مدونة الدكتور/ معتز يوسف أحمد أبوعاقلة


نقصان القدرات المعرفية للباحث

د. معتز يوسف أحمد أبوعاقلة | Dr. Mutaz Yousif Ahmed Abuagla


05/11/2023 القراءات: 260  


*نقصان القدرات المعرفية للباحث*

بقلم : د. معتز يوسف أحمد أبوعاقلة

لابد ان يكون الباحث في همة ونشاط وفي بحث عن معلومات جديدة ومفيدة حتي ينفع نفسه ومجتمعه والناسَ أجمعين، ولكن اذا تكاسل أي أصابه ( كسل عقلي) فان ذلك يؤدي الى نقص كبير في قدراته المعرفية وذلك لأن علمه لا يزيد بل ينقص بنسيان المعلومات، وفي القرآن الكريم تشير الآية الكريمة صراحة الى طلب زيادة العلم من الله، يقول سبحانه وتعالي: ( وقل رب زدني علما)، وفي الحديث الشريف يقول الرسول صل الله عليه وسلم :( اطلبوا العلم من المهد الى اللحد) أي لا تتوقفوا عن طلب العلم طالما أنكم في هذه الحياة الدنيا، وذلك لأن العلم هو الحياة الحقيقية فبالعلم تحيا القلوب وبالعلم تطورت وتقدمت المجتمعات الانسانية والدول وهي يوميا في تقدم وتطور عن طريق الاكتشافات والاختراعات والابتكارات بواسطة العلماء، فالعلماءٌ كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم( أنهم ورثة الأنبياء) ورثوا منهم العلم، بالتالي فالباحث يجب أن يكون دائما في بحث عن معلومات جديدة، ويلاحظ أن كثير من الباحثين عندما ينالون درجة الدكتوراه يتوقف نشاطهم العلمي ويظنون انهم بلغوا نهاية العلم ولا يدرون أنهم قد وضعوا نقطة واحدة في طريق العلم.
إن كثرة القراءة والاطلاع يزيد العلم وبالتالي تتوسع المدارك ويصبح الانسان قارئا وكاتبا ومثقفاً وعالماً، ومبتكراً ومخترعاً، لذلك نجد أن العلماء والخبراء الحقيقيون لا يتوقفون عن القراءة والكتابة ولا يصيبهم (كسل عقلي) بل نجدهم يستمتعون بذلك، حيث نجد أن سلف هذه الأمة من العلماء كانوا يسافرون سفرا طويلا أياما وربما شهورا طلبا للعلم، ولذلك قد ألفوا وصنفوا وكتبوا في جميع ميادين العلم وتركوا لنا ثروة علمية كبيرة من العلوم والمعارف المتنوعة.
وهنالك أسباب كثيرة في هذا العصر تؤدي الى نقصان قدرات الباحث المعرفية منها :
١_ عدم الاهتمام بالقراءة والكتابة.
٢_ عدم المشاركة في المؤتمرات و الندوات العلمية والورش والمحاضرات والدورات التدريبة.
٣_ انشغاله بالتكنولوجيا الحديثة وتتبعه لكل جديد.
٤_ شراء كل ماهو جديد من الجوالات وعدم استخدامها في وضعها الصحيح.
٥_ ضياع الوقت في اشياء لا فائدة منها.
٦_ نيله للشهادات العلمية العليا تجعله لا يلتفت لما هو جديد بل يتوقف عن طلب العلم

وبالتالي اذا أردنا أن الأستزاده المعرفية وأن لا يصيبنا (كسل عقلي) أي نقصان في قدراتنا المعرفية علينا بالقراءة وكثرة الاطلاع والمشاركة في المؤتمرات و الندوات العلمية والورش والمحاضرات والدورات التدريبة، وعدم ضياع الوقت في اشياء لا فائدة منها.
ونجد أن أول آية نزلت في كتاب الله هي قوله تعالي ( أقرأ باسم ربك الذي خلق)
بالتالي علينا أن نجعل النصيب الكبير في حياتنا للقراءة حتي لا نصاب بنقص معرفي ونصبح كما قال ربنا عز وجل ( كالحمار يحمل اسفارا)، ذلك ان أجهزتنا مليئة بالعلوم والمعارف ونحن لا نقرأ فينطبق علينا قول ربنا أعلاه...


القدرات المعرفية _ الباحث _ التكنولوجيا


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع