أم المسيح "السيدة مريم" عليهما السلام
حسن محمد عبدالله البيتي | Hassan Mohammed Abdullah Albaiti
01/01/2024 القراءات: 450
النسب الشريف: تحدثنا عنه سلفاً في نسب السيد المسيح عليه السلام، فقد نسبه القرآن إلى أمه
ولادتها:
ولدت مريم يتيمة فقد توفي والدها عمران رضي الله عنه وهي في بطن أمها حنة بنت فاقوذا رضي الله عنها. فكانت أمها لا تستطيع تربيتها لكبر سنها. فكان كل شخص يريد أن يحظى بكفالتها، فعمران أبو مريم كان معلمهم ومن درسهم دينهم وذا أفضال عليهم. فاتفقوا أن يقفوا على مجرى النهر ويرموا اقلامهم (اختاروا القلم لأن أبو مريم كان يعلمهم بالقلم). اخر قلم يبقى في النهر دون أن ينجرف هو الذي يكفلها. فرموا اقلامهم وجُرفت اقلامهم ووقف قلم زكريا أي أنه لم يكن آخر واحد ولكن وقف تماماً في النهر. فرموا مرة ثانية وحدث نفس ماحدث في المرة الأولى أي أن قلم زكريا وقف في النهر. رموا المرة الثالثة فوقف القلم في النهر مرة أخرى.
قال تعالى: ﴿ذَلِكَ مِنْ اَنْبَآءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ اِذْ يُلْقُونَ اَقْلَامَهُمْ اَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ اِذْ يَخْتَصِمُونَ﴾ (آل عمران:44).
نشأتها:
كبرت أم عيسى مريم - عليهما السلام- وبيتها في بيت المقدس، وخلوتها فيه، ويلطف الله بها فيأتيها برزقها من الطعام من الغيب وكلما زارها نبي الله زكرياء – عليه السلام –، وجد عندها رزقًا، كان يجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف، وهو الذي يقوم بكفالتها فمن أين يأتيها هذا وهو لم يأت به؟! ﴿قَالَ يٰمَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا﴾ استعظم – عليه السلام- ذلك المقام في حقها لضعفها وغرارتها، فتجيبه: ﴿هُوَ مِنْ عِنْدِ الله اِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَّشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾
فضل السيدة مريم - عليها السلام - في الإسلام:
حظيت السيدة القديسة مريم عليها السلام بكلام الملائكة، فقد جاءتها بشارة الملائكة وهي في المحراب، وهذا أن دلّ فإنما يدل أن الملائكة تتنزل على الصالحات مثلما تتنزل على الصالحين، قال تعالى: ﴿وَاِذْ قَالَتِ الْـمَلٰٓئِكَةُ يٰمَرْيَمُ اِنَّ اللهَ اصْطَفٰكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفٰكِ عَلَى نِسَاءِ الْعٰلَمِينَ * يٰمَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرّٰكِعِينَ﴾ (سورة آل عمران: 42-43).
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما- أَنَّ رَسُولَ الله –صلى الله عليه وسلم- خَطَّ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ ثُمَّ قَالَ: «أَتَدْرُونَ لِمَ خَطَطْتُ هَذِهِ الْخُطُوطَ؟». قَالُوا: لاَ. قَالَ: «أَفْضَلُ نِسَاءِ الْجَنَّةِ أَرْبَعٌ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةُ ابْنَةُ مُحَمَّدٍ وَآسِيَةُ ابْنَةُ مُزَاحِمٍ».(رواه الإمام أحمد في مسنده).
البشارة بقرب ولادتها المسيح عيسى عليه السلام:
قال تعالى: ﴿اِذْ قَالَتِ الْـمَلٰٓئِكَةُ يٰمَرْيَمُ اِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْـمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْـمُقَرَّبِينَ * وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْـمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصّٰلِحِينَ * قَالَتْ رَبِّ اَنّٰى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذٰلِكِ اللهُ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ اِذَا قَضَى اَمْرًا فَاِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (سورة آل عمران:45-47).
جبريل عليه السلام ينفخ فيها الروح لتحمل بالمسيح عليه السلام
ثم نزل جبريل عليه السلام وهي معتكفة تعبد الله على هيئة رجل ليبشرها بالمسيح ولدًا لها (فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا) (سورة مريم، الآية 17) ففزعت منه، (قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا* قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا* قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا) (سورة مريم، الآيات 18-21).
وقصة مولد السيدة مريم معروفة في سورة سميت باسمها تتلى إلى قيام الساعة
المسيح و العذراء عيد الميلاد
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة