أخطاء المحققين في تراجم الأعلام (3)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
13/12/2022 القراءات: 703
11. تفسير الطبري (ت: 310).
قال أحمد شاكر في تخريجه عن راو هو "إسحاق بن شاهين الواسطي" (6/494): "إسحاق بن شاهين الواسطي، روى عنه أبو جعفر في مواضع من تاريخه، ولم أجد له ترجمة".
قلتُ: إسحاق بن شاهين من رجال البخاري، وهو مترجم في "تهذيب التهذيب" (3/228).
12. تهذيب الأسرار للخركوشي (ت: 407)، تحقيق: بسام محمد بارود، دار البارودي، بيروت، ط1 (1419-1998). وكذلك الطبعة الصادرة عن الساحة الخزرجية، ط1(1429-2008)، (ص: 626).
جاء فيه ص (411). "كان لإبراهيم الهروي جاه عظيم بهراة، قال إبراهيم: حججتُ حجات على التوكل أدعو الله فيها وأقول: اللهم اقطعْ رزقي عن أموال أهل هراة، وزهدهم فيَّ. قال: فكنتُ بعد ذلك أجوع الأيام فأمر بالسوق فيقولون: هذا الفاعل ينفق في كل ليلة كذا وكذا درهمًا". وترجم له المحقق فقال: "إبراهيم بن عبدالله بن حاتم أبو إسحاق الهروي، أصله من هراة، سكن بغداد، قال عنه إبراهيم الحربي: كان إبراهيم الهروي حافظًا متقنًا تقيًّا ما كان ههنا أحد مثله يديم الصيام إلى أن يأتيه أحد يدعوه إلى طعامه فيفطر. مات في رمضان بسر من رأى سنة 244. تاريخ بغداد 6/120".
قلتُ: هذه ليست ترجمة المذكور، وسبب الوهم الاشتراك في الاسم، والمقصود إبراهيم الهروي الصوفي المعروف باستنبه، لا ذاك المحدث، وترجمته في "التدوين في أخبار قزوين" للرافعي (2/132-133) وقد ختم الترجمة بقوله: "وورد إبراهيم قزوين وبها كانت وفاته، وقبره يزار ...". وقد مرَّ ذكرُه في "تهذيب الأسرار" (ص: 186) باسم: "إبراهيم بن استنبه".
13. توشيح الأسفار في مديح الأسفار للمُرادي (ت: 1206)، تحقيق: د. عمر حمدان الكبيسي، [ضمن مجلة كلية العلوم الإسلامية والعربية، العدد (23)، ربيع الآخر، سنة 1423]:
جاء ص (122): "قال الثعلبي: مِنْ فضائل السَّفر أنَّ صاحبَه يَرى مِنْ عجائب الأقطار، وبدائع الأمصار، ومحاسن الآثار، ما يزيده علمًا بقدرة الله تعالى، ويدعوه إلى شكر نعمته». وترجم الدكتور المحققُ للثعلبي هذا على أنه المفسِّر أحمد بن محمد. والصوابُ أن الثعلبي هذا هو الثعالبي الأديب، وقولُه هذا في كتابه "التمثيل والمحاضرة" (ص399)، ونقله الشريشي في "شرح المقامات" (1/341). تنبيه: نَسبَ الثعالبي القولَ المتقدمَ في كتابه "اللطائف والظرائف" (ص225) إلى "أحد الحكماء".
14. الجواهر المضية بشرح العزية للشيخ عبدالسميع الآبي الأزهري (المالكي) (كان حيًّا سنة 1332)، طبع سنة (1421)، (ولم يذكر المحقق).
جاء فيه (ص: 22): "... خلافًا لابن شعبان". فقال المحققُ: "عبدالقادر بن علي بن شعبان القاهري الزيات الشافعي يعرف بابن شعبان... توفي سنة 892..."!
وجاء (ص: 159): "وصحَّحه ابن عبدالسلام". فقال المحقق: " لعله أبو القاسم عبدالعزيز بن عبدالسلام... سلطان العلماء..."! وهذآن خطآن مكشوفان.
15. الخصال الموجبة للظلال للسخاوي (ت: 902)، تحقيق: عامر حسن بن سهيل حسن عبدالغفار، جمعية دار البر، دبي، ط1(1432-2011).
