مدونة رائد محمد حلس


هل تستطيع مجموعة دول البريكس كسر هيمنة الدولار؟

د. رائد محمد حلس | Dr-Raid Mohammed Helles


02/10/2023 القراءات: 943  


على الرغم من القوة الاقتصادية التي تتمتع بها مجموعة البريكس (البرازيل – روسيا – الصين- الهند – جنوب أفريقيا ) والتي تضم مجموعة من الدول التي تتميز بأنها الأكثر نموًا على الصعيد الاقتصادي والتي تهدف إلى تعزيز التعاون والتأثير على القضايا العالمية، والتي من المؤكد أن هذه الدول (دول مجموعة البريكس) ناقشت إمكانية الحد من هيمنة الدولار الأمريكي في التجارة والتمويل العالميين، الا أنني أرى بأنه من الصعب على أي كيان منفرد، بما في ذلك دول مجموعة البريكس، كسر هيمنة الدولار بشكل كامل، نتيجة مجموعة من العوامل التي يجب مراعاتها، وهي الحجم الاقتصادي والاستقرار: يعد الاقتصاد الأمريكي حاليًا هو الأكبر في العالم، وهيمنة الدولار الأمريكي متجذرة في قوة واستقرار الاقتصاد الأمريكي، في المقابل تواجه اقتصادات مجموعة البريكس، على الرغم من أهميتها الجماعية، تحديات مختلفة مثل عدم المساواة في الدخل، وعدم الاستقرار السياسي، وتقلبات العملة، ومن الممكن أن تحد هذه العوامل من قدرتها على تحدي هيمنة الدولار. وضع العملة الاحتياطية: يوفر وضع الدولار الأمريكي باعتباره العملة الاحتياطية الرئيسية في العالم العديد من المزايا، بما في ذلك السيولة والاستقرار والقبول على نطاق واسع، وبالتالي يتطلب تغيير هذه الحالة بديلاً قابلاً للتطبيق ويمكن أن يوفر فوائد مماثلة، ورغم أن دول البريكس ناقشت فكرة إنشاء عملة احتياطية جديدة، فإنها لم تقدم حتى الآن بديلاً ملموساً ومقبولاً على نطاق واسع. البنية التحتية والمؤسسات المالية: تتعزز هيمنة الدولار الأمريكي من خلال البنية التحتية المالية الواسعة والمؤسسات المرتبطة به، مثل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وبورصة نيويورك، ونظام الدفع سويفت، وبالتالي فإن تطوير بنية تحتية ومؤسسات مماثلة عملية تستغرق وقتا طويلا ومليئة بالتحديات وتتطلب قدرا كبيرا من الاستثمار والتنسيق بين دول البريكس. الثقة العالمية: يتمتع الدولار الأمريكي بثقة كبيرة من المستثمرين والشركات والحكومات العالمية، وقد تم بناء هذه الثقة على مدى عقود من الزمن، وهي تتأثر بعوامل مثل استقرار الاقتصاد الأميركي، وسيادة القانون، وشفافية الأسواق المالية، في حين أن بناء مستوى مماثل من الثقة في عملة بديلة سوف يتطلب جهوداً كبيرة ووقتاً طويلاً. التجارة الدولية والتسوية: إن هيمنة الدولار الأمريكي على التجارة الدولية والتسوية متأصلة بعمق، حيث يتم تسعير العديد من السلع الأساسية، مثل النفط، وتداولها بالدولار، وغالباً ما تتم تسوية المعاملات الدولية بالدولار، وبالتالي فإن استبدال الدولار في هذه المجالات سوف يتطلب تعاوناً واسع النطاق وقبولاً من جانب المشاركين في السوق العالمية. وبالرغم من ذلك كله يمكن لدول البريكس اتخاذ خطوات للحد من اعتمادها على الدولار، مثل زيادة مقايضات العملات والتجارة بالعملات المحلية، وفي هذه الحالة يمكن كسر هيمنة الدولار ولكن بشكل متدرج أما كسر هيمنة الدولار بشكل كامل يستغرق وقت طويل الأمد.


البريكس- هيمنة الدولار -العملات المحلية- العملات الأجنبية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع