [عدلها المحقق إلى: المتفرد] بإيجاد المفقودات، المتوحد بإظهار الخفيات".
وقال المحقق عن ابن عطاء: "لعله عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني (ت: 155) الذي ورد ذكرُه في ص 30 أيضًا...".
قلتُ: الصواب أنه أحمد بن محمد بن سهل بن عطاء، أبو العباس، الزاهد العابد، المتوفى سنة (309)، قال الثعلبي في "الكشف والبيان عن تفسير القرآن" (30/ 507): "سمعتُ أبا عبدالرحمن السُّلمي يقول: سمعتُ منصور بن عبدالله يقول: سمعتُ أبا القاسم البزاز يقول: سمعتُ ابن عطاء يقول في قوله عز وجل: {قل هو الله أحد}: هو المنفرد بإيجاد المفقودات، والمتوحد بإظهار الخفيّات".
وله مثل هذه الكلمة من الزهديات والرقائق كثير.
وله ترجمة في كتب كثيرة، منها: طبقات الصوفية (ص: 265-272)، وحلية الأولياء (10/302-305)، وصفة الصفوة (2/250)، والرسالة القشيرية (ص: 31)، وتاريخ بغداد (5/26-30)، وسير أعلام النبلاء (14/255)، وطبقات الأولياء لابن الملقن (ص: 59-61).
ونقل عنه تفسير (والفجر) القاضي عياض في الشفا (1/46)، وعنه ابن ناصر الدين في "مجلس في فضل يوم عرفة وما يتعلق به" (ص: 27).
35. المنهاج في ترتيب الحِجاج للباجي، تحقيق: عبدالمجيد التركي. قال عن ابن مخاض: "لم نهتد إليه"!
36. النجم الثاقب فيما لأولياء الله من مفاخر المناقب لابن صعد التلمساني (ت: 901)، تحقيق: د. محمد الديباجي، دار صادر، بيروت سنة (1432-2011).
جاء في (ص: 305): "حدَّث ابن الدقيق في "كتابه" قال: لما أراد المأمون أن يزوج ابنته أم الفضل لأبي جعفر...".
وعلقَ المحقِّقُ على ابن الدقيق بقوله: "هو تقي الدين أحمد بن علي المعروف بابن دقيق العيد".
وهذا خطأ في الاسم، وخطأ في الترجمة. وحتى لو كان (ابن الدقيق) فأين هو مِنْ (ابن دقيق العيد)؟
والصواب: ابن الرقيق، وهو أبو إسحاق إبراهيم بن القاسم المعروف بالرقيق أو ابن الرقيق، المتوفى نحو سنة (425)، وقد ترجم له الزركلي في "الأعلام" (1/57)، وذَكَرَ مِن جملة كتبه "كتاب النساء".
وجاء في (ص: 372): "وحكى ابن الدقيق في "كتاب النساء" أنه خرج أبو حازم يرمي الجمار...".
وقال المحقِّقُ: "في الأصل: ابن الرفيق. وهو تحريفٌ صوابُهُ من ط، ب. وابن الدقيق هو موسى بن علي المعروف بابن دقيق العيد. تقدمتْ ترجمته في ص 88، هـ 6".
قلتُ: الأصل هو الصوابُ، ولكن بقافين: (الرقيق). والترجمةُ في الموضع المحال إليه -وهي هذه: (ابن دقيق العيد موسى بن علي: فقيه أديب، وهو أخو تقي الدين أحمد بن علي المعروف مثله بابن دقيق العيد. توفي سنة 685. الأعلام7/325)- خطأٌ أيضًا.
وترتبَ على هذا خطأ في (فهرس الكتب الواردة في المتن) فقد جاء (ص: 465): (كتاب النساء لابن دقيق العيد 338،372).
وهكذا نُسِبَ إلى الإمام تقي الدين ابن دقيق العيد ثم أخيه سراج الدين ما ليس لهما، وضاعَ المؤلِّفُ الحقيقيُّ (ابن الرقيق القيرواني) .
وانظر تفصيلًا في المقال: "ابن الرقيق لا ابن الدقيق"، نُشر في الألوكة بتاريخ (23/8/2014).


أخطاء المحققين. تراجم الأعلام


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع