العولمة و الاصالة و تحديات الواقع
د. عبدالناصر سعيد البركي | Abd El-Nasser al Borki
23/10/2023 القراءات: 434
ظهر مفهوم العولمة فى هذا العصر و الذى اضحى فيه العالم قرية كونية صغيرة بفضل تطور تكنولوجية الاتصالات و ثورة المعلومات المتدفقة عبر الشبكة و التواصل المباشر و غير المباشر اضافة الى زيادة سرعة التطور فى مجالات الاقمار الصناعية و ان مواكبة الاحداث عبر اجهزة قنوات الفضائية قصرت المسافات و خطت فوق الحدود و الحواجز و عبرت المحيطات من شرق الارض الى مغربها دون حدود جغرافية و لا ارسالات ارضية و موجات تقوية الارسال وانما شكلت منظومة واحدة على اصقاع الارض..ان ثورة الاتصالات غيرت مفهوم التوجه و التدراك لدى الشعوب و اصبحت الثقافة الوافدة ترسو فى موانئ الوطنية فى مواجهة مستديمة مع الواقع وان الحواجز الوطنية وافقت عاجزة عن التصدى لها وان العولمة صبغت الوجه الجديد للعالم المدنى تحت منظومة اممية ترسو فيها افكار الاخرين ...وان التمسك بالاصالة فى بعض الامم ضرورة حتمية لمواجهة الاخطار و خاصة العقائدية و ان تلقيح الذاتى لمكافحة و صد هذه الموجه يتوجب تدابير و اجراءات و ثقافة موحدة فى ظل غياب عناصر الممانعة و تقوقع عبر جدران الماضى ..ان ثورة الاتصالات و التطبيقات البرمجية فى الانترنت تشكل قوة اضافية للعولمة و تأثيراتها على ثقافة الامم و رغم سلبياتها الا ان شكلت بوتقة موحدة فى العالم و وجود افكار او اراء مناهضة لها من حيث تأثيراتها على ذوبان الثقافة المحلية فيها و لبس ثقافة جديدة بثوب غربي معاصر و اطرواحات مناضهة للعديد من الامم . ونحن فى العالم الاسلامى جزء من هذا التأثير سلبا او ايجابى و عوامل الاصالة عندنا فى محك امام تتدفق الافكار الغريبة و غير متماشية مع تراثنا و اصالتنا والتى تنبثق من عقائدنا الاسلامية السمحة و ان المبادئ تنص على وجوب النهى عن الكثير من سلوكيات الغير متوافقة مع شرعنا و ديننا الحنيف ..ان ثقافة الانسان و تنمية البشرية فى مجال رقي الفكر تلعب دورا مهما فى قوة المكافحة و التصدى لكل فكر هدام لا يتوافق مع منهاج الاسلامى . ان زيادة الوعى و الادراك بضرورة رقي الفرد و دور المؤسسات التعليمية و الانظمة المجتمع المدنى التى تعمل جاهدا على صون افكارنا و الحفاظ عليها من التزييف و مسح الاصالة و بناء حضارة فكرية غربية لا تؤمن بقييم الاسلام ..ان العولمة و اذ ظهر منها ايجابيات الا ان تشكل خطورة على الشعوب من حيث مزج ثقافتها و الهيمنة عليها من القوى الاقتصادية الكبري و صاحبة مشاريع التوسع و الاستعمار و السيطرة على مقدرات الشعوب من اجل فرض استراتيجياتها دون مراعاة حقوق اهلها .
العولمة - النظام الكونى - صراعات الواقع
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع