العنف الأسري وأثره في أفراد الأسرة والمجتمع
حياة عبدالله بخيت | Hayat AbdAlla Bakhiet
25/02/2025 القراءات: 4
المقدمة
مع ظهور مبادئ حقوق الإنسان في العالم وانتشارها، أصبحت ظاهرة العنف الأسري تناقش كمشكلة اجتماعيه لها خطورة بالغة على الفرد والمجتمع. تهدف هذه المدونة إلي تحليل ظاهرة العنف الأسري بصورة علمية وموضوعية من سياقها المجتمعي مما يساعد في الكشف عن مسبباتها والوقوف علي إبعادها وبالتالي الحد من انتشارها. وتأتي أهميتها لتؤكد على حقيقة أن العنف الأسري هو أخطر أنواع العنف وأكثر فتكاً بالمجتمعات من الحروب والأوبئة الصحية لأنه ينخر أساس المجتمع فيهده أو يضعفه. وقبل الخوض في مجال العنف الأسري نعرّف المصطلحات الآتية:
1. الأسرة:
هي المؤسسة الاجتماعية التي تنشأ من اقتران رجل وامرأة بعقد يرمي إلى إنشاء اللبنة التي تساهم في بناء المجتمع، وأهم أركانها، الزوج، والزوجة، والأولاد (ابن منصور،1956م). وتمثل الأسرة للإنسان «المأوى الدافئ، والملجأ الآمن، والمدرسة الأولى، ومركز الحب والسكينة وساحة الهدوء والطمأنينة.
2. العنف:
عرف العنف لغوياً " بأنه الخرق بالأمر وقلة الرفق به, وهو ضد الرفق, وأُعنف الشيء: أي أخذه بشدة. وعرف في العلوم الاجتماعية بأنه " استخدام الضبط أو القوة استخداماً غير مشروع أو غير مطابق للقانون من شأنه التأثير على إرادة فرد ما (بدوي احمد، 1986م).
3. العنف الأسري:
عرف العنف الأسري ومنهم من اسماه بالعنف العائلي بصورة شاملة بأنه " السلوك الذي يقوم به احد أفراد الأسرة دون مبرر مقبول ، ويلحق ضررا ماديا أو معنويا أو كليهما بفرد أخر من نفس الأسرة ويعني ذلك بالتحديد: الضرب بأنواعه وحبس الحرية والحرمان من حاجات أساسية والإرغام علي القيام بفعل ضد رغبة الفرد والطرد والسب والشتم والاعتداء والاعتداءات الجنسية والتسبب في كسور أو جروح جسدية أو نفسية " (تقريرمنتدى العنف ضد المرأة،2004م). ومن منظور إسلامي"هو كل فعل أو قول أو همس أو إشارة أو حركة أو صمت يعكس أية نسبة من الأذى مهما تدنت أكان جسديا أم معنويا أو ماديا أو نفسيا. وان ذلك يعد من الاعتداء" قال تعالى: "ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين "(البقرة، الآية :190).
مسببات العنف الأسري ودوافعه:
أثبتت الدراسات على مستوى العالم الغربي والعربي وحسب مقال في جريدة الوطن أن ابرز المسببات وأكثرها انتشاراً تعاطي الكحول والمخدرات ويأتي بعده في الترتيب الأمراض النفسية والاجتماعية لدى أحد الزوجين أو كلاهما، ثم اضطراب العلاقة بين الزوجين. (سليمان اللزام،(2009). وهناك أسباب كثيرة تتحد فيها ضروب العنف سياسي أم اجتماعي أم أسري يمكن تلخيصها في التالي:
أ. ضعف الوازع الديني وسوء التربية والنشأة في بيئة عنيفة.
ب.غياب ثقافة الحوار والتشاور داخل الأسرة.
ج. سوء الاختيار وعدم التناسب بين الزوجين في مختلف الجوانب بما فيها الفكرية.
د. ظروف المعيشة الصعبة كالفقر والبطالة.
هـ. طبيعة الحياة العصرية اليومية، فالضغط النفسي والإحباط، المتولد من طبيعة الحياة العصرية اليومية، تعد من المنابع الأولية اوالأساسية لمشكلة العنف الأسري.
أنواع العنف الأسري: (دهيم عبدالله،2021)
1- الإساءة البدنية: وتتمثل في الضرب بالأيدي أو بالأرجل ويشمل ذلك الصفع علي الوجه والعنق والرفس والرمي أرضاً، وشد الشعر والبصق، والحرق وقذف الضحية بالحذاء أو بالأواني أو غير ذلك.
2- الإساءة اللفظية: وتشمل التهديد بالقتل أو الحرق، والسب والشتم واللعن، والسخرية والاستهزاء والصراخ والتحقير المستمر.
3- الإساءة النفسية: وتشمل التهديد المستمر بالطلاق أو الزواج من أخري أو التهديد بالطرد أو التهديد
بالسلاح أو القيام بعزل الضحية عن أهلها أو عن المجتمع، أو التجسس علي الضحية ومراقبة مكالماتها الهاتفية.
4- الإساءة المادية: وتشمل عدم إنفاق الزوج علي الزوجة والأبناء، أو التقتير عليهم، اتهام الزوجة بسوء التصرف في المال، تشمل كذلك أخذ راتب الزوجة وحرمانها منه، وكذلك حرمان الأبناء من حاجاتهم الضرورية.
5- الإساءة الصحية: وتشمل عدم الاعتناء بالجانب الصحي لدي الزوجة والأبناء، وقد يضرب زوجته أو أحد أبنائه بشيء فيصبه اعضائه ولا يقوم بأخذه إلي الطبيب خوفا من المساءلة.
6- العنف الجنسي: ويشمل الاعتداء جنسيا علي الأطفال ويكون في الغالب تحت تأثير المسكرات والمخدرات، قهر الزوجة وإجبارها علي ممارسة أنواع من الشذوذ الجنسي والأفعال المحرمة التي يراها عبر الفضائيات أو مواقع الإنترنت الإباحية.
كيفية علاج العنف الأسري:
عند معرفة الأسباب التي تؤدي إلى العنف الأسري يكون العمل على علاجه قبل وقوعه ومنع وقوعه مستقبلاً وبالتالي يمكن القضاء عليه. وبما أننا عرفنا من أهم أسباب العنف الأسري، ضعف الوازع الديني والجهل بالتربية الإسلامية، فالعلاقات الأسرية الطيبة التي نادي بها الدين الإسلامي الحنيف كالرأفة والإحسان، والحب والمودة والتعاون الذي يشمل شئون الحياة المختلفة والاحترام المتبادل بين أعضاء الأسرة بعضهم البعض يجب أن تتحقق بين أركان الأسرة لتكون سدا منيعا أمام العنف الأسري. وهذا يتطلب تعاون الكثير من الجهات التربوية والاجتماعية ودور الوعظ والارشاد وغيرها. وبعد وقوعه على الصعيد الإعلامي توعية الجمهور بقضية العنف، ودعوة الناس من أقارب وجيران بالإبلاغ عنه، وأخيراً يجب أن يكون للدولة دور فعال في محاربته، بالإضافة إلي تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني في مساعدة ودعم دور الحماية الاجتماعية.
العنف- العنف الأسري - الإساءة النفسية - العنف الجنسي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف