مدونة ياسر جابر الجمال


إيقاع القافية ودلالته الشعرية

ياسر جابر الجمال | Yasser gaber elgammal


28/01/2024 القراءات: 423  


القوافي الشعرية متنوّعة ومتعددة، منها قوافٍ يألفها الشعراء جميعًا لسهولتها، وعذوبة جرسِها، وتوفّر المواد اللغوية والصيغ الاشتقاقية لها، وتُسمّى القوافي الذّلل، وقوافٍ أخرى لا يقدر عليها إلا المتمكّن البارع، والحاذق المقتدر؛ وذلك لقلّة موادّها اللغوية، ولغرابة كثير من ألفاظها، ولخشونة جرسها، وتُسمّى القوافي الحوش أو النُّفر، إلا أن تمكّن الشاعر من أداته، وهي اللغة، يجعله - في بعض الأحيان - قادرًا على أن يجعل القافية الصعبة المستبعدة متمكّنةً في مكانها، مرتبطةً بكل بيتٍ ارتباطًا وثيقًا، منسجمة مع المعاني، وتمكُّنُ القافية، وارتباطُ لفظها، وانسجام معناها هو المعوّل عليه في حُسن كل قافية
و تمثل القافية ركيزة أساسية في الإيقاع الشعري، كما تعد" تاج الإيقاع الشعري، وهي لا تقف من لإيقاع موقف الحلية بل هي جزء لا ينفصم منه؛ إذ تمثل قضاياها جزءاً من بنية الوزن كامل تفسر من خلاله وتفسره، فهما وجهان لعملة واحدة ( ).
وقد عرفها الخليل بأنها "آخر ساكنين في البيت مع ما بينهما من الحروف المتحركة المتحرك الذي قبل الساكن الأول منهما ( ).
كما يعرفها إبراهيم أنيس بقوله: "عدة أصوات تتكون في أواخر الأشطر الأبيات من القصيدة، وتكرارها هذا يكون جزءاً هاماً من الموسيقى الشعرية، فهي بمثابة الفواصل الموسيقية التي يتوقع السامع ترددها"( ).
إلا أننا نرى الآراء الأخرى في فهمها للقافية، "على أنهـا عـائـق أمـام جيشـان عواطـف الشاعر، وانطلاقاته النفسية، نظروا إليها على أنها مجموعة من الحروف بنيت على شاكلة معينة، تبع قول الخليل، أو غيره، مما يفسر لنا منطق علم العروض الذي يتسم بتتابع الحركات والسكنات، دون توظيـف هـذا الوزن العروضي في إبـداع النص ورسالته، ويبدو أن تعريفه – الخليل- لها بأنها الساكنان الأخيران مع حركة ما قبل الساكن لأول، هو الذي أنتج هذه المصطلحات والتعريفات التي أفرزت حـول "علـم الـقـافـيـة دون النظر إلى كونها صوتا ذو دلالة على مستويات النص المختلفة ( ).
ويتحدّد معنى القافية من التناغم الموسيقى لحرف الرويّ واتفاقه مع أحاسيس الشاعر وهي إشراك بيتي أو أكثر في الحرف الأخير و مبحث علم القافية ضروري وحركته فائدتها ضبط الإيقاع حيت نعرف النسق الذي رسم للشعر والانفعال الذي يتلاءم بين القافية و موضوع القصيدة( ).
وقد نظر نقاد الشعر العربي قديماً وحديثاً إلى فاعلية القافية نظرة متبصّر واعٍ، "فالصفة الاختتامية التي تتميز بها لا يمكن لها أن تقف عند حدود دور الضابط الموسيقي المجرد، إذ لابد لها أن تشترك وبشكل فاعل في التشكل الدلالي كي تسمو القصيدة فنياً في تماسكها النصيّ. وإن وقع القافية في نفسية المتلقي يرتبط مباشرة بحظها من المباغتة أو عدم التوقع، وهذا يعني أنها ذات طابع دلالي أكثر مما هي ذات طابع نطقي أو صوتي"( ).


إيقاع ..القافية .....دلالته الشعرية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع