مدونة .. أ. د. خالد عبد القادر منصور التومي
فـــــائــــــــــدة رمـضــــــــــانـيــــــــــــــة (2)
أ.د. خالد عبد القادر منصور التومي | Prof. Dr. Khaled A. Mansur Tumi
28/03/2024 القراءات: 417
هل لاحظت اللآءات العشر في سورة الكهف..؟
حثنا الله سبحانه على قراءة القرأن وتدبره؛ ففي تدبر القرآن والعمل به شفاءٌ للفرد من أمراضه الحسية والمعنوية، وتلبيةٌ لحاجايه الدنيوية والأخروية، إذ يُعد التدبر الطريق لمعرفة قيم القرآن وفهم مبادئه ومعانيه للاستفادة منه والتأثر به والسعي لتنفيذه، فالتدبر مطلوب لأن القراءة بالعينين فقط، أو بترديد الكلمات والاستماع إليها فقط لن يؤدي إلى تغييـر حال الإنسان للأفضل، وتشتمل اللآءات العشر في سورة الكهف على التالي سردها تباعًا:
اللآء الأولى: قول الله تعالى: ﴿فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَآءً ظَٰهِرًا﴾(الكهف:22) "في نقاشك مع الناس لا تدعي إمتلاك الحقيقة، ولا تجادل جدالاً عقيمًا".
اللآء الثانية: قول الله تعالى: ﴿وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا﴾(الكهف:22) "فيما يُشكل عليك من أمور، لا تطلب الفتوى من شخصٍ غابت عنه حقيقة ذاك الشيء، أو يرفض الحق".
اللآء الثالثة: قول الله تعالى: ﴿وَلَا تَقُولَنَّ لِشَىْءٍ إِنِّى فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ﴾(الكهف:24،23) "وأنت تخططُ لا توعد نفسك أو غيرك بعملِ شيءٍ في المستقبل القريب أو البعيد دون أن تُعلق الأمر على مشيئة الله".
اللآء الرابعة: قول الله تعالى: ﴿وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا﴾(الكهف:28) "وأنت تسير مع الصالحين لا تصرف نظرك عنهم لغيرهم طمعًا بالدنيا وزينتها".
اللآء الخامسة: قول الله تعالى: ﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُۥ عَن ذِكْرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُۥ فُرُطًا﴾(الكهف:28) "خفف من كُل شيء لا يُقربك إلى الله، لأنه يشغلك؛ فلا تُطع من كان غافلاً عن ذكر الله آثر هواه على طاعة مولاه وصار أمره في أعماله ضياعًا وهلاك".
اللآء السادسة: قول الله تعالى: ﴿فلَا تَسْـَٔألنى عَن شَىْءٍ حَتَّىٰٓ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا﴾(الكهف:70) "في ممارستك لفضولك المعرفي؛ لا تستعجل بالسؤال قبل أن تُستكمل لك تفاصيله".
اللآء السابعة: قول الله تعالى: ﴿لَا تُؤَاخِذْنِى بِمَا نَسِيتُ﴾(الكهف:73) "تذكر أنهم بشر؛ فلا تحاسبهم على نسيانهم أو ما استُكرهوا عليه".
اللآء الثامنة: قول الله تعالى: ﴿وَلَا تُرْهِقْنـِي مِنْ أَمْرِى عُسْرًا﴾(الكهف:73) "لكُل شخصِ قدرةٌ وطاقةٌ استيعابية؛ فلا تطلب منه ما لا يستطع تحملهُ وعمله".
اللآء التاسعة: قول الله تعالى: ﴿فَلَا تُصاحِبني قَد بَلَغتَ مِن لَدُنّي عُذرًا﴾(الكهف:76) "لا تصاحب من استنفذت معه كل الوسائل".
اللآء العاشرة: قول الله تعالى: ﴿وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾(الكهف:110) "جاءت وخُصت علاقة عمل المؤمن بمدى إخلاصه لربه، لتشترط قبول العمل الصالح بألا يراد به إلا وجه الله وحده لا شريك له".
وفي فضل هذه السورة الكريمة ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله: ﴿من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضيء له يوم القيامة، وغفر له ما بين الجمعتين﴾(أخرجه المنذري في الترغيب والترهيب)، وأيضًا فيما ورد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله: ﴿من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين﴾(رواه الحاكم والبيهقي وصححه الألباني)، تقبل الله أعمالنا ورزقنا وإياكم حُسن التدبر في آيات القرآن والعمل به، والحمد لله على ذلك.
رمضان، شهر رمضان، سورة الكهف،
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة