مدونة محمد كريم الساعدي


رؤية نقدية في مسرح الشارع الجزء الأول : تساؤلات في أصل فكرة مسرح الشارع (2)

أ.د محمد كريم الساعدي | Mohamad kareem Alsaadi


15/12/2023 القراءات: 568  


من هذه التباينات بين المشتغلين في المجال المسرحي ، أو المجال النقدي للمسرح جاءت بوادر الأختلاف والانقسام بحقيقة وطبيعة مسرح الشارع ، وما هي طبيعة هذا المسرح ؟ وما هي الانتماءات الحقيقية لهذا المسرح ؟ هل ينتمي من طبيعة عروضه إلى الطريقة التي تتوافق مع المسرح التقليدي ؟ أم هو ظاهرة عادة ما تكون أقرب إلى سلوك وطبيعة الحدث اليومي العادي الذي يقع في الشارع بين الناس من الأفراد والجماعات بشكل يومي ؟ .
ومن ثم فإن على من يريد أن يتصور دراما الشارع عليه أن يأخذ بالحسبان جانبي المفاجئة والصدمة للمتفرج ، المفاجئة للحدث الذي يقع ، والصدمة للمتفرج عندما يعرف بإن ما حدث هو دراما وليس حدث ينتمي للحياة العادية .
أن هذه الدراما قد تقع في حياتنا دون أن تكون ممثلة ، أو تقع في حياتنا وهي مصممة على أن تكون شبيه بما يحدث في الشارع يومياً لكنها ممثلة وليست حقيقة ، ومن هنا يكون جانب الصدمة والتساؤل ؛ لماذا قدمها أصحابها هنا وليس في المسرح ؟ أي ، لماذا في الشارع وليس على الخشبة ؟ وما هي الرسالة المختلفة بين الشارع والخشبة ؟ ، وهل هذه الرسالة ممنوعة على المسرح مما أضطر أصحابها أن يقدموها في الشارع ؟ ، وهل الشارع أكثر حرية من الخشبة ؟ أم ماذا كان المقصد والغرض من العرض في مثل هكذا مكان والقصد هنا الشارع .
تساؤلات عديدة واختلافات كبيرة بين المشتغلين في مجال المسرح حول مفهوم مسرح الشارع ، وحول الاصطلاح والأشتغال ، وحول الغرض منه ، وما هو الفارق بينه وبين المسرح الذي يقدم على الخشبة في مسرح العلبة وغيره من الأمكنة المخصصة للمسرحيات التقليدية. من هذه التساؤلات ، نتبين حقيقة مسرح الشارع ونحدد على وفق المسار التاريخي والفني الدرامي طبيعته واشتغاله ومقاصد أصحاب الفكرة من وراء تقديمها في الشارع وليس على الخشبة في المسارح المغلقة . هذه التساؤلات وغيرها جعلت من مسرح الشارع ووجوده إشكالية متداولة بين أصحاب الاختصاص ذاتهم .


المسرح الشارع


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع