في ظلال عيد الأضحى المبارك
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
19/06/2024 القراءات: 425
-أعياد الاغتراب:
قلتُ مساء (الأحد (10) مِنْ ذي الحجة سنة 1445):
يسألني كم مَرّ مِنْ عيدٍ ... وأنت في بُعْـدٍ عن الأهلِ
(تسعون عيدًا) كان ردّي له ... والحمدُ لله على كلّ
أي (على كل حال).
فقال الأديب الأريب د. عماد ملكاوي:
حياتنا تمضي وفي مَرِّها ... نروحُ مِن شغلٍ إلى شغلِ
فالله خيرٌ حافظًا عبدَه ... فقل له يا جامعَ الشملِ
***
-أدب الهاتف:
🌴 قال د. سامي الفقيه الزهراني:
اُعْذُرْ أخاكَ إذا اتّصلْتَ ولم يَرُدّ على اتّصالِكْ
فلـعَـلّـهُ في حـالـةٍ تأبـى علـيـهِ قبـولَ ذلِكْ
ما كُـلُّ وَقْـتٍ في فراغِـكَ قَدْ يناسِـبُـهُ كذلِكْ
فتَوَخَّ إحسانَ الظُّنُونِ وخَـلِّ سـيِّـئَـها هُنالِكْ
🌴وقلتُ:
إني عذرتُ إذا اتصلتُ ولم يرد على اتصالي
لكنْ هنالك فرصةٌ أخرى ليمسحَ ما ببالي
وأراه قد أمسى وأصبحَ لا يعودُ ولا يبالي
أكذا تكون علاقة الإخوان تمضي في مِطال؟
وتُرى أُلامُ إذا عتبتُ ولم يعد يقوى احتمالي؟
عبدالحكيم الأنيس
الثلاثاء (12/ 12/ 1445).
***
-تهنئة شعرية:
قال د. عماد ملكاوي مهنئًا أصحابه بعيد الأضحى (1445):
لَكُم في العيدِ من أعماقِ قَلبي ... تحياتي وتَقْديري وحُبّي
وبالطاعاتِ في عُمرٍ مديدٍ ... لكم أرجو وأدعو اللهَ ربي
***
-في العيد:
كتب د. وليد فائق الحسيني قائلًا: "أرسل لي شيخنا د. عبدالحكيم الأنيس -حفظه الله- قبل سنوات أبياتًا يذكر فيها طرق التعايد، فقال:
مَنْ زارنا قلنا له: يا مرحبا ... أو كان متصلًا نقلْ: يا حبّذا
وإذا أرادَ رسالةً مكتوبةً ... أو صورةً منسوخةً فله كذا
كثرتْ وسائلُنا وكلٌّ يصطفي ... ما شاءه، وأنا أرى هذا وذا
فأجبتُه بنفس الوزن والقافية قائلًا:
إنَّ الرسائل تُنتقى حسب الذي ... تُهدى له، نحذو كما الثاني حذا
فالناس أوزانٌ فمنهم مَن إذا ... تمنحْه وقتًا لم تَضِع فيه الـ (إذا)
فهذاك حقٌ أنْ يُخَصَّ بحليةٍ ... وإن استطعتَ فضعْ بها عرف الشذا
ومن الورى يكفيه نسخُ رسالة ... ممّا يناقـــل بيـــن ذلكـــمُ وذا".
***
-مع العلم في العيد:
قال الأخ الكريم الشيخ البحاثة المحقق الدكتور بلال البحر معلقًا على هذا المقال: "مع العلم في العيد":
"فوائد ممتعة وعيديات منوعة..
اتفقَ لي أنا تصنيفُ رسالة "مسألة الشاذروان" في عيد الأضحى وكان بسبب انقطاع الانترنت في أيام العيد، فانشغلت بتتبع المسألة، ثم وقع لي إفراد ما جمعتُه فيها بجزء وتمَّ في العيد..
وفرغتُ من جمع رسالة "النقر والابساس في التكبير بين السورتين من الضحى إلى الناس" في عيد الفطر، وكان سببها تشويش بعض الغلاة على الإمام في التراويح بأنه بدعة حتى وقع نزاع شغل الناس في المسجد بالهيشات والجدل .. فالحمد لله على موافقة الفضلاء والعلماء".
***
-أغرب أضحية:
قال أحد الشعراء في القربان:
يا بخيلاً ليسَ يَدري ما الكَرَمْ … حرَّمَ اللّؤمُ على فيهِ نَعَمْ
حَدَّثوني عنهُ في العيدِ بما … سرَّنِي من لفظِهِ فيما حَكَمْ
قال لا قرّبتُ إلَاّ بدمِي … ذاكَ خيرٌ من أضاحِيّ النّعَمْ
فاستَخارَ الله في عَزْمَتِه … ثمَّ ضحَّى بقَفاهُ فاحتَجَمْ!
حماسة الظرفاء.
***
-من محاسن الإسلام:
قال الخطيب: في «تاريخ مدينة السلام» (1/ 349-359):
«سمعتُ القاضي أبا القاسم علي بن المحسن التنوخي، يقول: كان يُقال: من محاسن الإسلام يوم الجمعة ببغداد، وصلاة التراويح بمكة، ويوم العيد بطرسوس.
قلتُ: ومَنْ حضر الجمعة بمدينة السلام عظم في قلبه محلُّ الإسلام، لأن شيوخنا كانوا يقولون: يوم الجمعة ببغداد كيوم العيد في غيرها من البلاد».
والسؤال هنا: لم كان يوم العيد في طرسوس من محاسن الإسلام؟
***
-صُلي عليه بعد صلاة العيد:
جاء في ترجمة "المنصوري" في «المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور» (ص: 481):
منصور بن عبدالله بن محمد بن منصور المنصوري الطوسي، الفقيه، أبو القاسم. صالح، عفيف، مستور، محب للعلم وأهله، مواظب على حضور المجالس للتدريس والحديث. سمع عن أصحاب الأصم، مثل القاضي، والصيرفي.
ولد سنة (394). ومات ليلة الأضحى، وصلوا عليه بعد صلاة العيد سنة (477)".
***
-دفنُ العيد في بغداد:
هذه عادة من غرائب عادات البغادة:
قال محمد بن عمر المظفر الأيوبي (ت: ٦١٧) في كتابه «مضمار الحقائق» (ص: 187- 188):
«كان لأهل بغداد عادة إلى اليوم، فرجة بعد أسبوع من العيد، يخرجون إلى الفرجة والتنزه ويقولون: ندفنُ العيد، ويخرج رؤساءُ المحال، والمقدمون منهم، ويُحضرون شخصًا يتمسخرون عليه، ويكفنونه كالميت، ويبكون عليه، فإذا طابوا ولعبوا ساعة من يومهم ذلك قام ذلك الشخصُ الذي كُفن كهيئة الميت ويجعلونه مضحكة، فأمر الخليفةُ أن يُدفن العيد عند بستان ابن يحيى وأشار إليه بذلك.
فلما كان بعد العيد تقدم ابنُ يحيى إلى رؤساء العوام ومتقدمي المحال أن يخرجوا لدفن العيد في ذلك الموضع المذكور، فخرج خلق لا يُحصي عددهم إلا الله سبحانه وتعالى، من الرجال والنساء والأطفال، والخليفةُ ينظر إلى العوام وفعالهم، فقد أتوا بشخص منهم كهيئة الميت قد كُفن وحُمل فيما بينهم، فقوم منهم يبكون ويصرخون، وقوم يعزون وقوم يندبون، ويعملون عزية للعيد، فإذا ضجروا نزل الناسُ قدام بين يدي الستر فيلقون الميت في الماء، فيبقى فيه ساعة، والخليفة يضحك عليهم، فينزل متقدم الفراشين ومعه مئة دينار إمامية فيقول لمقدم العوامك هذه المئة دينار لأجل الميت. فحينئذ يقوم الميت المكفن من الماء فيتصارخ الناسُ لذلك ويضحكون ويدعون للخليفة.
وكان في ذلك اليوم على سطح تلك الدار جماعةٌ من المماليك الخواص مثل: سنجر، وإياس الرومي، وبرنبا العلائي، وياقوت، وقيطرس، وجماعة من المماليك، فلما انقضى دفنُ العيد خرجوا بأسرهم وتحت كل واحد منهم حصان عليه سرجٌ بذهب، وتخت، وطوق، وسر، فسار وعليهم ملابس الزركش والثياب الطلس، فكانوا يركبون يوم يكون من الحلية والثياب [كذا]، فكان أهلُ بغداد يرجعون مِن فرجتهم يتفرجون على المماليك ويقولون: نحنُ كنا نتفرج على الميت، فلم لا نتفرج على هؤلاء الملائكة الذين قد خرجوا»!
العيد. غرائب العادات. طرف العيد.
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع