مدونة د. أسماء صالح العامر


عيوب النفس الجزء الثاني***

د. أسماء صالح العامر | Asma saleh Al amer


15/11/2023 القراءات: 568  


من عيوب النفس الفتور في الطاعة
ومن عيوبها فتر فيها في حقوق كان يقوم بها قبل ذلك وأتم منه عيبا من لا يهتم بتقصيره وفترته وأكثر من ذلك عيبا من لا يرى فترته وتقصيره ثم أكثر منه عيبا من يظن أنه متوفر مع فترته وتقصيره وهذا من قلة شكره في وقت توفيقه للقيام بهذه الحقوق فلما قل شكره أزيل عن مقام التوفر إلى مقام التقصير ويستر عليه نقصانه واستحسن قبايحه قال الله تعالى ) أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا (
والخلاص من ذلك داوم الالتجاء إلى الله تعالى وملازمة ذكره وقراءة كتابه والبحث عن مطمعه وتعظيم حرمة المسلمين وسؤال أولياء الله الدعاء له بالرد إلى الحالة الأولى لعل الله تعالى أن يمن عليه بأن يفتح عليه سبيل خدمته وطاعته
من عيوب النفس الطاعة وعدم الشعور بلذتها
ومن عيوبها أن يطيع ولا يجد لطاعته لذة ذلك لشوب طاعته بالرياء وقلة إخلاصه في ذلك أو ترك سنة من السنن
ومداواتها مطالبة النفس بالإخلاص وملازمة السنة في الأفعال وتصحيح مبادى ء أموره يصح له منتهاها
ومن عيوبها أن يرجو لنفسه الخير في حصول مشاهد الخير ولو تحقق لا يسر أهل المشهد من شؤم حضوره كما قيل لبعض السلف كيف رأيت أهل
الموقف فقال رأيت أقواما لولا أني كنت معهم لرجوت الله أن يغفر لهم هكذا طريق أهل اليقظة
ومداواتها أن يعلم أن الله وإن غفر له ذنوبه فقد رآه مرتكبا على الخطايا والمخالفات يستحيى من ذلك ويسئ بنفسه الظن كما قال الفضل بن عياض واسوأتاه منك وإن غفرت وذلك يتحققه بعلم الله فيه ونظره إليه
ومن عيوبها أنك لا تحييها حتى تميتها أى لا تحييها للآخرة حتى تميتها عن الدنيا ولا تحيى بالله حتى تموت عن الأغيار ولذلك قال يحيى بن معاذ من تقرب إلى الله بتلف نفسه حفظ الله عليه نفسه وذلك أن يمنعها عن شهواتها ويحملها على مكارهها فإن النفس لاتألف الحق أبدا
ومداواتها السهر والجوع والظمأ وركوب مخالفة الطبع والنفس ومنعها عن الشهوات سمعت محمد بن إبراهيم بن الفضيل يقول سمعت محمد ابن الرومي يقول سمعت يحيى بن معاذ يقول الجوع طعام به يقوى الله أبدان الصديقين
النفس لا تألف الحق
ومن عيوبها أنها لا تألف الحق أبدا والطاعة خلاف سجيتها وطبعها ويتولد أكثر ذلك من متابعة الهوى واتباع الشهوات
ومداواتها الخروج منها بالكلية إلى ربها كما سمعت محمد بن عبد الله الرازي يقول سمعت أبا القاسم البصرى ببغداد يقول سئل ابن زادان عن العبد إذا خرج إلى الله على أى أصل يخرج قال على أن لا يعود إلى ما منه خرج وحفظ عن ملاحظة ما يبدو منه إلى الله فقلت هذا حكم من خرج عن وجود فكيف حكم من خرج عن عدم فقال وجود الحلاوة في المستأنف عوضا من المرارة في السالف
النفس تألف الخواطر الرديئة.
ومن عيوبها أنها تألف الخواطر الرديئة فتستحكم عليها المخالفات
ومداواتها رد تلك الخواطر في الابتداء لئلا تستحكم وذلك بالذكر الدائم وملازمة الخوف بالعلم أن الله يعلم ما في سرك كما يعلم الخلق ما في علانيتك فتستحي منه أن تصلح للخلق موضع نظرهم ولا تصلح موضع نظر الحق وقد قال النبي {صلى الله عليه وسلم} ( إن الله لاينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم )
وسمعت أبا بكر الرازى يقول سمعت الحسن العلوي صاحب إبراهيم الخواص يقول سمعت إبراهيم يقول أول الذنب الخطرة فإن تداركها صاحبها بالكراهية وإلا صارت سقط الهوى فتصد العقل والعلم والبيان.


عيوب- النفس


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع