(يا أنتَ_يا إياكَ)الاستغناء بالضمير عن الاسم في النداء
سعد رفعت سرحت | Saad Rafaat sarhat
07/02/2025 القراءات: 57
كثر هذا الاستعمال في الشعر الحديث والمعاصر،والكلام حول أصالته وعدم أصالته جارٍ،ووجدت من يدخله في المحظور، على أنّه أسلوب حداثيّ دخيل غير أصيل.
والحقّ أنّ الضميرُ يقع منادى، وللعرب في استعماله خياران:إمّا مراعاة اللفظ أو مراعاة المحل،يقول الرضي_رحمة الله عليه_:((وجاز "يا أنتَ"نظرًا إلى المظهر...وجاز "يا إيَّاك" نظرًا إلى كونه مفعولًا))وتوضيح ذلك:
#أنهم يراعون اللفظ(=المظهر)في المنادى المفرد العلم، يقولون :(يا أنتَ).
# أنهم يراعون المحل،فيقولون:(يا إيّاك).
المراد بمراعاة اللفظ أن المنادى المفرد مبني على الضمّ:(يا زيدُ).ونعني بمراعاة المحل أنّه مبني على الضم في محل نصب على تقدير(أناديكَ) فموقع زيد هنا كاف المخاطب!.
إذن ما إعراب (يا أنتَ)و(يا إيّاكَ)؟.
يُعرب الضمير هنا على غرار اعراب اسم الإشارة عند وقوعه منادى،أي انشغال المحل بحركة بنائه الأصلية،وعلى هذا النحو:
يا:حرف نداء.
أنتَ:ضمير رفع منفصل منادى روعي فيه اللفظ مبني على الفتح لانشغال المحل بحركة البناء الأصلية قبل النداء (الفتح)في محل نصب مفعول به.
إياكَ:ضمير نصب منفصل منادى_روعي فيه المحل_في محل نصب مفعول به .
ومثل ذلك قول السياب:(يا أنتما مصباح روحي أنتما)●في رائعته،فيا:حرف نداء. و(أنتما) :ضمير رفع منفصل منادى(روعي فيه اللفظ) مبني على السكون لانشغال المحل بحركة البناء الأصلية في محل نصب مفعول به.
على أنّ ابن الحاجب_رحمه الله_ بعد أن يحكم على هذا الاستعمال بالشذوذ،يؤول(يا أنتَ)ب(يا هذا أنت) ويؤول(يا إياك)ب(يا هذا إياك أعني).
أتدري يا صديقي أنّ علة بناء المفرد المعرفة نحو(يا خلفُ) هي أنّها تشبه كاف الخطاب(أناديكَ)،وبما أن كان الخطاب هنا مبنية بُني المنادى بناءً عارضًا.بل من العلماء من يذهب إلى أنّ(يا إيَّاك_يا أنت)هما أصل(يا زيدٌ)،ذلك أنّ المنادى بالضرورة مخاطبٌ،وبما أنه مخاطب لزم الاستغناء عن اسمه بكنيته(يا إياك)وقد ينوب ضمير الرفع(أنت)عن ضمير النصب(إياك)على غرار نيابته في قولهم(رأيتكَ أنتَ)إذ المعنى:(رأيتك إياك).
من هنا،فليس ببعيد أن يكون المتكلم يؤثر الضمير على الاسم في النداء ليعود بالنداء إلى أصله.
دع ذا،وسلْ نفسك:متى يستغنون عن الاسم بالضمير عند النداء؟.
يستغنون عن الاسم في سياقات كثيرة تنتظر الرصد،فمثلا تجدهم يستغنون عن الاسم وهم يكررون النداء،كأن لم يلتفت المنادى،أو لم يدرِ أنه المقصود بالنداء:(يا ولد...أنت).
وقد يستغني المتكلم عنه بالضمير حين يجهله،ولو كان ذلك ادّعاءً في سياقات الاستعلاء والاستهانة،وفي المقابل قد يستغني عنه في سياقات التحبب والمناجاة والإشعار بالقرب، وعلى هذا قول السياب الذي كثير الحديث فيه وعنه.
______________________
●بيد أنّ قول الساب يُقرأ على غير وجه:
١_يا أنتما،مصباحُ روحي أنتما
٢_يا أنتما مصباحُ روحي أنتما
٣_يا أنتما مصباحَ روحي أنتما
ففي(١)يكون (يا أنتما)نداءً،وما بعده استئناف بمبتدأ وخبر.
وفي(٢)يكون (يا)تنبيها أو تحسّرًا،و(أنتما)مبتدأ و(مصباح روحي)خبره،و(أنتما) توكيد للمبتدأ.
وفي(٣)يكون(مصباحَ روحي)منادى مضافًا،أو منصوبًا على الاختصاص،و(أنتما)توكيد للمنادى.
إعراب يا أنت_يا إياك_يا أنتما_وقوع المنادى ضميرًأ
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع