نصيحة من شيخ في مفترق الطرق
د. نكتل يوسف محسن | Dr. Naktal yousif mohsen
18/11/2022 القراءات: 681
الله الله في المتأخرين عنك
في العام ٢٠١٠م وبينما كنت راكباً وأحد جيراني في حافلة للعودة إلى البيت وأمامنا رجل طاعن في السن يمسك ورقة.
فقال لي : أتحسن القراءة فانتفض الذي معي وقال : وهل بقى أحد لا يعرف القراءة ! وأشار إلي وقال : الرجل لديه الماجستير في التاريخ الإسلامي ، فأشرت له أن أصمت، فقلت نعم يا عم أعرف القراءة. فقال نظري ضعيف أرجو أن تقرأ هذا العنوان الذي سأنزل قربه فقرأته له فقال بارك الله فيك، والتفت إلى صاحبي وقال له يا بني : الله الله في المتأخرين عنك فأنك ما حزت علماً إلا حازوا أضعافه، فلا ترى نفسك خير من غيرك فكلنا صنائع الله، أما عن نفسي فأنا معلم منذ ٥٠ سنة ولكن تقدم السن ذهب بالنظر وأردف قائلاً : " بينما الخليفة عمر بن عبدالعزيز يشق طريقه في المسجد الأموي ليلاً والمسجد أظلم لا يرى منه شيء، داس على قدم أحد من كانوا في المسجد فانتفض الرجل كأنتفاضتك تلك وقال لعمر : احمار أنت؟ فقال عمر : لا أنا عمر.
لم يقل له أنا أمير المؤمنين وخليفة المسلمين ولم ينهره.
الحكمة من هذا الموقف : لا تكن قاسياً في الرد على من يجهل شخصيتك وعلمك ومواهبك ، ولا تكن مغروراً بشهادتك وصحتك وأموالك، فالنِعم أرزاقاً موزعة بالتساوي، فقد يعطيك الله العلم ويعطي غيرك المال، أو يعطيك الأخلاق ويعطي غيرك البنون، وهكذا
الله، الأرزاق، نصيحة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف