مدونة سيف بن سعيد العزري


طوفان الأقصى، مواقف وعبر، (12) عاقبة قتل الأطفال

سيف بن سعيد العزري | SAIF BIN SAID ALAZRI


07/11/2023 القراءات: 423  


يُروى أنّ فرعون رأى في منامه ناراً أقبلت من بيت المقدس حتى اشتملت على بيوت مصر، فأحرقت القبط، وتركت بني إسرائيل، وأحرقت بيوت مصر، فدعا السحرة والكهنة والقافة، فسألهم عن رؤياه، فقالوا له: يخرج من هذا البلد الذي جاء منه بنو إسرائيل - يعنون بيت المقدس - رجل يكون على وجهه هلاك مصر، فأمر ببني إسرائيل أنْ لا يولد لهم غلام إلا ذبحوه، ولا تولد لهم جارية إلا تركت، فكان لذلك يقتّلُ الذكورَ من الأطفال، وهكذا قدّر الله تعالى أنْ يكون ما يخافُ منه يتربّى في بيتِه بناءً على طلب زوجته بأنْ لا يَقتُلَ موسى، حينَ وجدوه ملقىً في اليمّ. وكذلك كان قرار فرعون وهامان وقارون عندما جاءهم موسى - عليه السلام - بالحق أن {اقْتُلُوا أَبْنَاء الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءهُمْ} [سورة غافر (40): الآية (25)]، وذلك حتى لا يبقى منهم طفل يحملُ الرسالة التي جاء بها موسى. فقتل الأطفال هو ديدنُ كلّ مستكبرٍ في الأرض يخشى على ملكِه أنْ يزول وعلى عرشه أنْ يأفُل إذا كان مصدرُ خشيتِه هم البشرَ؛ إذ يريدُ أنْ يومّنَ لنفسِه المستقبل بأن لا يكبر هؤلاء الأطفال ويكونوا رجالاً يحملون لواء مواجهةِ قوى الظلم والاستكبار، {وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَل} [سورة غافر (40): الآية (25)]. والتأريخ يعيد نفسه، فهذا ما يحصُل في غزّة اليوم، وإلا فما ذنبُ أكثر من أربعة آلاف طفلٍ من غير المفقودين؟!، وهذا ما يرِد على لسانِ إعلام الاحتلال حين ينظرون إلى أطفال غزّة أنّهم مشاريع إرهابٍ، {سَاء مَا يَحْكُمُون} [سورة العنكبوت (29): الآية (4)] ولكنْ قد بيّن الله لنا عاقبة الظلم والطغيان حينَ أغرق فرعون وجنودَه، ونجّاه ببدنه بعد موتِه ليكون لمـَن خلفَه آية {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُون} [سورة يونس (10): الآية (92)]، فما يسلك هذا المسلك قوم أو دولة إلا سيكونُ الإهلاك والسحق مصيرَهم. فما بلغه الكيان الصهيوني من الظلم والعدوان لا يعقبُه - بإذن الله - إلا دمارُ كيانِه وتهاوي أركانِه، فتلك الصرخات المدوّية بقولِ "ياااااا الله" التي تخرج من أفواه الكبار والصغار المكلومينَ في أقاربِهم من الأطفال خاصّةً لن تذهبَ هباءً، كيف؟ وقد وعد الله تعالى بنصر الداعي المظلوم "وعزتي وجلالي لأنصرنّك ولو بعدَ حينٍ".وإنْ غداً لناظرِه قريبُ. سيف بن سعيد العزري صبيحة الأربعاء 24 ربيع الآخر 1445هـ، الموافق له 8 نوفمبر 2-23م.


طوفان الأقصى، إرباك العدو، القسام، المقاومة، فلسطين، القدس


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع