تحقيق التفاعل مع الأطفال وعدم التجاهل في السيرة النبوية
د. نكتل يوسف محسن | Dr. Naktal yousif mohsen
12/11/2022 القراءات: 1021
أن من ضرورات البناء النفسي في السيرة النبوية تحقيق التفاعل وعدم التجاهل ، لأن هذا التفاعل يعمل على دمج الطفل بالمجتمع ويمنع من حالة العزلة التي تتولد له من أهماله وإقصائه ، إذ كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يسلم عليهم ويحفظ حقهم ويستمع لهم وقد يأخذ برأيهم ، حيث يثمر ذلك الصنيع عن تعلم الطفل القيم والمبادئ من الكبار وينشأ بصورة سليمة خالية من العقد ، فضلاً عن ذلك كان (صلى الله عليه والسلام) يشملهم بالسلام فقد أثر عن أنس (رضي الله عنه) أنه قال : مَرَّ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) وَنَحْنُ صِبْيَانٌ فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ يَا صِبْيَانُ()، فضلاً عن تقديم حقهم وعدم التغافل عنه ، إذ ورد عن سهل بن سعد (رضي الله عنه) *) قال : أتي النبي (صلى الله عليه وسلم) بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعلى يساره أشياخ فقال للغلام أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟ فقال الغلام لا والله لا أوثر بنصيبي منك أحداً قال سهل : فوضعه في يده ()، كما كان (صلى الله عليه وسلم) يسمع لهم وقد يأخذ برأيهم ، إذ ذكر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يعرض غلمان الأنصار في كل عام، فمن بلغ منهم بعثه – في البعوث-، فعرضهم ذات عام، فمر به غلام، فبعثه في البعث، وعرض عليه سمرة بن جندب*) من بعده فرده، فقال سمرة: يا رسول الله، أجزت غلاماً، ورددتني، ولو صارعني لصرعته؟ قال: فدونك، فصارعه قال: فصرعته، فأجازني في البعث().
وهو ما يعكس مدى التفاعل معهم وعدم تجاهلهم على العكس مما نراه اليوم من تجاهل الأطفال في هذا الجانب وغيره حتى يصل الأمر الى أزدرائهم وعزلهم عن الحياة العامة ، لتتولد عقدة الكره والغضب لهذا الشخص حيث تنمو تدريجياً في المستقبل لتصنع من هذا الطفل عدو يمكنه أذى المجتمع متى ما سنحت له الفرصة .
النبي، التربية النفسية، التفاعل، السلام
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة