مدونة الدكتور/ معتز يوسف أحمد أبوعاقلة


تنمية مهارات الباحث وتطويرها

د. معتز يوسف أحمد أبوعاقلة | Dr. Mutaz Yousif Ahmed Abuagla


10/11/2023 القراءات: 437  


تنمية مهارات الباحث وتطويرها
تنمية مهارات الباحث وتطويرها
بقلم : د./ معتز يوسف أحمد أبوعاقلة - بروف / سعاد سيد محجوب

من أهم سمات الباحث المتميز الهمة والنشاط ، والبحث والتنقيب عن العلوم والمعارف يحقق العديد من الأهداف منها العامة ومنها الخاصة على المستوى الشخصي يرفع من شأن المرء
" العلم يرفع بيتا لا عماد له " كذلك يسمو البحث بفكر الباحث ويرتقي بحسه في شتى ضروب العلم ، وبالتالي يبدأ في غرس فسائل التنمية والنهضة له ولمجتمعه؛ فينمو المجتمع ويزدهر ويتقدم، وهكذا تبني الأمم والشعوب الحضارات ؛ وبالسواعد الفتية والعقول النيرة تتكامل محاور النهضة.
لأهمية العلم كانت أول كلمة نزلت ﴿ اقرأ ﴾ وأقسم الله تعالى بأدوات الكتابة لأهميتها، كما أمر سبحانه وتعالى الأخذ بأسباب العلم وطلب الاستزادة منه ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ كذلك حثت السنة النبوية الشريفة :" اطلبوا العلم من المهد الى اللحد " كما رفع المصطفىﷺ من قدر العلماء ووصفهم بقوله :" إنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ وإنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثوا دينارًا إنما وَرَّثوا علمًا " وهنيئا لمن نال من هذا الإرث النصيب الأوفر. وليس أضر على الباحث من تعطيل فكره وعقله؛ الذي يجر في ذيله العديد من السلبيات.
العلم هو الحياة الحقيقة التي يحياها الإنسان في حياتيه الفانية والباقية؛ وهو معيار التفاضل بين الأمم والشعوب، لذا تعالت أصوات الشعراء وحثت على طلبه، ولله در الشافعي في لاميته التي يستنهض فيها الهمم :
تعلّم فليس المرءُ يولد عالمًا لَيْسَ أخو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلُ
وقوله كذلك:
رَأَيتُ العِلمَ صاحِبُهُ كَريمٌ وَلَو وَلَدَتهُ آباءٌ لِئامُ

من أهم آليات تحصيل العلوم والمعارف المداومة والاستمرارية على الإطلاع وعلى الإنسان أن يجعل له وردًا يوميًا من القراءة والإطلاع في شتى ضروب المعرفة خاصة في مجال تخصصه؛ حتى يرفد عقله بما يحتاجه من ألوان العلم النافع فالعلم غذاء العقل ؛ وغذاء العقل والروح لا يقل شأنًا من غذاء الجسد، ولنا في من سبقنا من العلماء الأسوة، حيث كانوا يضربون أكباد الإبل الأيام و الشهورمن أجل معلومة أو التحقق من صحتها.
إن القارئ الجيد هو المتحدث الجيد والقارئ النهم هو الكاتب الحاذق؛ الذي خبر سر مفتاح صنعته، ولا أضر على العلماء من قول القائل لم يترك السابق للآحق شيئًا وهذا ما ذهب إليه عنترة في معلقته" هل غادر الشعراء من متردم "
نعم لقد غادر الشعراء الكثير والكثير؛ فكل سابق يكتب وينشد حسب ثقافة عصره ومن منظوره الخاص ويأتي اللآحق ويوظف ما أطلع عليه، ويستثمر ثقافة عصره ويواكب تحدياته ويضيف الجديد والمفيد، فضلاً عن خلاصة تجربته الحياتية، وهكذا تستمر مسيرة العلوم. وهذا ما تعارف عليه بنظرية التناص في العصر الحديث والتناص وفي أبسط معانيه يعني تعالق النصوص أو تداخلها، وقد يكون في النص أو الفكرة أو المعنى.
قد لا يغيب عن البال ما للبحث العلمي من فوائد جمة منها ما ينمي شخصية الباحث ويكسبه مهارة الحوار والنقاش وطرح الأفكار؛ بالتالي لابد أن يفسح الباحث مساحة طيبة من وقته للقراءة والإطلاع؛ حتي يواكب روح العصر وتطلعاته وتحدياته.
على الرغم من سعي بعض الباحثين واجتهادهم في مضمار البحث والتنقيب ، لكن الأمر لا يخلو من بعض المثبطات التي تقف حجر عثرة أمام بعض الباحثين، وقد تؤدي إلى إعراضه عن البحث والتنقيب منها:
• الوضع الاقتصادي؛ أو ضيق ذات اليد ، لأن البحث والقراءة تحتاج إلى المال قل أو كثر.
• عدم توظيف معطيات الحضارة وتقنياتها في التحصيل العلمي أو الأكاديمي.
• الجهل بكيفية إدارة الوقت وعدم استثمار وقت الفراغ فيما يجدي.
• عدم الانتباه إلى أهمية مجالس العلم بضروبها المختلفة ـــ مؤتمرات ، ندوات ، محاضرات، ورش عمل، دورات تدريبية ـــ من أهم مصادر المعرفة؛ وكان هذا دأب السابقون منهم الجاحظ فقد أخذ علومه ومعارفه من مشايخ زمانه.
• كذلك من المثبطات الاهتمام بالكماليات والإعراض عن الضروريات.
• العزوف عن الإطلاع والقراءة بسبب بعض الضغوط الاقتصادية.
• عدم توظيف معطيات الحضارة وتقنياتها في التحصيل العلمي أو الأكاديمي.
• الإعراض عن مجالس العلم بضروبها المختلفة ـــ مؤتمرات ، ندوات ، محاضرات،ورش عمل ، دورات تدريبية ـــ من أهم مصادر المعرفة.
• الاهتمام بالكماليات والإعراض عن الضروريات.

في الختام رسالتي لكل من حط عصا ترحاله بعد حصوله على أي درجة علمية أيًا كانت، أن يكون منطلقه قوله تعالى ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ وقول الشاعر والعالم الكبير عباس محمود العقاد:" كلما ازددت علمًا زادني علمًا بجهلي "


العلم - الباحث - مهارات - ت


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع