مدونة ياسر جابر الجمال


بيني وبين أستاذنا محمد زكريا عناني2

ياسر جابر الجمال | Yasser gaber elgammal


28/01/2024 القراءات: 477  


أنهيْتُ الماجستير، وكانت مرحلةً فارقة في عمري؛ فقد تعلمْتُ الكثيرَ منها، ومازلت أتعلَّم، وكان دَورُ أستاذِنا - سعادة الدكتور محمد زكريا عناني - أبَوِيًّا تربويًّا أكثرَ من كونه علميًّا، محفِّزًا وباعثًا لى على الأمل والسرور في الأمور كافةً.
وبعد المناقشة دعاني أستاذُنا سعادة الدكتور عهدي إبراهيم السيسي إلى مقابلتِه في الإسكندرية، وحضورِ مناقشة له مع أستاذنا سعادة الدكتور محمد زكريا عناني؛ وفعلا التقَينا هناك؛ ولكن تمَّ تأجيلُ المناقشة ذاك اليوم، وذهبنا إلى الغداء برُفقة مجموعة من أستاذتنا الأجلَّاء، أَذكُر منهم: سعادةَ الدكتور محمد عمر وهو أستاذٌ للأدب والنقد يعمل في المملكة العربية السعودية، وصديقًا آخَرَ لا أتذكره - للأسف - لكنَّه كان صاحبَ الدعوة في مطعم حسني في بحري بالإسكندرية؛ وبالفعل ذهبْنا إلى المَطعم وكان يومًا جميلًا ماتعًا.
ثم ذهبْنا - مرَّة أخرى - إلى الإسكندرية أنا وأستاذُنا الدكتور عهدي السيسي وأتممنا مناقشة الباحثة في رسالتها المؤجَّلة، وكانت الباحثة صِينيَّة، وكانت دراستها عن "رواية زينب" لمحمد حسين هيكل، ومقارنتها برواية لأديب صينيّ، وكان المناقش مع الدكتور عهدي أستاذتُنا سحر شريف أستاذ الأدب والنقد بجامعة الإسكندرية، مناقشًا داخليًّا .

وفي هذا اليوم اقترح عليَّ سعادة أستاذنا الدكتور عناني موضوعًا لرسالة الدكتوراه، وقال لي: ما رأيك أن تتناول موضوعًا عن الشاعر مُحمد عبدالمُنعم الأنصاري؟ وأعطاني - في هذا اليوم - رسالةَ ماجستير لباحثةٍ قد ناقشَتْها في كليَّة الدراسات الإسلاميَّة للبنات جامعة الأزهر بالإسكندرية .
ثم تطوَّر الأمر بعد ذلك فقال لي: ما رأيُك لو أخذْتَ الشعر السكندري في النصف الثاني من القرن العشرين؟ وسوف أُمِدُّك بالدواوينِ والمصادرِ المطلوبة كافةً؛ فهذا موضوعٌ شائق مفيد .
وكانت البداية أنْ قال لي: إنَّ الدكتور عبدالله سرور - رحمه الله - كان قد كتب رسالةَ الدكتوراه الخاصةَ به عن اتِّجاهات الشعر السكندريِّ في النصف الأول من القرن العشرين فاذهب واطَّلِع عليها في مكتبة كلية الآداب، ثم بعد ذلك نتحدَّث .
وفعلا ذهبْتُ واطَّلعتُ على الرسالة ووجدتُها فقمت بتصوير الأجزاء المسموح بتصويرها ، وهي عشرون بالمائة من حجم الدراسة.
وبعد ذلك تزوجْتُ ثم ذهبْتُ لأُسْرتي في الريف لأقضيَ فترةً جميلة بين الأهل، والأصدقاء، والحقول ، والجو الريفيِّ الجميل.
وبحُكم قُربي من الإسكندرية فقد خرجت في نزهة مع زوجتي إلى الإسكندرية، وذهبْتُ لسعادة أستاذنا الدكتور محمد زكريا عناني، والتقيته في مكتبه، وجلسنا وتحاورنا، وسَعِد جدًا قائلًا لي: عليك بزيارة قصر المنتزه، والقلعة، وغيرها من الأماكن فالإسكندرية جملية وتستحق الزيارة والتنزُّهُ فيها .
وفعلًا قضينا يومًا جميلًا بين أنحاء الإسكندرية الخالدة، وتواصلنا هاتفيًّا حوْل عدد الشعراء الذين هم مَحِلُّ الدراسة.
ووقتئذٍ قلتُ له: إنَّني لا خبرةَ لي بشعراء الإسكندرية، فقال لي: علينا أنْ نقسِّمَ الفترة إلى مراحلَ تاريخيَّةٍ؛ كلُّ مرحلةٍ لها روَّادُها؛ ففترة الستينات - على سبيل المثال - يوجد بها: عبدالعليم القباني، وعبدالمنعم الأنصاري ، وفؤاد طمان، ثم استرسلنا في أسماء أخرى فقال لي: مهنم عبدالمنعم سالم، وفوزي خضر، وفوزي عيسى، وحنا مينا، وأحمد محمود مبارك، وناجي عبداللطيف، وأيمن صادق، ومحمود عبدالصمد زكريا، وأحمد فضل شبلول، وعبدالمنعم كامل، أحمد السمرا، ومحمود العتريس، ومحجوب موسى مرعي.
وفي النهاية قال لي: لا بدَّ من وجود عنصر نسائيِّ وليكن الشاعرة الكبيرة عزيزة كاتو؛ وأعطاني أرقام هواتف بعض هؤلاء الشعراء الكِبار الذين أصبحوا - بعذ ذلك - أساتذةً لنا؛ وتم التواصلُ معهم للحصول على دواوينهم وكتاباتهم.
ومن هنا مَضيْتُ في الاستعداد للكتابة وتجهيز الموضوع، والتقيت أستاذنا عناني، وأعطاني الأعمال الكاملة لمحمد محمود مبارك وكنت ذاهبًا للأستاذ الكبير الشاعر فؤاد طمان فقال لي: سأقوم بتوصيلك إلى "محطة الرمل" أو "زيزينا" - على ما أعتقد - ومرَّ بي على "محل عصير قصب" وقال لي: هذا المحل كان يعمل به إيليا أبو ماضي عندما كان يعيش في الإسكندرية.
وعرفت منه أن في الإسكندرية الشاعر السوري خليل شيبوب وغيرُه الكثير من المبدعين.


محمد زكريا عناني


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع