مدونة ا.د سلوان كمال جميل العاني


التنافس بين امريكا والصين على إنتاج البحوث العلمية والدراسات عالية التأثير

ا.د سلوان كمال جميل العاني | Prof.Salwan K.J.Al-Ani (Ph.D) FInstP


13/11/2022 القراءات: 1479  


يشهد العالم تقدما سريعا في مجالات العلوم والتكنولوجيا لم يسبق له مثيل لتحقيق الريادة في الابتكار ولإقرار موازين القوة ورسم ملامح عالم الغد الجيو-إستراتيجية.
ويتكون عالم اليوم من 3 أصناف من المجتمعات من حيث الوعي بأهمية التكنولوجيا والقدرة على الالتحاق بمنظومتها الجديدة : الصنف الاول الدولتين العملاقتين امريكا والصين، والصنف الثاني دول العالم المتقدم الذين يحاولون اللحاق بالصنف الاول، والصنف الثالث هو المجتمعات العاجزة عن توظيف منظومات التكنولوجيا في بلدانها.
وفي مجال التنافس بين الصين وأمريكا أفاد تقرير نشرته وزارة العلوم والتكنولوجيا اليابانية بأنَّ الصين تفوقت على الولايات المتحدة بصفتها الرائدة عالمياً في كل من إنتاج البحوث العلمية والدراسات "عالية التأثير"، ويشير التقرير الذي نشره المعهد الوطني الياباني لسياسة العلوم والتكنولوجيا، في آب / اغسطس 2022م بأنَّ الصين تنشر الآن أكبر عدد من أوراق البحث العلمي سنوياً، تليها الولايات المتحدة، ثم ألمانيا.
فيما استندت الأرقام إلى المتوسطات السنوية بين عامي 2018 و2020، واستخلص التقرير نتائجه من البيانات التي جمعتها شركة كلاريفيت
ووجد تقرير المعهد الوطني الياباني أنَّ الأبحاث الصينية تُشكِّل 27.2% من أفضل 1% من الأوراق البحثية الأكثر اقتباساً في العالم.
بينما استحوذت الولايات المتحدة على 24.9% من أعلى 1% من الدراسات البحثية التي تُقتَبَس، بينما احتلت أبحاث المملكة المتحدة المركز الثالث بنسبة 5.5%.
كما وجد التقرير أنَّ الصين نشرت ما معدله 407181 ورقة علمية في المتوسط سنوياً، متفوقة بذلك على 293434 مقالة في دوريات الولايات المتحدة، التي تمثل 23.4% من الناتج البحثي العالمي.
حيث تساهم بكين بنسبة عالية من الأبحاث في علوم المواد والكيمياء والهندسة والرياضيات، بينما كان الباحثون الأمريكيون أكثر غزارة في أبحاث الطب الإكلينيكي وعلوم الحياة الأساسية والفيزياء.
وبنفس الوقت اصدرت الولايات المتحدة قانون الرقائق والعلوم، وهو تشريع يسمح بتخصيص مبلغ 200 مليار دولار لتمويل الأبحاث على مدى 10 سنوات لجعل البحث العلمي الأمريكي أكثر تنافسية مع الصين.
ويشير التقرير بإنَّ الأوراق التي حصلت على اقتباسات أكثر من الـ 99% الباقية من الأبحاث هي "أعمال يُنظَر إليها على أنها من فئة الفائزين بجائزة نوبل، والرائدة في العلوم".
ويذكر التقرير أنَّ الولايات المتحدة لا تزال تنفق على البحث والتطوير في قطاعي الشركات والجامعات أكثر من أية دولة أخرى بينما بكين لديها أكبر عدد من الباحثين بقطاعي الشركات والجامعات بين الدول الكبرى. وفي قطاع الشركات، تقف الولايات المتحدة والصين على قدم المساواة مع بعضهما، وكلاهما يُظهِران نمواً سريعاً.


العلوم والتكنولوجيا، الدوريات، كلاريفيت، الجيو- إستراتيجية، البحث والتطوير، جائزة نوبل


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع