د. عبدالناصر سعيد البركى


ازمة البطالة بين خريجي الجامعات فى العالم العربي

د. عبدالناصر سعيد البركي | Abd El-Nasser al Borki


27/05/2023 القراءات: 331  


ان النهضة التنموية فى اى مجتمع تقام على شبابها من حيث الاعداد و التأهيل المهنى و تجهيز الكودار المدربة و القادرة على صنع عجلة الانتاج..ان مراحل التعليم من الابتدائي الى الجامعى تستغرق عدة سنوات من اجل التعليم و التأهيل الجسمى و العقلى و صولا الى انتاج خامات من الخريجين فى مختلف التخصصات لتلبية حاجة المجتمع من هذه الطاقات البشرية و التى تساهم فى عجلة الانتاج و ان ازدياد اعداد الخريجين سنة بعد سنة فى الكليات التقليدية يشكل عبء كبير على صنعى القرار فى ايجاد فرث العمل لهم و ان معظم هذه التخصصات قد لا تجد عملا لها وتبقى معضلة كيفية ملائمة الجامعات مع متطلبات المجتمع فى اعداد كودار مهنية متدربة بعيدا عن الوظائف المكتبية و الواقع الحال يتجلى فى صعود ازمة مع الزمن حيث زيادة الاعداد فى تخصصات مشبعة وظيفيا جعل ذلك صدمة كبيرة ولذلك يجب التخطيط المسبق واستراتيجية مستقبلية فى وضع مخططات و تعاون بين ادارات الدولة فى عالج هذه الظاهرة والتى اصبحت ازمة كبيرة. ان الجامعات بجب ان تكون مخرجاتها مواكبة لسوق العمل و هذا يندرج تحت خطة واضحة من قبيل المسؤولين لرفع المعاناة على شريحة كبيرة من المجتمع و تدفع بهم نحو الانتاج و خدمة الوطن و يرجع جذور هذه المعضلة الى تاريخ تراكمى و فشل فى خطط التنمية و تحول المجتمع الى قطاع استهلاك و بيروقراطية الاجراءات الحكومية و ضعف القطاع الخاصى وان استثمار فى مجالات الطاقات البشرية مهم جدا لذلك يتوجب صرف و انفاقات الميزانيات فى مشاريع ايستعابية لهم فى قطاع العمل ..ان التخصصات المطلوبة للشغل يجب ان توفر لها الامكانيات و الارصدة المالية و البشرية من اجل تأهيل عدد كبير من الشباب نحو العمل بدلا من الاصطاف فى طوابير البطالة... لقد وضعت عدة استراتيجات فى بعض دول العربية خلال السبعينات و الثمانيات و لكن نجحت بنسبة بسيطة و تؤكد مصادر ان نسبة البطالة فى بعض الدول العربية بين قطاع خريجي الجامعات الى اكثر من81.6%و هذا الرقم مخيف من حيث تداعياته الاجتماعية و الاقتصادية و ضروري البحث عن بدائل الموجودة و تحقيق التنمية الشاملة وان الشراكة بين قطاع الخاص و المجتمع فى ايحاد فرص العمل ضرورية و ملحة ..قد يجد الكثيرون من خريجي الجامعات فرص عمل فى غير تخصصاتهم باجور زهيدة رغبة منهم فى العمل ولا تحقق احلامهم و تطلعات و هذا يؤكد زيادة معدل الهجرة غير شرعية الى وضع افضل ..ان الاهتمام بهذا الجانب ليس نظريا فقط بل وضع اجراءات طويلة المدى و خطط رصينة و انتهاح سياسة حكيمة و رشيدة فى ايجاد حلولا فعالة و ناجحة و مرضية لهم ..ان البحث على مجالات الاستثمار فى كافة الاصعدة سوف يؤدى الى ومضة تفاؤل لملايين من خريجي الجامعات و ان الدور المنوط بوزارة العمل يجب ان ينتج حلولا دائمة من فرص لكل جيلىو لا نجعلها تتراكم فى صناديق دون محتوى فعلى و علمى ناجح..ان الطاقات البشرية مهمة لنا فى التنمية و يعول عليها اهداف وطنية كبيرة وان تواجد قاعدة بياناتdata و توظيفها فى قطاعات العمل سوف يحقق نسبة نجاح ولو بسيطة..ان الاهتمام بقطاع الزراعة و الصناعة و المنتوجات البحرية و عالم الالكترونات سوف يساهم فى استعياب الالاف من خريجي كل عام....


ازمة البطالة - الجامعات- فرص العمل


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع