مدونة عبدالحكيم الأنيس


ظواهر في نقل السيوطي عن ابن حجر العسقلاني

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


28/12/2023 القراءات: 648  


هذا مطلبٌ من مطالب بحثي: (مصدريةُ مؤلفات الحافظ ابن حجر عند العلماء: السيوطي أنموذجًا).
***
-كان السيوطي يَستحضرُ "فتح الباري"، ومما يدلُّ على اهتمامه به قولُه في «نظم العقيان في أعيان الأعيان» : «‌شهدَ ‌له بالانفراد خصوصًا في "شرح البخاري" كلُّ مسلم، وقضى له كلُّ حاكمٍ بأنه المعلِّم».
وقوله : «ومِنْ تصانيفه: "فتح الباري شرح البخاري"، ومقدمته تُسمّى "هدى الساري"، وشرحٌ آخر أكبر منه، وآخرُ ملخص منه لم يتمّا، وقد رأيتُ مِنْ هذا الملخص ثلاث مجلدات مِنْ أوله».
***
-قد يُصرِّحُ أنه يَنقل مِنْ (خطِّه)، كما في نقولهِ عنه في "الإتقان"، و"تدريب الراوي"، و"الدُّرر المنتثرة"، و"معترك الأقران في مشترك القرآن".
قال في «تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي» : «وسأل شيخُ الإسلام أبو الفضل ‌بنُ ‌حجر شيخَهُ الحافظ أبا الفضل العراقي عن أربعةٍ تعاصروا أيهم أحفظ؟ مغلطاي، وابن كثير، وابن رافع، والحسيني، فأجاب -ومِنْ خطِّه نقلتُ-».
***
-هناك نقولٌ شفويةٌ بالواسطة، كما في "طبقات الحفاظ"، و"نواهد الأبكار"، و"البارق"، و"الفارق بين المصنِّف والسارق"، و"مناهل الصفا" .
***
-يَنقل مِنْ حواشيه على الكتب:
قال في ترجمة نصر بن صدقة في "بغية الوعاة" : "استدرَكَهُ الحافظُ ابنُ حجر على المقريزي في المُقفّى".
وقال في "البحر الذي زخر" : "قال الحافظُ جمالُ الدين المزي -فيما نقله عنه الحسيني في "تذكرته"-: "كلُّ ما انفرد به ابنُ ماجه ضعيف"، قال الحافظ ابنُ حجر فيما كتبه بخطه على ‌حاشية ‌الكتاب...".
وقال في «التطريف في التصحيف» : «حديث: هَدايا الأمراء سحتٌ. وَوَقع بِخَط الحافِظ السِّلَفِي في نُسْخَة أبي أيوب التَّمِيمِي: هَدايا الأمراء تُسْتَحب. وكتب الحافِظ ‌ابن ‌حجر في الحاشِية: هذا تصحيفٌ شنيعٌ، والصَّواب: سحت بسين مَضْمُومة ثمَّ حاء مُهْملَة ساكِنة ثمَّ تاء مثناة».
***
-قد يبينُ ما رآه مِنْ مُبيضة أو مُسودة، قال في "البحر الذي زخر": "قال الحافظُ ابنُ حجر في "الإفصاح" : "وفي الاتفاق نظرٌ لما تقفُ عليه مِن كلام شيخنا. ولم نقفْ بعدُ على ما وعدَ به لانتهاء ما رأيناه مِنْ مُبيضة هذه النُّكت إلى أثناء هذه المسألة، ولم نقفْ على ‌المُسَوّدة".
***
-مِنْ تأثر السيوطي بابن حجر متابعتُه له في اهتماماته، ويظهر هذا جليًّا بإلقاء نظرة على قائمتي مؤلفات الشيخين، ومِنْ ذلك أنه تابعَه في بعض العناوين:
فللحافظ: "الجامع الكبير من سنن البشير النذير"، و"الإتقان في جمع أحاديث فضائل القرآن"، وللسيوطي: "الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير"، و"الإتقان في علوم القرآن".
وهذه مؤلفات ابن حجر التي ألفَ السيوطي في موضوعاتها، وفي مقابل كل كتابٍ كتابُ السيوطي في ذلك الموضوع بين هلالين:
الإحكام لبيان ما في القرآن من الإبهام. (مفحمات الأقران في مبهمات القرآن).
إقامة الدلائل على معرفة الأوائل. (الوسائل إلى معرفة الأوائل).
الأمالي الحديثية المطلقة . (الأمالي المطلقة).
إنباء الغُمر بأبناء العُمر. (تاريخ العصر).
الأنوار في معرفة خصائص المختار. (الخصائص والمعجزات).
التعليق على المُستدرك. (توضيح المدرك في تصحيح المُستدرك).
التعليق على الموضوعات. (اللآلئ المصنوعة في الأخبار الموضوعة).
شرح الروضة. (الأزهار الغَضة في حواشي الروضة).
طرق حديث صلاة التسبيح. (التصحيح لصلاة التسبيح).
طرق حديث مَنْ كذب عليَّ متعمدًا. (المنتخب في طرقِ حديثِ: مَنْ كذب).
قوة الحيل في الكلام على الخيل. (جرُّ الذيل في علمِ الخيل).
معرفة الخصال الموصلة إلى الظلال. (تمهيد الفرش في الخصال الموجبة لظلال العرش).
وهناك غيرها.
***
- استدركَ على ابن حجر في عدد من المواضع ، ومن ذلك:
1-في الخصال المُوجبة لظلِّ العرش (انظر التمهيد، والبزوغ)،
2-والمُعرَّب في القرآن (انظر الإتقان).
3-وقال في «الحاوي للفتاوي» عن حديث: «وقد رأيتُ له طريقًا آخر مِن حديث علي، وقد فاتَ الحافظين: العراقي، وابن حجر».
4-وقال في "تدريب الراوي": "إنَّ شيخ الإسلام ألَّفَ: "القول المسدَّد في الذبِّ عن المسند"، أورد فيه أربعة وعشرين حديثًا في المسند، وهي في "الموضوعات"، وانتقدَها حديثًا حديثًا، ومنها حديث في "صحيح مسلم"، وهو ما رواه من طريق أبي عامر العقدي، عن أفلح بن سعيد، عن عبدالله بن رافع، عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إنْ طالت بك مدةٌ أوشك أن ترى قومًا يغدون في سخط الله، ويروحون في لعنته، في أيديهم مثل أذناب البقر»، قال شيخُ الإسلام: لم أقفْ في "الموضوعات" على شيءٍ حكم عليه وهو في أحد الصحيحين غير هذا الحديث، وإنها لغفلةٌ شديدةٌ. ثم تكلَّم عليه وعلى شواهده.
وذيّلتُ على هذا الكتاب بذيلٍ في الأحاديث التي بقيتْ في الموضوعات، من "المسند"، وهي أربعة عشر مع الكلام عليها".
5- وقال في موضعٍ في «التوشيح شرح الجامع الصحيح» : «‌وعجبتُ ‌للحافظ مع ذكره هذه الزيادة كيف لم يُوجهْ بها الترجمة مع تقديره مرات أنَّ البخاري يشير في التراجم إلى ما في بعض طرق الحديث وإنْ لم يكن على شرطه».
6- وقال في موضعٍ في «مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود» : «‌وعجبتُ ‌للحافظ ابن حجر كيف لم يورد كلامَه [كلام الرافعي] في شرحه على البخاري، واقتصرَ على حكاية القولين الأوّلين».
7-وهناك تعقبٌ في "شرح شواهد المغني"، و"لقط المَرجان في أحكام الجان".
***


السيوطي. ابن حجر. المكتبة الإسلامية.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع