سلطة الثقافة والفكر في عصور الإبداع
ياسر جابر الجمال | Yasser gaber elgammal
17/01/2024 القراءات: 495
تأتي هذه المرحلة ضمن مرحلة أخذ فيها الفكر والثقافة طوراً جديداً غير ذي قبل " فالتعليم مثلاً لم يعد خاصاً بطبقة دون طبقة، ولم تعد المدارس محصورة في المدن، ولم يعد التعليم العالي، ولا البعثات حكراً على أبناء الذوات، وأصبح من واجبات الحكومات الأولى العناية بالتعليم والفكر والنهوض بهما لأن فيهمانهضة الأمة"( )وكانت أهم الأشياء الداعية للتعليم إتاحة الفرصة للجميع بالمجان ، وكذلك أخذت الحكومة في رصد ميزانية له ، ولم يعد للأمية مكان خاصة في الحضر ، "وقد صحب تلك الخطوة إحياء للكتب وتشجيع على تأليفها وترجمتها، مما أدى إلى ازدهار دور الطباعة والنشر فتزايدت تزايدًا ملحوظًا( ) .
وفي مجال التعليم العالي ازداد عدد الجامعات، وخرجت من حدود المدن ليصبح وجودها في المراكز الريفية ضرورة، لما لها في الحياة "الفكرية من دور قيادي خلاّق تستطيع من خلاله بنظمها العلمية ودراساتها المعملية أن ترصد الظواهر، وتفحص القضايا الأدبية"( )وصار الالتحاق بالجامعة حقًا مشروعًا للجميع، بل إنه أصبح حتمية لا مفر منها لمعظم الطلاب الذين أنهوا مراحل تعليمهم الأولية، ومع ازدياد الإقبال الشديد على الجامعات تعددت التخصصات وظهرت كليات وأقسام لم تكن موجودة، وتبع هذا التوسع إنشاء المكتبات العامة، فأصبحت في كل كلية مكتبتها الخاصة، وفي كل قسم، وحين لم تستوعب تلك المكتبات متطلبات الرواد وجديد المؤلفين انتشرت المكتبات التجارية ينافس بعضها بعضًا، فأدى كل هذا إلى وجودنهضة ثقافية محمودة في كثير من جوانبها، إلا أنها غالبًا تنتهي وتتلاشى عندنهاية آخر سنة جامعية( ) .
أما وسائل الإعلام المرئية والمسموعة فقد انتشرت بصورة كبيرة ، وكلما تقدم العصر زاد انتشارها وسيطرتها على الناس ، حتى إنها كان لها أثر سلبي في تحجيم عدد القراء للصحف والمجلات ، ولأنها كانت تعي بطبقة محدودة معينة .
وكان للصحافة اليدُ الطولى في التاثير على الأدباء فكريًاوثقافيًا خاصة بعد اعتبارها السلطة الرابعة ، بعد استفتاء 19إبريل 1979م.، والذي على أثره صدر عديد من الصحف والمجلات ، اليومية ، والأسبوعية ، والشهرية . وواصلت الصحافة خطواتها سائرة على النهج نفسه بعد أن خط لها نظام كفل لها كثيرًا من الحقوق وجعل لها شرعية سياسية، واجتماعية وفكرية.
هذا وغيره كان له الأثر المباشر في وجودنهضة فتية شجعت أصحاب الأقلام، وأتاحت لهم الفرص تلْوالفرص ليثبتوا وجودهم في عالم متقارب بوسائله ومبتكراته. ولقد صار الأدباء والكتاب في ركاب النهضة الثقافية والفكرية ، ودواوينهم وأعمالهم شاهدة على الأثر الكبير الذي تركته تلك النقلة الكبيرة في الثقافة والفكر
سلطة الثقافة والفكر في عصور الإبداع
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة