مدونة سيف بن سعيد العزري


"مالي أنازع في القرآن"، أثر أفعال الناس على قراءة الإمام.

سيف بن سعيد العزري | SAIF BIN SAID ALAZRI


08/09/2023 القراءات: 684  


‏صليت ذات يوم صلاة الفجر مع شيخي وقدوتي ⁧‫#الشيخ_حمود_الصوافي‬⁩ حفظه الله، وقد شقّت على الشيخ القراءة للقرآن فيها، حتى كان لقراءة بعض المواضع يعيد الآية عدة مرات، ثم بعد الصلاة سأل الحاضرين: مني وامنكم؟، ثم سأل عن أذان الفجر، فتبيّن أنّه لم يُؤذّنْ أحد في ذلك المسجد،

‏ثمّ ذكر الشيخ قصة عن الإمام محمد بن عبدالله الخليلي بأنه صار له مثل ذلك في صلاة، ثم قال بعد الصلاة: مني وامنكم؟،

‏أقول: قد صليت بالناس اليوم صلاة الفجر، فقرأت من سورة الأحقاف من قول الله تعالى: (وإذ صرفنا إليك نفراً من الجنّ)، فلم أستطع إكمال عدد من المواضع إلا بتكرار الآيات، مما اضطرني في الركعة الثانية إلى الانتقال إلى سورة أخرى من قصار السور، ثم بعد الصلاة جاءني المؤذّن وقال: أذّنت اليوم 4:27، ودخول الوقت 4:37،

‏فتذكّرت حديث عُبادَةَ بن الصَّامِتِ قالَ : صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ صَلَاةَ الغَدَاةِ فَثَقُلَتْ عليهِ القِرَاءةُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قالَ: «لَعَلَّكُمْ تَقْرؤُونَ خَلْفَ إِمَامِكُمْ، قالَ: قُلْنَا: أَجَلْ قالَ: «لا تَفْعَلُوا إلا بأُمِّ القُرآنِ فَإِنَّهُ لا صَلَاةَ إلا بها"،

‏وفي رواية أَبي هريرةَ قَالَ: انصرَفَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مِنْ صَلَاةٍ جَهَرَ فيها بالقِراءةِ فَقَالَ : هَلْ قَرَأَ معي أَحَدٌ مِنْكُمْ آنفاً»؟، قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : مَالِي أُنازَعُ في القُرآنِ» ؟! فانتهى النَّاسُ عَن القراءةِ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فِيمَا جَهَرَ بِهِ مِنَ الصَّلاة.


الصلاة، القرآن، الإمام


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


‏من مجمل ما ورد في مداخلات الإخوة المتابعين في تويتر لزم توضيح: ‏1-أنّ الحديث في نهاية التغريدة معناه أنّ قراءة بعض الصحابة السورة من غير الفاتحة خلف الإمام كان له أثر على قراءة الإمام حتى ثقلت عليه القراءة. ‏2-توضيح القصة: ‏أنّ ⁧‫#الشيخ_حمود_الصوافي‬⁩ لمّا ثقلت عليه القراءة سأل بعد الصلاة بما معناه: هل ثقل القراءة بسبب مني أو منكم؟، فتبيّن أنّه قد يكون السبب في ذلك عدم رفع الأذان للصلاة في ذلك المسجد. ‏3-أنّ المغزى من ذكر القصة هو الإشارة إلى الأثر اللطيف الخفي للخطأ الذي قد يرتكبه بعض الجماعة من عدم الأذان أو من قراءة السورة غير الفاتحة خلف الإمام أو نحو ذلك، وأنّ لذلك أثراً في قراءة الإمام في الصلاة بدلالة الحديث الوارد في آخر التغريدة، مما يدعو الجميع إلى التعلّم لكيفية العبادة والحرص على أداء الواجبات كالأذان ونحوه في وقته، وهناك فوائد أخرى قد تظهر لمن قرأ بعين قلبه. ‏وأعتذر لمن لم يرَ في القصة فائدة على إضاعة شيء من وقته الثمين.


ورد حديث أكثر وضوحاً ودلالة على أنّ للخلل الذي يرتكبه بعض المصلين أثراً على قراءة الإمام، وهذا هو: ‏١٢- [عن [شبيب بن نعيم أبي روح الكلاعي]:] أنّهُ ﷺ قرأَ في صلاته بسورةِ الرُّومِ فلُبِّسَ بعضُها فقالَ: إنّما لَبَّسَ علينا الشَّيطانُ القراءةَ من أجلِ أقوامٍ يأتونَ الصَّلاةَ بغيرِ وُضوءٍ، فإذا أتيتُمِ الصَّلاةَ فأحسِنوا الوضوءَ. ‏قال ابن كثير في اخر تفسير سورة الروم بعد ذكر الحديث: ‏"وهذا إسناد حسن ومتن حسن وفيه سر عجيب، ونبأ غريب، وهو أنه عليه السلام تأثر بنقصان وضوء من ائتم به ، فدل ذلك أن صلاة المأموم متعلقة بصلاة الإمام".