جاء فيه (ص: 308): "قال ابن كمال الدين الأسيوطي ممن تردَّد إليَّ وقتًا: وزد مع ضعف من يضيف وعزيه [كذا والصواب: وعزبة]...". وقال المحققُ: "لعله علي بن محمد بن أبي بكر، أبو النجاد الأسيوطي، ممن سمع من السخاوي بالقاهرة. الضوء اللامع 5/297". والصواب أن المقصود جلال الدين عبدالرحمن بن كمال الدين السيوطي العلم المعروف. وهذه الأبيات عزاها السيوطي لنفسه في كتابه "تمهيد الفرش في الخصال الموجبة لظل العرش"، و"تنوير الحوالك" (2/236).
16. دفع الكبَد عمَّنْ مات له ولد لأبي الحسن محمد البكري الصدِّيقي الشافعي المولود سنة (899)، والمتوفى سنة (952)، طُبع مِنْ قريب، (صدر عن دار الكتب العلمية ببيروت سنة (1440-2019م)، ومعه: "الفضائل الواردات لمَن صبر على البنات" للبكري أيضًا، بتحقيق: د. حسن السيِّد خليل (من علماء الأزهر) كما كُتب على الغلاف).
تحرَّف (أبو برزة) إلى (أبي هريرة) في موضعٍ ففات المحققَ ترجمته. (الحديث الثاني عشر ص (36)].
وأنبِّهُ هنا إلى أنَّ الحديث السادس والعشرين أخرجه (الباوَرْدي)، -أي في كتابه "معرفة الصحابة"-، وهو أبو منصور محمد بن سعد الباوَرْدي نسبة إلى باورد -ويقال: أبيورد- بُليدة بخراسان بين سرخس ونسا، كما في "الرسالة المستطرفة" (ص 128)، ولا تُعرف له ترجمة! ولكنه جاء في المطبوع محرَّفًا إلى (الماوردي)، وترجم المحققُ الفاضلُ هنا للإمام علي بن محمد الماوردي البصري المتوفى سنة (450). وهذا خطأ بُنيَ على خطأ. وقال عن الحديث: "لم أجده في كتب الماوردي". ومن الطبيعي أن لا يجده في كتبه، إذ الحديث في كتاب "معرفة الصحابة" للباوَرْدي.
وكذلك فإنَّ الحديثَ الثاني والثلاثين رواه الصحابي عبدالرحمن بن بشير (الأنصاري)، فترجم له المحققُ على أنَّه عبدالرحمن بن بشير الشيباني الدمشقي الذي ترجم له الذهبي فيمن تُوفوا سنة (181-190)، وهذا وثَّقه دُحيم، وقال أبو حاتم: منكر الحديث.
17. الرحلة الحجازية لأبي عبدالله محمد بن أحمد الحضيكي السوسي (ت: 1189)، تحقيق: د. عبدالعالي لمدبر، دار ابن حزم، بيروت، ط1(1432-2011).
جاء (ص: 186): "قال الشيخ عبدالعزيز الدفريني في منظومته: مشايخًا صحبتُهم زمانا...". وقال المحقق: "لم أقفْ على ترجمته فيما بين يدي من المصادر".
قلتُ: تحرفت النسبة فأدّى هذا إلى عدم وقوف المحقق على ترجمته، والصواب: عبدالعزيز الديريني، وهو إمام علم معروف، وترجمته وأخباره في مصادر كثيرة.
وذُكر (ص: 186): "الإمام ابن القاسم، والإمام أشهب، والإمام أصبغ". وعرف المحقق بهم وأصاب في أشهب، وأصبغ، أما ابن القاسم فنزل كثيرًا فقال: "محمد بن قاسم بن محمد الغزي، فقيه شافعي، تولى أعمالًا بالأزهر، له مؤلفات منها: فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب. توفي سنة 318 [كذا والصواب: 918]. ترجمته في الضوء اللامع 8/286، معجم المطبوعات 1416، الأعلام 7/3". وهذا خطأ، والصواب أن المقصود عبدالرحمن بن القاسم المالكي (ت: 191).
أخطاء المحققين. تراجم الأعلام
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة