مدونة ياسر جابر الجمال


حول المنهج النقدي قراءة جديدة .

ياسر جابر الجمال | Yasser gaber elgammal


06/01/2024 القراءات: 144  


نحن نعاني منذ فترة طويلة وممتدة وضاربة بذورها في عمق التاريخ غياب أو عدم وجود نظرية نقدية عربية، وهذه حقيقة قد نتفق أو نختلف حولها فالأمر لا يتوقف على مجرد إطلاق حكم نرضي به ضمائرنا حول عدم امتلاك نظرية نقدية عربية .
فالقضية أصبحت مسار جدال واسع وعريض حول هذه النقطة بالتحديد، وتحتاج إلى نقاشات ودراسات ، ومؤتمرات، وقبل ذلك حركة واعية بالتراث بصورة عميقة، والواقع الآني، والوقوف على منجز الأمة المعرفي عبر مراحله الممتدة .
وفي خضم هذه المعركة القائمة فقد " سعى عدد من النقاد العرب المعاصرين إلى تأصيل كثير من المفاهيم النقدية الغربية؛ بالبحث لها عن أصول وسوابق في التراث النقدي والبلاغي العربي، منها على سبيل المثال: «التناص»، و«الاختلاف»، و«النحوية»، و«الأثر»، و«موت المؤلف»، وغيرها. ويجمع هؤلاء النقاد على أن التراث النقدي والبلاغي العربي حافل بالنظريات والمفاهيم النقدية، ومن الضروري العودة إليه للكشف عما فيه من أصول للنظريات والمفاهيم النقدية الغربية الحديثة، وإعادة إدماجها في النقد الحديث. وهذا رأي .
وآخر ناقل للنظريات الغربية باعتبارها الأنموذج الأمثل ، وأنها النماذج التي يحتذي بهاـ ويمكن تطبيقها على المنجز المعرفي العربي، وثالث ذهب ليبحث عن تمثلات لهذه النظريات في التراث العربي، ويعتبر أن لدينا تصورات مثل التصورات الغربية الحديثة موجودة وبقوة في تراثنا؛ لكن تحتاج إلى حركة واعية بالتراث وقراءته بصورة عصرية، وفريق رابع يرى أن المصطلحات أو بمعنى أدق النظريات الغريبة مؤصلا لها في تراثنا، وإن كانت لا تعرف بذات المسميات، وأخذ يوصل لذلك .
والحقائق التي نريد أن نؤكد عليها كالآتي:
أولًا: إن العملية النقدية قائمة " على التحليل والتعليل والتقويم والتفسير، وقبل ذلك كلّه، على الذوق الأدبي الذي تشحنه الدربة وكثرة المران." ، وهذا قد أشار إليه ابن الأثير في كتابه الماتع" المثل السائر".
ثانيًا : ثمّة محددات فكرية وثقافية تتكوّن منها الشخصية النقدية وتتميّز أيضاً، ويتجلّى ذلك من خلال ما تصدره من أحكام وآراء نقدية تتفق فيها مع غيرها أو تختلف .وهذا أساس العملية النقد وعمود خيمتها ، وكان ذلك واضحًا في أراء ابن الأثير التي خالف فيها غيره من النقاد .
ثالثًا:"أصبحت "قيمة العالم تتجلى في معرفته بالشواهد واستخراجه لها من الكلام الفصيح واستحضاره إياها عند الحاجة ، وقد ألمح عبدالقاهر الجرجاني إلى ضرورة أن يتسم طالب التحقيق بإمعان النظر والاستشهاد يغدو إعادة إنتاج للنص المستشهد به، بمعنى أن الاستشهاد يصبح وتقصي الشواهد وعدم الاقتصار على أمثلة تذكر ونظائر تعد تناصاً حين يعمد المؤلف إلى تضمين أجناس شاهدة في حقول معرفية متنوعة يبثها في ثنايا مؤلفه هذه الشواهد إمَّا مؤسسة لمضامين قديمة فهي عبارة عن إثباتات، وأما مؤسسة لأخرى جديدة سواء استخلصها المؤلف بتأويل أو قراءة إبداعية مستكشفة ومستنبطة من خلال تأمل الشواهد، أو استخرجها المتلقي فهي بين الإثبات والتمثيل "
هذه التصورات حول قضية إيجاد نظرية عربية نقدية، في حين أننا لدينا مناهج نقدية جديدة وإبداعية خالصة لم تعرف من قبل على سبيل المثال:
النقد التجاملي أو النقد المدائحي كما أسميه، هو النقد القائم على المدائح وذكر المحاسن فقط، على الرغم من أن العملية النقدية قائمة بالأساس على ذكر نقاط الخلاف أو عدم التوافق أو الأمور غير المعهودة؛ ولذلك يسمى النقد وهو بخلاف النقض قطعًا.
ولك أن تتأمل الفارق بين المنجز الغربي في هذا المضمار والمنجز العربي، وهو بالتأكيد مقلد للغربي الآن، إلا أن الغرب ينظر إلى المعرفة من منظور عقلاني، والعرب. ينظرون إليها من منظور جمالي، وهنا الإشكالية، وهذا لم يمنع المستشرقون من الطعن أو رفض ما خالف قواعدهم من القرآن والسنة_وهو أعلى نص لدينا_حتى وإن كانت تصورات هؤلاء المستشرقين هي أباطيل وشبهات أو ضلالات مرفوضة قطعا


النقد الأدب ، المنهج


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع