مدونة د. عصام عبد ربه محمد مشاحيت


رفق النبي صلى الله عليه وسلم في تعليمه

د. عصام عبد ربه محمد مشاحيت | DR. essam abdrabeh mohamad mashaheet


20/09/2023 القراءات: 755  


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فإن الإسلام دين التوحيد والتسامح والرحمة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان خير معلم للبشرية، وأكثرهم رفقاً وحكمة في تعليم الناس ما ينفعهم في دينهم ودنياهم. فقد قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]. وقال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]. وقال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159].
وفي هذا الموضوع سأذكر بعض المواقف التي تظهر رفق النبي صلى الله عليه وسلم في تعليمه، وأثر ذلك في نشر الإسلام وتثبيت المسلمين على دينهم.
رفق النبي صلى الله عليه وسلم بالجاهل: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحلى بالصبر والتأدب في تعامله مع الجاهل، ولا يستخف به أو يستغاث من سؤاله أو يستغضب من جرأته. بل كان يجيب على سؤاله بحكمة، ويرشده إلى الحق برفق، ويرأف به برحمة. ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أنَّ أعْرَابِيًّا بَالَ في المَسْجِدِ، فَثَارَ إلَيْهِ النَّاسُ ليَقَعُوا به، فَقالَ لهمْ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: دَعُوهُ، وأَهْرِيقُوا علَى بَوْلِهِ ذَنُوبًا مِن مَاءٍ -أوْ سَجْلًا مِن مَاءٍ- فإنَّما بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ ولَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ.
وقد بيَّن له صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خطَأَه وأرشده للصَّوابِ، كما في روايةٍ مُسلمٍ، من حديثِ أنَسِ بنِ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه، وفيه: «إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دعاه فقال له: إنَّ هذه المساجِدَ لا تصلُحُ لشيءٍ من هذا البَولِ ولا القَذَرِ، إنما هي لذِكرِ اللهِ عزَّ وجَلَّ، والصَّلاةِ، وقراءةِ القُرآنِ».
موقف آخر يظهر رفق النبي صلى الله عليه وسلم هو ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عندما أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني أعاني من كثرة الغضب، فأوصني. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تغضب”. فكرر الرجل سؤاله مرارًا، وكرر النبي صلى الله عليه وسلم جوابه: “لا تغضب” . ففي هذا الموقف تجلى رفق النبي صلى الله عليه وسلم بالسائل، وحكمته في إعطائه أفضل نصيحة، وصبره على تكرار سؤاله، وإخلاصه في دعوته إلى ما يصلح حال المسلم ويزيل عنه ما يضره. فإن الغضب من أعظم أسباب الشقاء والفساد في الدنيا والآخرة، ومن أعظم موانع دخول الجنة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الخل ألاسد” . وقال صلى الله عليه وسلم: “ألا أخبركم بخير من درجة الصوم والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى. قال: إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين” . فالغضب يورث العداوة والبغضاء بين المؤمنين، ويدفع إلى ارتكاب المحارم والمنكرات، ويجعل المرء نادمًا على ما قال أو فعل في حالته. لذا كانت نصيحة النبي صلى الله عليه وسلم لذلك الرجل بأن لا يغضب، فإذا لم يغضب لم يفعل شيئًا يستدعي التأسف أو التوبة.
وهناك مواقف أخرى كثيرة له صلى الله عليه وسلم


رفق النبي # تعليم النبي صلى الله عليه وسم


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع