عصر الثورة الصناعية (قبيل مطلع القرن الثامن عشر ميلادياً)🌺🪴
د. أسماء صالح العامر | Asma saleh Al amer
13/02/2024 القراءات: 390
منذ عصر الثورة الصناعية (قبيل مطلع القرن الثامن عشر ميلادياً) تكونت نظرة مختلفة عن الإنسان، وتكون معها نمط حياة اجتماعي مغاير لما كان عليه في عصور سابقة.
فمع تطور الآلات، وازدياد الحاجة للعمل وللعامل، وللمنتج وللمستهلك، اُضطرت المرأة في ظل الحاجة إلى لعب دور المرأة العاملة في الخارج، وكذا الأطفال. فكانت الثورة الصناعية من أكبر الأحداث، والمؤثرات في التاريخ الحديث على المرأة و الأسرة.
وبغياب أفرادها في المصانع تفككت الروابط الأسرية، وتبددت كثير من العواطف الآدمية.
لقد قامت الحضارة الغربية الحديثة على أسس مادية تُخضع الكل لصالح المادة وما تحتاجه، وإن كان على حساب الإنسان، وقِيمه، والدين، وأحكامه!
وبدأ العالم الغربي في ضوء خدمة المادة، وباسم العلم، والبحث، والتقدم، ومقياس ذلك ما يتوافق مع الواقع المادي المعاصر؛ بوضع نظريات علمية بحتة، القائم عليها التجربة، وما يلائم الواقع، والعقل
البشري البحت.
ومن تلك النظريات ما تقول: بأن الأسرة مسألة اجتماعية، لا تنشأ من دوافع طبيعية، ولا ميول فطرية، إنما هي من صنع العقل الجمعي!
فالمجتمع هو من يُنشئ الطابع الأسري الذي يجب أن تكون عليه العلاقات بينهم، فإن شاء
جعلهم كياناً مترابطاً كلٌ له دوره فيه، وإن شاء جعلهم أفرادًا لا تقام بينهم أي علاقات تُذكر.
وما يراد التوصل له هو أن الأسرة، وبالصورة “التقليدية” المتوارثة عليه، وبالنمط الذي يعيش فيه أفرادها فيما بينهم عبر التاريخ كانت ضرورة اقتصادية.
ففي الزمن الحداثي أصبحت المركزية تدور حول المادة، ومدى فاعلية إنتاج الإنسان فيها، ويُنظر له كفرد مادي تديره المادة، وتقيم قوانينه العقول البحتة، وتصيره كمادة مرنة تتغير أنماطها، وسلوكياتها، وأدوارها بناءً على تغيرات المادة والمجتمع.
وعند ظهور الحركات الفكرية المعاصرة، ومنها؛ النسوية (سواء العربية أو الغربية) في صورتها الحداثية، اقتبس أفرادها القوانين، والأنظمة الغربية، ونظرتها تجاه الحياة، والمرأة، وتحاكيها كفرد مستقل ليس له إلا ذاته، ولا يربطه أي رابط، أو دور طبيعي مناط به، وصيرتها لخدمة المادة والطبيعة.
الثورة-الصناعية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع