مدونة عبدالحكيم الأنيس


مغربيات (6)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


21/07/2024 القراءات: 12  


-رثاء الفقيه الأستاذ محمد بنبين:
توفي الأستاذ الفقيه محمد بنبين في مدينة الرباط في العشر الأواخر من رمضان سنة (1429) = (2008م) فقلتُ هذه القصيدة أرثيه، وألقيتُها في حفل التأبين الكبير الذي أقيم للفقيد رحمه الله تعالى:
فضيلة الأستاذ أحمد شوقي بنبين
فضيلة الأستاذ محمد نجيب بنبين
وآل الفقيد:
عظَّم اللهُ أجرَكم في المُصابِ ... بفقيدِ العلومِ والآدابِ
الفقيهِ الأديبِ بنبين مَنْ قدْ ... كان بدرًا لكنْ بغيرِ نقابِ
عاشَ في الناسِ نزهةً وجَمالًا ... وهْوَ زينُ الرجالِ تحتَ الترابِ
فسقى اللهُ قبرَه غيثَ جودٍ ... وحباهُ الثوابَ بعدَ الثوابِ
ولعمري مَنْ كانَ أحمدُ شوقي ... إبنَهُ لم يمتْ لدى الأصحابِ
سوف يَبقى ذِكْرًا حميدًا، وأُنسًا ... يَتوالى، وسيرةً في كتابِ
عرَف الناسُ فضلَه فهْوَ فيهمْ ... مرجعُ الشعر والحكايا العِذابِ
(أصمعيَ) الزمانِ كانَ وكانتْ ... حلباتُ الحديثِ محضَ اللُّبابِ
وشَهِدْنا فيه (الأغاني) عيانًا ... وشَهِدْنا الرُّواةَ دون كِذابِ
لستُ أنسى ليلًا بهيجًا تقضّى ... في رحابٍ جلّتْ بهِ في الرحابِ
إذ رأينا (منازلَ الأحبابِ) ... وسمعنا (منازهَ الألبابِ)
وعجبنا لما نَرى مِنْ عُجاب ... وسكرنا وما بنا مِنْ شرابِ
وقضى اللهُ أنْ يموتَ بعشرٍ ... آية ً في دعائهِ المُستجاب
أيها الراحلُ الكريمُ وداعًا ... فلقدْ كنتَ مجمعَ الأطيابِ
ما تخيلتُ أنْ تمرَّ وتمضي ... إنما العمرُ قبضةٌ مِنْ سرابِ
فسلامٌ عليكَ يومَ قدومٍ ... وسلامٌ عليكَ يومَ إيابِ
يا (عيونَ الأخبار) دونَ غشاءٍ ... يا (ربيعَ الأبرار) دونَ ضبابِ
لو رآك (اليوسيُّ) كنتَ انتخابًا ... في (حواراته) بغير انتخابِ
يا جليسَ الملوك لذَّ وأبشرْ ... أنتَ ضيفُ المهيمنِ الوهّابِ
عبدالحكيم الأنيس
الرباط: الأحد: 28 / رمضان / 1429 = (28/ 9/ 2008م).
***
-تاريخ رحيل العلامة الفقيه المفسر الجامع الحجة الثبت السيد الشيخ محمد بن حماد المغربي الصقلي تغمده الله تعالى برحمته، للشاعر الأديب السيد عبدالستار درويش الحسني البغدادي:
قد قضى نحبَه فقيهٌ أديبٌ ... ومِفنٌّ جمُّ المواهب نيقدْ
مَنْ حوى المجد تالدًا وطريفًا ... وإلى مهيع الفضيلة أرشدْ
نجل حماد الذي جلَّ قدرًا ... وبه منهجُ الصلاح تجسّدْ
وارتوى من (موطإ) بفراتٍ ... (مالكٌ) شادَ ما حواه ووطدْ
فهو (سحنون) عصرنا باجتهادٍ ... وبشرحٍ لكل متنٍ معقدْ
حيث قد (دوَّنَ) الفوائد حتى ... أصبحتْ -في الدُّنا- سبائكَ عسجدْ
عن بُنيّات كل جائرِ منحى ... قد تجافى وأمَّ أقومَ مقصدْ
معرضًا عن بريقِ كلِّ حطامٍ ... زائلٍ، في مسيرة الدهر ينفدْ
راعنا خطبُهُ فكلُّ محبٍّ ... بات مِنْ همِّه بـ (ليلة أنقدْ)
يتجافى عن المضاجع حُزنًا ... لغياب الشيخ الشريف المسدّدْ
ذاك زاكي النِّجار صنو المعالي ... مَنْ بتعظيمهِ المآثرُ تشهدْ
قد فقدنا به نقيًّا منيبًا ... مُخبتًا، زاهدًا، مباركَ مشهدْ
فانعَهُ يا فمَ الزمان بشجوٍ ... نادبًا ذلك الفقيد، بلا عدْ
وإذا رمتَ أنْ توثق فينا ... رزءَ ندبٍ قريعِ فضلٍ وسؤددْ
قل، وفي منتهى اللواعج أرِّخْ ... (غاب عنا حلفُ السداد محمدْ)
............................(3) ........ (1003) (121) (118) (100) (92) = سنة (1437).
تنبيه: في عبارة: (وفي منتهى اللواعج) تورية بإضافة (الجيم) وقيمتها (3) إلى مادة تاريخ.
***


المغرب. الأعلام. التراث.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع