قصة الفاروق عمر بن الخطاب الذي قصد النبي ﷺليثأر لخاله أبو جهل من حمزة فأسلم بعده بثلاثة أيام
د/ بكاري مختار | Dr. BEKKARI mokhtar
22/12/2023 القراءات: 1065
بعد ثلاثة أيامٍ فقط من إسلام حمزة بن عبد المطلب، عم رسول الله صل الله عليه وسلم، أسلم عمر بن الخطاب، الفاروق الذي فرق بين الحق والباطل، ثاني الخلفاء الراشدين، الرجل الذي زلزل عروش ملوك الأرض في زمانه، كسرى وقيصر وغيرهم.
أعجب من قصة حمزة بن عبد المطلب، فهي قصة تحول من النقيض إلى النقيض، من السعي وراء قـ.ـتـ.ـل النبي الكريم، إلى الدخول في دينه والشهادة بأنه رسول الله.
نشأ عمر في قريش وامتاز عن معظمهم بتعلم القراءة، عمل راعيًا للإبل وهو صغير، وكان والده غليظًا في معاملته. تعلم المصارعة وركوب الخيل والفروسية، والشعر. وكان يحضر أسواق العرب وسوق عكاظ وسوق مجنة وسوق ذي المجاز، فتعلم بها التجارة، التي ربح منها وأصبح من أغنياء مكة.
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرى أن في إسلام عمر بن الخطاب أو إسلام أبي جهل كسبًا كبيرًا للإسلام والمسلمين، فلذلك كان يدعو الله أن يهدي أي الرجلين إلى الإسلام. روى الترمذي وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: “اللَّهُمَّ أَعِزَ.
وكان دافعه وراء ذلك الإهانة التي حدثت لأبي جهل في مكة على يد عم رسول الله حمزة والذي أصبح على دين محمد، وكانت حرارة هذا الدافع نابعة من أن أبا جهل خال عمر بن الخطاب، فرأى عمر أنه قد أصيب في كرامته تمامًا كما أصيب أبو جهل، ورد الاعتبار في هذه البيئة عادة ما يكون بالسيف.
قصة إسلام عمر بن الخطاب
بعد أن علم عُمر بإسلام أخته فاطمة، توجه إلى بيتها مباشرة، وهناك كان إسلامه، وقد روى الفاروق رضي الله عنه إسلامه، فجاء في الرواية:
يروي سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قصة إسلامه بنفسه؛ فقد جاء عن أسامة بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده قال: “قال لنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أتحبون أن أعلمكم كيف كان إسلامي؟ قال: قلنا، نعم.
قال: كنت من أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فبينما أنا في يوم حار شديد الحر بالهاجرة في بعض طريق مكة إذ لقيني رجل من قريش، فقال: أين تريد يا ابن الخطاب؟ فقلت: أريد التي والتي والتي!
قال: عجبا لك يا ابن الخطاب، أنت تزعم أنك كذلك، وقد دخل عليك الأمر في بيتك.
قال: قلت وما ذاك؟
قال أختك قد أسلمت، قال: فرجعت مغضبا حتى قرعت الباب، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أسلم الرجل والرجلان ممن لا شيء له ضمهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرجل الذي في يده السعة فينالاه من فضل طعامه وقد كان ضم إلى زوج أختي رجلين.
فلما قرعت الباب قيل: من هذا؟ قلت عمر بن الخطاب فتبادروا فاختفوا مني، وقد كانوا يقرأون صحيفة بين أيديهم تركوها أو نسوها. فقامت أختي تفتح الباب، فقلت: يا عدوة نفسها أصبوت؟ وضربتها بشيء في يدي على رأسها، فسال الدم، فلما رأت الدم بكت، فقالت: يا ابن الخطاب! ما كنت فاعلًا فافعل، فقد صبوت.
قال: ودخلت حتى جلست على السرير فنظرت إلى الصحيفة وسط البيت، فقلت ما هذا؟ ناولينيها، فقالت: لست من أهلها أنت لا تطهر من الجنابة وهذا كتاب لا يمسه إلا المطهرون.
فما زلت بها حتى ناولتنيها، ففتحتها فإذا فيها: بسم الله الرحمن الرحيم، فلما مررت باسم من أسماء الله عز وجل ذعرت منه، فألقيت الصحيفة، ثم رجعت إلى نفسي فتناولتها، فإذا فيها سبح لله ما في السماوات والأرض، فلما مررت باسم من أسماء الله ذعرت، ثم رجعت إلى نفسي، فقرأتها حتى بلغت: آمنوا بالله ورسوله .. إلى آخر الآية، فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
فخرجوا إلي متبادرين وكبروا وقالوا: أبشر يا ابن الخطاب فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعا يوم الاثنين، فقال: اللهم أعز دينك بأحب الرجلين إليك: إما أبو جهل بن هشام، وإما عمر بن الخطاب وإنا نرجو أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لك فأبشر.
قال: قلت، فأخبروني أين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فلما عرفوا الصدق مني قالوا: في بيت بأسفل الصفا، فخرجت، حتى قرعت الباب عليهم، فقالوا: من هذا؟ قلت: ابن الخطاب، قال: وقد علموا من شدتي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وما يعلمون بإسلامي، فما اجترأ أحد بفتح الباب حتى قال: افتحوا له إن يرد الله به خيرا يهده.
ففتحوا لي الباب فأخذ رجلان بعضدي، حتى أتيا بي النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال خلوا عنه، ثم أخذ بمجامع قميصي، ثم جذبني إليه، ثم قال: أسلم يا ابن الخطاب، اللهم اهده، فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله.
فكبر المسلمون تكبيرة سمعت بفجاج مكة، وكانوا مستخفين فلم أشأ أن أرى رجلا يضرب فيضرب إلا رأيته ولا يصيبني من ذلك شيء. فخرجت، حتى جئت خالي وكان شريفًا فقرعت عليه الباب، فقال: من هذا؟ فقلت: ابن الخطاب، قال: فخرج إلي فقلت: علمت أني قد صبوت قال أو فعلت؟ قلت نعم قال لا تفعل، فقلت: قد فعلت، فدخل وأجاف الباب دوني،
فقلت: ما هذا شيء، فذهبت إلى رجل من عظماء قريش فناديته، فخرج إلي فقلت مثل مقالتي لخالي، وقال مثل ما قال، ودخل وأجاف الباب دوني. فقلت في نفسي: ما هذا شيء إن المسلمين يضربون وأنا لا أضرب.
فقال لي رجل: أتحب أن يعلم بإسلامك؟ فقلت: نعم، قال: فإذا جلس الناس في الحجر فأت فلانا -لرجل لم يكن يكتم السر- فقل له فيما بينك وبينه: إني قد صبوت، فإنه قل ما يكتم السر.
قال: فجئت وقد اجتمع الناس في الحجر فقلت فيما بيني وبينه: إني قد صبوت. قال: أو فعلت؟ قلت: نعم، قال: فنادى بأعلى صوته: إن ابن الخطاب قد صبأ، فبادر إلي أولئك الناس، فما زلت أضربهم ويضربونني، فاجتمع علي الناس.
فقال خالي: ما هذه الجماعة قيل عمر قد صبأ، فقام على الحجر فأشار بكمه هكذا: ألا إني قد أجرت ابن أخي، فتكشفوا عني، فكنت لا أشاء أن أرى رجلا من المسلمين يضرب ويضرب إلا رأيته، فقلت: ما هذا بشيء حتى يصيبني، فأتيت خالي فقلت: جوارك عليك رد، فقل ما شئت، فما زلت أضرب وأضرب حتى أعز الله الإسلام”.
المصادر:
– “دلائل النبوة” للبيهقي (2/ 216-219).
– “السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة” لمحمد محمد أبو شُهبة (1/ 351).
قصة الفاروق عمر بن الخطاب، خاله أبو جهل ، حمزة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع