النظر والتجريد لأصناف الدلالات❤️🪴
د. أسماء صالح العامر | Asma saleh Al amer
15/02/2024 القراءات: 437
النظر والتجريد لأصناف الدلالات:
قال الحسن بن سفيان: حدثنا أبو ثور، قال: سَمِعْتُ الشّافعيّ، وكان من معادن الفقه، ونقاد المعاني، وجهابذة الألفاظ يَقُولُ:
"حكم المعاني خلاف حكم الألفاظ؛ لأن المعاني مبسوطة إلى غير غاية، وأسماء المعاني معدودة محدودة، وجميع أصناف الدِّلالات عَلَى المعاني، لفظًا وغير لفظ، خمسة أشياء:
- أوّلها اللّفظ،
- ثمّ الإشارة،
- ثمّ العقد،
- ثمّ الخط،
- ثمّ الّذي يسمى النصبة؛
والنصبة في الحال الدلالة الّتي تقوم مقام تِلْكَ الأصناف، ولا تقصر عن تِلْكَ الدلالات؛
ولكل واحد من هذه الخمسة صورة بائنة من صورة صاحبتها، وحلية مخالفة لحلية أختها، وهي الّتي تكشف لك عَنْ أعيان المعاني في الجملة، وعن خفائها عَنِ التفسير، وعن أجناسها وأفرادها، وعن خاصها وعامها، وعن طباعها في السار والضار، وعما يكون بهوًا بهرجًا وساقطًا مدحرجًا".
تاريخ الإسلام ت بشار (5/ 160).
===
من دلائل عمق وتدقيق الإمام الشافعي رحمه الله، ومهارته في التجريد والنظر، وهذه الأصناف هي التي أخذها الجاحظ في صدر كتابه وشرحها شرحا حسنا بليغا بالأمثلة والشواهد من كلام العرب..
ومثل هذه العقول تبدع المعرفة، بعد الامتلاء منها والتبصر بمسالكها، والوعي التام بمضامينها، ولا سيما علوم المنهج كاللغة العربية ونصوص الوحيين..
= فتجديد العلوم يستحيل بمنأ عنها، وجهل مصادرها وسنَن خطابها، وهذا أمثل تفسير أجده لعبارة "من حرم الأصول منع الوصول"، لكل علم أصول ومحكمات هي الطريق لفهمه وبث الروح فيه = ينهض به العلماء بقدر ضبط تلك الأسس نقليها وعقليها.
نظر-تجريد
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع