مدونة د. نكتل يوسف محسن


الدراسة الجامعية فضاء معرفي حر أحذر أن تقيده

د. نكتل يوسف محسن | Dr. Naktal yousif mohsen


08/12/2022 القراءات: 676  


تمثل الحياة الجامعية في عموم العالم، ميداناً حراً وفضاءاً مفتوح لتلقي العلم والمعرفة، ولذا فإن آليات إعطاء هذه المعارف والعلوم لا تخضع كما غيرها من المراحل لتقييد المنهج وجموده وعدم الخروج عنه وإن كان فيه ما فيه من العثرات العلمية والمنهجية،
ولكن ما نراه اليوم في كثير من الجامعات انتشار حالة لا تمت إلى التعليم الجامعي بصلة ولها تأثير سلبي مباشر على تغيير طريقة التفكير الطلابي وتحد من سعة أفقه، إذ يلجأ الأستاذ الجامعي إلى كتابة ملزمة تشمل جميع المادة في الكورس أو السنة الدراسية ويعطى للطالب ليدرسه فيكتفي به الطالب، ويعزف عن القراءة في المكتبة المركزية أو المكتبة الخاصة بالكلية أو القسم، وحرص أشد الحرص على حفظ مادة الملزمة بشكل حرفي لنيل الدرجات العليا وأرضاء أستاذه لنفس السبب.
أن تحاط المحاضرة الجامعية بورقة أو ورقتان أمر خاطئ وان وجدت مبرراته
المحاضرة التي كانت تلقى من التدريسي بشكل ارتجالي تفيض افكار آنية لا حصر لها، وكتابة المحاضرة من قبل الطالب واعادة تنسيقها وترتيب كتابتها مرة ثانية يكسبه مهارات في تلقى الأفكار والبناء المعرفي والفضاء الحر في التلقي فضلاً الصياغة وتحسين الخط، أما أن تختزل المحاضرة في الملازم فهذا يجعل من الحياة الدراسية في الجامعة نسخة متطورة من الحياة الدراسية في المتوسطة والإعدادية، وهذا تكريس للجمود العلمي ومنع القدرات الطلبة والاساتذة من التقدم في الحالة المعرفية وخاصة اننا نعيش حياة الانفتاح العلمي بفعل التقدم التكنلوجي والعلمي الذي جعل العالم قرية صغيرة، وما يحدث الان لا يعدوا كونه ترسيخ للانعزالية العلمية والابتعاد عن كسب الخبرات، وتخريج دفعات من الجامعة ترسخ الجمود العلمي وتمنع التطور والإبداع والحذف والإضافة والبديل والتصويب، وهو ما يمثل خطراً عظيماً على مستقبل الحياة الجامعية ويمثل عثرة كبيرة أمام التطوير والتحديث...


التحديث، الانعزال، الحياة الجامعية، الملزمة، الجمود


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع